يجمعون بين شيئين "طلب العلم والعمل" على الرغم من حداثة سنهم، لكن ظروف الحياة والمعيشة الصعبة جعلتهم يعيشون ويمتهنون مهنا شاقة، يتحصلون على مبالغ مالية نظير عملهم لمساعدة أسرهم فى النفقات اليومية، أو تعلم صنعة تساعدهم فى المستقبل، نظراتهم تعكس شعور الانبساط وحبهم وتعلقهم بالعمل رغم حداثة سنهم.
فى محافظة قنا تعلق الأطفال بالعمل يعكس مدى احتياج العائلات فى القرى الموجودة فى المحافظة، خاصة قرى دندرة والمحروسة ونقادة وقرية حاجر الجبل بمركز الوقف، وغيرها من القرى التى تعمل فى الزراعة بصحبة والديهم، لكن يعطيهم انطباع بتحمل المسئولية، وحبهم للجد والاجتهاد فى المستقبل، وفق رواية أصحاب المهن التى يعمل عندها الأطفال بشكل عام.
يروى محمود على 13 عاما: أعمل فى جمع الطوب عقب انتهاء اليوم الدراسى وفى يوم الإجازة أذهب لأساعد والدى حتى لا نحتاج إلى أحد، وأنا أحب الاعتماد على نفسى، بجانب الالتزام فى الدراسة، وأنا مهمتى فى صناعة الطوب هو الجمع للطوب المصنع من الطين بعد وضعه فى الشمس لمدة يومين حتى يصبح جاهز لحرقة ثم يستخدم بعد ذلك فى بناء العقارات.
وأضاف أحصل على 30 جنيها، وكمان باكل عند صاحب العمل، وأنا نفسى لما أكبر أكون مثل أبوتريكة علشان هو كان شغال فى الطوب وأبقى لاعب فى الأهلى ومشهور والناس تعرفنى وتيجى تتصور معايا، وعملى فى الطوب لا يؤثر على دراستى لانى فى الدراسة بعمل ساعات قليلة، لكن فى الإجازة اعمل منذ الصباح للمغرب معاد توقف العمال والصنايعية الممتهنين لمهنة تصنيع الطوب.
لم يختلف الأمر كثيرا خاصة للأطفال العاملين فى مسطاح البلح الذى ينتشر فى قرى مركز نقادة جنوب محافظة قنا، فى العمل فى المسطاح أغلب الأطفال يعملون بجانب والدهم فهم مكلفون ببعض الأشياء البسيطة التى تتناسب مع حجم أجسادهم النحيفة، سواء العمل فى تفريغ البلح على الأرض، أو جمع أنواع البلح فى أكوام، وفصلها عن الأنواع الأخرى.
الطفل على محمود 13 عاما: يقول "الشغل مش عيب وأنا بشتغل وبساعد أبويا فى مسطاح البلح علشان أتعلم منه صنعة تنفعنى لما أكبر، وأنا ليا مهمة هو تفريغ البلح من "السباطة" بعد قطعها من النخلة عندما تدخل مرحلة الاستواء، وبقطع البلح وأضعة فى أكوام ولا أترك نوع البلح حتى أنتهى منه لأذهب لتقطيع بلخ آخر، وده بيساعدنى فى تعلم أسماء البلح وأنواعه ويكون عندى خبرة كبيرة".
وقال على محمود طفل يعمل فى مجال الفخار: مهمتى جمع الفخار "القلل"، و"العلاوى والزير" بعد حرقه فى الفرن تجهيزاً لنقله فى سيارات وعرضه بالأسواق، وتلك المهنة تحتاج إلى التعامل معها بحرص حتى لا تتعرض للتحطيم أو التكسير، أو تنظيف المنطقة التى يتم وضع الفخار بعد تصنيعه تمهيداً لوضعه فى الشمس.
وأضاف اعمل فى موسم الفخار، وهو يتم تصنيعه فى فصل الصيف ويتوقف التصنيع فى منتصف شهر نوفمبر تزامناً مع دخول فصل الشتاء لان المعامل المسئولة عن التصنيع تتوقف بالكامل لان الفخار يحتاج شمس شديدة، يكون بالتزامن مع الانتظام فى الدراسة، لكن الفلوس التى اعمل بها تساعدنى فى شراء أدوات المدارس.