يمثلان عاملاً أساسيًا ومهمًا فى صناعة الفخار القنائى، فبدونهما تتوقف مسيرة العمل لأصحاب تلك المهنة لأن صناعتهم تعتمد فى الأساس على العمل البدائى، حيث تدخل الأبقار والجاموس فى تلك المهنة، حيث تلعب دورًا أساسيًا ومهمًا بدونه يتوقف كل شىء، فضلاً على أنها تغطى احتياجات الأسرة الصعيدية والفلاحين من الجبن واللبن والسمنة البلدى التى تنتجها يومياً.
تلعب تلك الحيوانات دورًا مهمًا فى حياة بعض المهن، فتجدها تعمل فى حرث الأرض قبل دخول الأدوات الحديثة التى تقوم بحرث الأراضى الزراعية، وكانت تستخدم فى جرف المياه من الترع للرى الأراضى الزراعية عن طرق "الساقية"، وفى صناعة الفخار يعتمد الصنايعية على "الجاموس والأبقار" بصورة كاملة، حيث تجلب عقب أذان الفجر، ويتم وضع الطعام لها قبل أن تبدأ عملها فى صناعة الفخار.
مهمة "الجاموس والأبقار" هو تلين الأحجار التى يتم جلبها من الجبال، وهى خامات معينة تستخدم فى صناعة الفخار، وتحتاج تلك الأحجار إلى وضعها فى حفرة كبيرة لمدة 3 أيام قبل أن تبدأ الجاموس والأبقار فى النزول للتحرك بشكل دائرى وسط تلك الأحجار المتماسكة والتى تتعرض للماء حتى تصبح مرنة، ويقوم كل بتشكيل الفخار وفق طريقته.
الأحجار التى يصنع منها الفخار لا تستطيع الآلات الحديثة تلين خاماتها وتحتاج إلى وزن ثقيل لدهس الطينة حتى تٌسهل على العاملين فى تجهيز الخامة التى تصنع منها الفخار، ونظراً لأن العمل فى تلك المهنة يسبب ضعفًا لعضلات الأبقار فهو يقلل من سعرها إذا رغب العاملون فى بيعها، كما أنها لا تتحمل العمل فى تلك الصناعة لعدة سنوات، نظراً لأن مهمة تلين الخامات مهمة شاقة جداً وفق رواية العاملين فى صناعة الفخار القنائى.
"حوض التجليس" تعمل بداخله الجاموسة لمدة ساعتين، وهى المدة التى تصبح فيه طينة الفخار جاهزة لصناعة "الققلل وأدوات الطهى، والزير"، ثم تأخذ قسطاً من الراحة لمدة ساعة يوضع لها الطعام والماء حتى تعوض المجهود الذى بذلته خلال عمل تجهيز ودهس الطين داخل "الحوض"، وتحتاج الجاموسة من أسبوع إلى 10 أيام حتى تتعلم طبيعة العمل فى صناعة الفخار، ويقوم العاملون بيعها بعد مرور سنة من عملها معهم، لأنها تعرضت للإجهاد الشديد وهو ما يقلل من سعرها فى حالة بيعها.
"محمود على"، أحد العاملين داخل حوض التجليس، قال إن البقرة تمثل 50% من مهنة الفخار، نظراً لأنها العامل الرئيسى فى تجهيز الخامة، وبدونها يتوقف العمل، والأبقار والجاموس تحتاج وقت حتى تفهم طبيعة العمل، وتتعرض للإجهاد والضعف بعد مرور سنة، لكن مع دخول شهر ديسمبر تتوقف عملية صناعة الفخار، فتأخذ "الأبقار والجاموس" قسطًا كبيرًا - وهو فصل الشتاء بالكامل - دون عمل، ويتم تعويضها بالغذاء والقمح والذرة حتى تقوى وتعوض ذلك المجهود، وهناك من يقوم ببيعها وهذا يرجع وفق رؤيته هل تقدر على العمل مرة أخرى من عدمه.
"أحمد معوض"، أحد العاملين فى الفخار، قال إن "الجاموس خير ومصدر رزق، فى الصباح تساعدنا فى صناعة الفخار، وفى المساء نأخذ منها السمن والجبن، والحليب، وهى مصدر رزقى الوحيد ومن غيرها الحياة توقف وبعوضها بزيادة فى الأكل علشان بتتعب معايا، وأنا الجاموسة اشتريتها من 10 سنين وهى أصيلة.. البلدوزر اللى شايلة الشغل عننا".
البقرة وهى تمارس عملها فى صناعة الفخار
الفخار بعد تصنيعه بقنا
الجامووسة تعمل بصحبة أحد العاملين بقنا
الجاموس وصناعة الفخار
جاموسة تقوم بمرحلة دهس الطين
المكان الذى تجلس فيه الأبقار بعد انتهاء عملها
الفخار القنائى بعد تصنيعه بقنا
الجاموس فى الحوض
الجاموس فى صناعة الفخار
الأبقار والجاموس معا فى صناعة الفخار
الجااموس فى ممهن أخرى بقنا
أبقار وجاموس بقنا فى مراحل الفخار ووتصنيعة
