"لم أكن أدرك أن ما حدث هو حقيقة، وظننت أنه مجرد حلم أنا عيش فيه، وعندما استيقظت على يد الأمن أيقنت ساعتها أن كل ما حدث، لم يكن مجرد حلم".. بهذه الكلمات اعترف "خالد.ف" المتهم بقتل ثلاثة من أبنائه وإصابة زوجته، أمام النيابة حيث اعترف المتهم أنه ارتكب الواقعة لكنه كان نائما ويحلم أن زوجته وأبنائه طلبوا منه التوجه إلى المصحة النفسية للعلاج، وأمام إصرارهم على ذلك، اغضبه الأمر وقرر أن يتخلص منهم هربًا من الذهاب إلى المصحة، مضيفا:"لم أدرى إلا وأنا أتوجه إلى المطبخ وأمسكت بلطة حديديه ودخلت عليهم فى حجرة النوم وهشمت رؤوسهم.. بدأت بزوجتى والطفل الأكبر حتى لا أجد منهم مقاومة وأنا أتخلص من الباقين".
وقال المتهم:" بعد أن تخلصت منهم وقفت أشاهد الدماء وهى تتطاير من أجسامهم ولم أهتم لذلك وعدت من جديد إلى المطبخ واستللت السكين وأخذت أطعنهم عدة طعنات جديدة، كل ذلك حدث وأنا أعتقد أننى فى حلم وليس حقيقة، حتى أن دموع الأطفال التى كانت تسيل لم أهتم بها".
واستطرد قائلًا:" بعد أن انتهيت من قتلهم أسرعت إلى السلم فإذا بوالدتى تجلس فى الدور الأرضى أخبرتها أننى قتلتهم جمعيًا ثم خرجت وبيدى البلطة والسكين وملابسى غارقة فى الدماء تجاه الزراعات، ولم أدرك اننى مستيقظ إلا بعد أن سمعت هاتفى يرن والأمن يمسك بى".
وفى نفس السياق، أمر المستشار أحمد العجوز مدير نيابة مركز المنيا، بحبس المتهم 4 أيام وتوجيه تهمتى القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد لأبنائه والشروع فى قتل زوجته، كما أمرت النيابة بعرض المتهم على مستشفى الأمراض النفسية والعقلية بالمنيا تمهيدًا لعرضه على مستشفى الأمراض النفسية والعقلية بالقاهرة، لكشف إن كان يعانى من اضطرابات نفسية وعقلية من عدمه وندب الطب الشرعى لتشريح جثة الطفلين لمعرفة سبب الوفاة.
تفاصيل الواقعة ترجع إلى تلقى اللواء ممدوح عبد المنصف مدير أمن المنيا، إخطارًا من العميد الدكتور منتصر عويضة مدير المباحث يفيد قيام "خالد.ف"، 33 سنة سائق بقتل نجليه وإصابة زوجته ونجله الأكبر.
وبالانتقال والفحص تبين وجود جثتين لطفلين مرتديان كامل ملابسهما فوق سرير بغرفة نوم بالطابق الثانى وحولهم بركة من الدماء متناثرة حول جدران غرفة النوم وعلى الأرضية والسرير والمخدات والملاية وهم "أحمد" 6 سنوات وبه جروح قطعية متعددة بفروه الرأس وكسور بأنحاء متفرقة بالجسم و"عمرو" 5 سنوات ومصاب بجروح قطعية بالرأس وكسور بالجمجمة وتهتك بالمخ وخروج بعض أجزاء من المخ خارج الجسم وجرح قطعى بالرقبة، وأدهم 7 سنوات وزوجته وتدعى شيماء 27 سنة ربة منزل.
وتبين من التحريات أيضًا أن المنزل مكون من طابقين، وأن المتهم يعانى من حالة اكتئاب نفسى نظرًا لتعاطيه المخدرات وتم نقله إلى إحدى المصحات النفسية لتلقى العلاج إلا أنه كان دائم الهرب منها، وكانت تصدر منه حركات غريبة ويعتقد دائما أن أسرته تتآمر عليه لنقله إلى إحدى المستشفيات النفسية.
وبالكشف عن المتهم تبين أنه سبق اتهامه فى 6 قضايا تبديد وتعاطى مخدرات منهم القضية رقم 1747\2010 إدارى مركز المنيا تعاطى.
تحرر عن الواقعة المحضر رقم 13612 لسنة 2017 إدرارى مركز المنيا.
ولم تمض ساعات إلا وتوفى الطفل الثالث داخل مستشفى المنيا الجامعى، فيما ما تزال الزوجة فى حالة خطرة.
