أكرم القصاص - علا الشافعي

عبد الفتاح عبد المنعم

كيف ساهمت أمريكا وبعض الدول الأوروبية فى إشعال نار الفتنة فى سوريا؟

السبت، 11 نوفمبر 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أواصل قراءاتى للدور الأمريكى فى العالم العربى والإسلامى بصفة عامة ومصر بصفة خاصة، وذلك استنادا إلى ما فى أغسطس من العام الحالى للدكتور جواد بشارة دراسة خطيرة حملت عنوان «الصراع الروسى الأمريكى فى الشرق الأوسط»، حيث يرى الباحث أمريكا وبعض الدول الأوروبية ساهمت بشكل كبير فى إشعال نار الفتن فى سوريا، حيث قدمت فرنسا وهذه الدول الأوروبية وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية بعض المساعدات والتدريب والتسليح المحدود للجيش السورى الحر والمعارضة المسلحة العلمانية أو المعتدلة، لكن الفساد الذى ينخر هذه المعارضة والخلافات بين مكوناتها، جعل التنظيمات الإرهابية الجهادية الإسلاموية المسلحة هى التى تهيمن على ساحة الصراع المسلح مع النظام السورى وعلى رأسها جبهة النصرة، وهى الفرع الرسمى السورى لتنظيم القاعدة الإرهابى الدولى.  
 
 وداعش التى استخدمت أقصى وسائل العنف والبطش والقسوة لدحر الخصوم والمنافسين والسيطرة على مساحات واسعة من الأراضى السورية، كما فعلت فى العراق، فكان أن باعت العناصر المسلحة والمدربة أمريكياً أسلحتها لداعش والنصرة وهرب أكثر كوادرها إلى خارج البلاد، مما أصاب الأمريكيين والأوروبيين بالإحباط. كان السوريون يتمنون أن يتكرر السيناريو الليبى، علماً بأن بعض الدول العربية لم تتردد فى تقديم المال والسلاح للتنظيمات السورية المسلحة، لكنها فى أغلبها ذات توجه إسلامى، وكان أغلب المراقبين يتوقعون سقوط النظام السورى خلال أسابيع أو أشهر قليلة، خاصة بعد تمثيلية استخدام النظام السورى للسلاح الكيميائى فى الغوطة، وأدى إلى مقتل 1400 شخص، مما دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى إعلانها للخطوط الحمراء التى إذا تجاوزتها دمشق، فسوف تتعرض لهجوم عسكرى دولى، إلا أن روسيا دخلت على الخط مباشرة وفتت التوتر باقتراحها أن تقوم لجنة خبراء دولية فى التخلص من السلاح الكيميائى السورى، وبالتالى لن تكون هناك ذريعة صالحة لضرب سوريا عسكرياً، وأذعنت إدارة باراك أوباما لهذا الحل وأرغمت حلفاءها الأوروبيين على القبول به، يضاف إلى ذلك أن لجنة خبراء من معهد ماسوشوسيت للتكنولوجيا MIT نشرت دراسة تكنيكية محضة فى 14 يناير الماضى، أثبت فيها أن المذبحة الكيميائية التى اتهم فيها نظام بشار السد فى 2013 قد تمت انطلاقاً من أراضى يسيطر عليها المتمردون السوريون المسلحون من الجهاديين الإرهابيين الإسلامويين، ولقد صاغ الدراسة مفتش متخصص فى الأمم المتحدة بسلاح الصواريخ هو ريشارد ليلويد وثيودور بوستول الأستاذ فى المعهد المذكور، بعد دراستهما وتحليلهما لمئات من الصور وأشرطة الفيديو والعبوات المتفجرة وبقايا الصواريخ التى أطلقت على المنطقة المنكوبة وبقايا براميل احتوت على غاز السارين، فوجئ الغرب بالدخول القوى والصاعق لروسيا ولحزب الله وإيران فى ميادين الصراع المسلح بين القوى الإسلامية الإرهابية المسلحة والجيش السورى النظامى المدعوم جواً من قبل روسيا مما غير من موازين القوى ميدانياً على ساحات المعارك لصالح النظام السورى، تحت غطاء محاربة الإرهاب الدولى المتمثل بداعش والقاعدة، وتم تحرير حماه وحمص وحلب من قبضة داعش والنصرة ولم يبق سوى الرقة وإدلب التى تتحصن فيهما قوات داعش وجبهة النصرة. حاولت فرنسا جر أوروبا والحلف الأطلسى إلى حرب مباشرة فى سوريا، لأنها كانت ترغب فى التدخل العسكرى على غرار ما قامت به فى ليبيا ونشرت صور لضحايا المجزرة الكيميائية فى الغوطة، ولكن اتضح فيما بعد أنها لأطفال علويين من اللاذقية خطفتهم العناصر الإرهابية الإسلاموية المسلحة وقتلتهم بطريقة بشعة ووحشية ومثلت بجثثهم، فيما كشف التقرير التقنى لمعهد أم آى تى خطأ الأطروحة الأمريكية التى تذرع بها جون كيرى وزير خارجية أوباما لتبرير التدخل العسكرى الأمريكى فى سوريا وصحة التوضيح الروسى، مما ذكرنا بالسابقة الأمريكية على لسان كولن باول فى مجلس الأمن فى الأمم المتحدة لإيجاد ذريعة امتلاك العراق لأسلحة التدمير الشامل التى تبين فيما بعد سخفها وسذاجتها وعدم صحتها.
 
عندما حققت منظمة داعش الإرهابية اختراقها المدوى عام 2014 فى سوريا والعراق، واحتلت مساحات واسعة من أراضى البلدين، وأعلنت دولة الخلافة المزعومة فى 2014، أشعرت العالم الغربى بخطرها المباشر على الأمن والاستقرار الدوليين، لأنها ضربت دول الغرب فى عقر دارها بعمليات إرهابية قذرة طالت المدنيين الأبرياء وأثارت الرأى العام الغربى ضدها الذى ضغط على حكوماته لمحاربة هذا الوباء والشر القاتل المسمى داعش، فتشكلت كواليس وقوات تحالف دولية لمواجهة الدولة الإسلامية فى العراق والشام، وبدأ الهجوم الجوى المنظم فى 22-23 سبتمبر 2014، وقامت بإسناد القوات البرية العراقية التى باشرت، على مدار ثلاثة أعوام محاربة الدولة الإسلامية داعش لتحرير الأنبار وصلاح الدين والموصل من احتلال داعش، فيما قامت قوات سوريا الديمقراطية المكونة من مقاتلى وحدات حماية الشعب الكوردى وبعض القوات العربية لمهاجمة معاقل داعش فى سوريا، وعلى رأسها الرقة عاصمة دولة الخلافة، أوقفت دول الخليج عملياتها الجوية فى سوريا وركزت جهودها على اليمن البلد الجريح الآخر الواقع فى نطاق مشروع الشرق الأوسط الكبير والجديد، الذى ترنو له واشنطن، لصالح إسرائيل بطبيعة الحال، وفى هذا السياق قام الجيش التركى بالتعاون مع بعض القوات السورية المنشقة عن النظام فيما يسمى بالجيش السورى الحر، بشن عملية عسكرية تحت عنوان درع الفرات لمهاجمة داعش فى شمال سورية وذلك فى 2016، وفى نفس الوقت مهاجمة قوات حماية الشعب الكردى وقوات سوريا الديمقراطية المسنودة أمريكياً.. يتبع.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة