أكرم القصاص - علا الشافعي

عبد الفتاح عبد المنعم

أسرار الزواج الكاثوليكى بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية

الخميس، 30 نوفمبر 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أواصل قراءاتى للدور الأمريكى فى العالمين، العربى والإسلامى، ومحاولتها الهيمنة والسيطرة على العالم كله، وليس العربى والإسلامى، وذلك استنادًا للدراسة الصهيونية الخطيرة التى تم تمويلها من أحد المراكز الصهيونية ذات الصلة بجهاز الموساد، حيث وضع الباحث الإسرائيلى الصهيونى، يوئيل جوجنسكى، دراسة يزعم فيها أن رغبة الولايات المتحدة فى التخلى عن جزء من التزاماتها الدولية، عن ميل انعزالى جذوره فى التاريخ الأمريكى، وقد ارتفعت فى السنوات الأخيرة فى الولايات المتحدة أصوات تدعو إلى أنه يجب عليها أن تركز جهودها فى علاج أمراضها الداخلية حتى على حساب مصالحها الدولية، وأن تتقاسم العبء الأمنى مع حليفاتها، وألا تشارك إلا فى حروب «اللامفر»، وعلى الرغم من ذلك، وحتى لو كان هناك انخفاض فى مركز الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط، فإنها لا تتركه.
 
بين التشديد أكثر على منطقة المحيط الهادئ، والانفصال عن الشرق الأوسط، لا تزال المسافة بعيدة، كما يزعم الباحث الصهيونى جوجنسكى فى دراسته، فليس الحديث عن «لعبة حاصلها صفر»، لأن الولايات المتحدة تستطيع أن تُظهر مشاركة فى هذين الميدانين المركزيين بشكل متوازٍ.
وإلى ذلك بقيت للولايات المتحدة عدة مصالح مركزية فى أنحاء الشرق الأوسط، لكل واحدة منها تأثير الاعتبارات الأمريكية، وكل واحدة منها تتطلب متابعة دائمة، واستعدادًا أمريكيًا للتدخل وقت الحاجة.
 
ويقدم الباحث الإسرائيلى عدة نقاط، منها أن خريطة الطاقة العالمية تتغير، وذلك فى الأساس بسبب زيادة استخراج النفط والغاز فى الولايات المتحدة، باستعمال تقنيات متقدمة، وقد يفضى هذا التغيير إلى التقليل من تعلقها بنفط الشرق الأوسط، لتصبح بذلك أقل تعلقًا مما كانت فى الماضى بالدول المنتجة للنفط، هذا إلى جانب أن الولايات المتحدة لم تعد متعلقة باستيراد الغاز الطبيعى والفحم، وقد زاد إنتاج النفط الأمريكى فى السنوات الأربع الأخيرة بـ%25، وتتوقع الوكالة الدولية للطاقة «آى إى إيه» أن تسبق الولايات المتحدة روسيا والمملكة العربية السعودية، وتصبح أكبر منتجة للنفط فى العالم، لكن فكرة أن تكون الولايات المتحدة فى يوم ما مستقلة تمامًا عن التعلق بنفط الشرق الأوسط، فما زالت بعيدة عن التحقق.
 
إن الولايات المتحدة تنتج الآن %60 من استهلاكها للنفط بنفسها، ويتوقع أن تزود فى نهاية العقد المقبل كل ما تحتاج إليه من جهة الطاقة، لكنها ستبقى حينها أيضًا متعلقة بالاقتصاد العالمى، وقد يلحق ذلك الضرر بها أيضًا إذا لم تستمر مصادر النفط فى الشرق الأوسط فى تزويد دول مثل كوريا الجنوبية واليابان والهند والصين بمطالبها. 
 
ولتجسيد ذلك نقول إنه يوجد فى الخليج العربى وحده %54.4 من إجمالى احتياطى النفط العالمى الثابت، و%40.5 من إجمالى كل احتياطى الغاز العالمى الثابت، وعلى ذلك حتى لو لم تكن الولايات المتحدة متعلقة بالطاقة من الخليج لاستهلاكها الخاص، فإنها ستبقى متعلقة باستقرار سوق الطاقة العالمية، وستضطر إلى الاستمرار فى الحفاظ على وصول حر للنفط من الخليج العربى، وإن أهمية موقف الولايات المتحدة وقوتها فى هذه القضية قد ثبت حينما قررت فى مطلع 2012، خلافًا لموقفها من الشأن النووى الإيرانى، أن التشويش على حرية الإبحار فى مضيق هرمز «خط أحمر» من وجهة نظرها.
 
الانتشار النووى هو نقطة جديدة سلط عليها الباحث الصهيونى جوجنسكى الضوء عليها، فيقول: حينما بدأ الرئيس أوباما ولايته كان أحد الأهداف المركزية التى وضعها لنفسه أن يدفع فكرة نزع السلاح الدولى قدمًا، لكن عمليًا يبدو أنه يبتعد عن هذا الهدف، فإيران تريد أن تصبح من القوى النووية، وباكستان قوة نووية غير مستقرة قد تنقل تقنية نووية إلى دول أخرى فى المنطقة، بل قد تفقد السيطرة على مخزونها النووى، بالإضافة إلى ذلك فإن السلاح النووى فى إيران قد يؤدى إلى اتساع الانتشار النووى فى المنطقة، بحيث قد تبدأ دول أخرى العمل فى مسار نووى عسكرى.. كانت الولايات المتحدة وما زالت أكبر قوة خارجية فى المنطقة، وهى الوحيدة القادرة على تأمين السلاح النووى الباكستانى، وضبط قوة إيران، ومحاولة منع توسيع الانتشار النووى.
 
عيّن الرئيس الأمريكى السابق أوباما فى ولايته الأولى مبعوثه إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، بعد أدائه اليمين الدستورية الرئاسية بـ 48 ساعة فقط، وذلك كى يؤكد التزام الإدارة الجديدة بالعملية السلمية الإسرائيلية الفلسطينية.. أوباما وصف هذا الموضوع بأنه «أولوية أمنية قومية» بالنسبة للولايات المتحدة، ومع ذلك فإن مساعى الولايات المتحدة للدفع قدمًا بعملية السلام فى السنوات الأربع الأخيرة لم تأت بنتيجة، بعض أسباب ذلك تتعلق بسلوكها هى فى هذا الشأن.
 
ومن المعقول الافتراض أن يتجدد الاهتمام الأمريكى بقضية العملية الإسرائيلية الفلسطينية فى فترة ولاية أوباما الرئاسية الثانية، حينما يصبح حرًا من الاعتبارات الانتخابية، وتصبح عوامل الضغط الأمريكية على إسرائيل أكبر أهمية.. الادعاء أن التقدم نحو تسوية سياسية بين إسرائيل والفلسطينيين ستُسهل من تنفيذ السياسات الأمريكية فى العالم العربى بشكل عام، وفى مواجهة إيران بشكل خاص، ما زال سارى المفعول فى الولايات المتحدة.
 
وعلى طريقه دس السم فى العسل، تطرق الباحث اليهودى إلى علاقة أمريكا بدولة الاحتلال الإسرائيلى، فيزعم أن علاقات الولايات المتحدة بإسرائيل تُعرّف على نحو تقليدى بمصطلحات الواجب الأخلاقى، والقيم الحضارية والسياسية المشتركة، والمصالح الاستراتيجية المشتركة، وجميعنا يعرف أن علاقه أمريكا بإسرائيل هى علاقة أبدية، فأمريكا تشجع الاحتلال الصهيونى لفلسطين، وأن هذه العلاقة تشبه إلى حد كبير الزواج الكاثوليكى الذى لا طلاق فيه، وبرغم ذلك هناك توجه ذو تأثير سلبى على العلاقات، يتعلق بالمس بصورة القوة الإسرائيلية، ليس فقط أن إسرائيل لم تعد تعتبر كنزًا لدى الكثيرين فى الولايات المتحدة، بل إن مراقبين مختلفين يعرضونها فى السنوات الأخيرة على أنها عبء عليها.
 
وعلى الرغم من ذلك، بقيت إسرائيل شريكة مهمة للولايات المتحدة فى مواجهة التهديدات الإرهابية والتهديدات العسكرية المتصاعدة، ويتشارك جيشا الدولتين فى المعلومات الاستخباراتية والنظريات القتالية، وبقيت إسرائيل حليفة مخلصة مستقرة تُسهم فى الصناعة والأمن الأمريكيين بواسطة جهود تطوير مشتركة أيضًا.. يتبع.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة