بريطانيا تحتفى بـ "االسريالية المصرية ومؤسسها جورج حنين فى متحف بمدينة ليفربول

بداية من هذا الأسبوع وحتى 18 مارس المقبل، يبدأ متحف "تات" البريطانى فى مدينة ليفربول الإنجليزية فى إقامة معرض كبير، لواحدة من الجماعات الفنية التى تشكلت فى مصر فى الفترة ما بين ( 1938 – 1948 ) ، على يد الفنان والشاعر جورج حنين، والتى حملت اسم "جماعة الفن والحرية"، والتى استطاعت أن تحفر لنفسها اسما مميزا وتصنع تيارا فنيا معروف فى العالم كله، تحت اسم "السيريالية المصرية".

جماعة الفن والحرية دشنت تيارا فنيا يقاوم السلطة الملكية فى هذا الوقت، مع تصاعد دعوات الفاشية والنازية فى العالم، وجاء بيان تدشينها فى ديسمبر من عام 1938 تحت عنوان "يحيا الفن المنحط"، وهى الجماعة الفنية التى مازالت محل احتفاء واضح فى العالم كله.

مؤسس التيار الفنى هو الناقد الفنى المصرى "جورج حنين"، والذى ربطته حركة صداقة بمؤسس الحركة السيريالية فى العالم الفرنسى "أندريه بريتون"، والذى وصف حنين فى خطاب له بأنه واحد من أكثر من يهتم بآرائهم، وبالفعل أسس حنين تيار "السيريالية المصرية" استجابة لحركة عالمية تدعو إلى إنشاء فن ثورى حر، ووقع على بيان تأسيس هذا التيار 40 فنانا وأديبا مصريا، من بينهم اسماء مثل رمسيس يونان، وكامل التلمسانى، وفؤاد كمال، وأصدرت الجماعة جريدة "دون كيشوت" الثقافية فى القاهرة، وكانت تصدر باللغة الفرنسية، فى حين أصدر مجلة ناطقة بالعربية تحمل اسم "مجلة التطور"، ثم بلغت شهرة الجماعة الآفاق وانضم لها فنانون من مختلف أنحاء العالم.

لوحة بالمعرض للفنانة المصرية من أصل سورى إيمى نمر رسمت عام 1940

تجاوزت شهرة حنين وتياره الآفاق، وأصبح "تيار السيريالية المصرية" بانتاجه الأدبى والفنى معروفا فى أنحاء العالم كله، بفضل حنين الذى كان يقيم فى "روض الفرج"، ويعمل مديرا لشركة سجائر جناكليس، وحول حنين القاهرة إلى مزار عالمى للفنانين العالميين والمهتمين بتيار السيريالية المصرى، وكان الملك فاروق نفسه يفتتح المعارض الفنية التى تقيمها جماعة الفن والحرية رغم الميل اليسارى للجماعة وموقفها المعروف بمعاداة الملكية، كما تم اختياره فى إبريل عام 1947 واحدا من ثلاثة على مستوى العالم يشكلون "السكرتارية الدولة لتيار الفن السيريالى".

جورج حنين مؤسس تيار السيريالية المصرية

اتخذ جورج حنين موقفا معاديا أيضا من ثورة 23 يوليو، وهاجر من مصر حيث سافر إلى اليونان، ثم إلى المغرب، وبعدها روما، ثم باريس، والتى أنهى فيها حياته فى 18 يوليو 1973، طالبا فى وصيته أن يدفن فى القاهرة.

لوحة بالمعرض للفنان المصرى رمسيس يونان بتاريخ 1939

متحف ومعرض تات فى ليفربول