مفاوضات سوريا تبدأ الثلاثاء فى جنيف بمشاركة وفد موحد للمعارضة

الأحد، 26 نوفمبر 2017 01:40 م
مفاوضات سوريا تبدأ الثلاثاء فى جنيف بمشاركة وفد موحد للمعارضة دى ميستورا
(أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تستأنف الثلاثاء فى جنيف المفاوضات حول النزاع السورى، وتأمل الأمم المتحدة بأن يشكل وجود وفد موحد للمعارضة السورية للمرة الأولى، فرصة لانجاح هذه المفاوضات التى سبق أن اخفقت فى التوصل إلى تسوية.

لم تحقق المحادثات التى ترعاها الأمم المتحدة لحل الأزمة التى تسببت بمقتل أكثر من 340 ألف شخص منذ العام 2011 الكثير خلال سبع جولات سابقة، فطغت عليها أثر ذلك تحركات دبلوماسية منفصلة تقودها روسيا وتركيا وإيران.

وأعرب موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دى ميستورا الذى يصف نفسه بأنه "متفائل دائما" إذ يشير إلى وجود تقدم تدريجى حتى حينما يتحدث آخرون عن طريق مسدود، عن أمله بأن تشكل الجولة الثامنة التى تبدأ الثلاثاء أول "مفاوضات حقيقية".

وسيتعين على طرفى النزاع تجاوز العقبة التى أدت إلى خروج محادثات سابقة عن مسارها وهى مصير الرئيس بشار الأسد.

وقال دى ميستورا، وهو دبلوماسى حذر بطبعه، للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطراف واسعة من المعارضة السورية إن مطلبها برحيل الأسد قد لا يكون أمرا ممكنا.

وأشار فى سبتمبر إلى أن على الهيئة العليا للمفاوضات أن تكون "واقعية" وتدرك بأنها "لم تربح الحرب"، فى تصريحات أثارت حفيظة المعارضة.

لكن الحقائق على الأرض تدعم موقف الموفد الأممى اذ استعادت حكومة الأسد المدعومة عسكريا من روسيا أكثر من نصف البلاد فيما تقع باقى المناطق تحت سيطرة إما فصائل المعارضة أو الجهاديين أو قوات كردية.

وخلال لقاء عقد فى العاصمة السعودية هذا الأسبوع، إتفقت تيارات متباينة من المعارضة السورية على إرسال وفد موحد إلى جنيف.

وإنضمت مجموعات من المعارضة تتخذ من موسكو والقاهرة مقرات لها ولديها نهج أقل تشددا حيال مستقبل الأسد إلى الهيئة العليا للمفاوضات.

واستبقت شخصيات معارضة بارزة انطلاق مؤتمر الرياض باعلان استقالتها من الهيئة العليا للمفاوضات، فى مقدمها منسقها العام رياض حجاب الذى إستقال "أمام محاولات خفض سقف الثورة وإطالة أمد نظام بشار الأسد"، وإختارت الهيئة الجمعة نصر الحريرى لترؤس وفدها المكون من 36 عضوا إلى جنيف.

وأصر الحريرى الذى كان المفاوض الرئيسى عن الهيئة خلال جولات سابقة على ضرورة تنحية الأسد فى حين لم تظهر أى إشارات فورية الى أن تكتل المعارضة الجديد سيتراجع عن موقفه حيال الرئيس، وطغت على الجهود الأممية خلال الأشهر الأخيرة مبادرات منفصلة تولتها روسيا فى الغالب.

ورعت روسيا وايران حليفتا دمشق، وتركيا التى تدعم فصائل معارضة سورية، مفاوضات جرت فى استانا وأثمرت إقامة أربع مناطق "خفض توتر" ساعدت فى تراجع العنف ميدانيا رغم استمرار القصف الجوى والمعارك فى بعض المناطق.

وهذا الأسبوع، دعا الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى عقد "مؤتمر وطنى سورى" يضم ممثلين عن النظام السورى والمعارضة، وهو إقتراح دعمته أنقرة وطهران، وتؤكد الأمم المتحدة من جهتها أن محادثات إستانا تتكامل مع مفاوضات جنيف، وإعتبر بوتين أن المؤتمر الذى اقترحه سيشكل "حافزا" لجنيف.

وبالنسبة لرئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاعية الروسى فيودور لوكيانوف، ستكون جهود موسكو الدبلوماسية بشأن سوريا بلا معنى "ما لم يتم إقرارها من قبل المنظمات الدولية، بدءا من الأمم المتحدة".

وأصر على أن "لا شىء سينجح" إلا إذا حصل على الموافقة فى جنيف، وأشار خبراء كذلك إلى أن تأثير دى ميستورا تراجع عقب انتخاب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حيث باتت الولايات المتحدة أقل نشاطا فى الجبهة الدبلوماسية السورية.

وكان جون كيرى، وزير خارجية الرئيس السابق باراك أوباما، أجرى زيارات متكررة إلى المدينة السويسرية لدعم المفاوضات الأممية.

أما وزير الخارجية الحالى ريكس تيلرسون فأجرى زيارته الأولى إلى جنيف الشهر الماضى حيث أعلن عقب لقائه دى ميستورا أن "حكم عائلة الأسد اقترب من نهايته".

ورغم أن التصريح يشى بتشدد فى لهجة واشنطن حيال النظام السورى، إلا أنه من غير الواضح إلى أى درجة ستسعى الولايات المتحدة للتأثير على شكل المفاوضات المقبلة.

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة