حمادة أبو سديرة يكتب : شكرا.. مشروع ليلى

الجمعة، 06 أكتوبر 2017 10:00 م
حمادة أبو سديرة يكتب : شكرا.. مشروع ليلى مشروع ليلى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قد يبدو العنوان صادما! لكن توجيه الشكر بالفعل واجب ومرجعه بسبب الصدمة التى وقعت و ناقوس الخطر الذى دقّ، عقب أحداث تلك الليلة المؤسفة بقيام بعض المتورطين من المراهقين برفع علم المثلية الجنسية فى سماء القاهرة لتمثل صفعة قوية على من يظنون أنه أدبوا فأحسنوا التأديب وغرسوا الأخلاق ووجهوا ونصحوا وربوا أبنائهم، قبل أن يدركوا أن الظن خاب أعقاب الزلزال الذى شهده الشارع المصرى جراء تبعات الحادثة وسط حالة السخط  والفزع من مثل تلك الهجمات الفكرية المدمرة، التى تستهدف مجتمعنا وقيمه لتنال منه وتقوّض أركانه فى ظل مؤامرة مكتملة الأركان للنّيل من مقدرات تلك الأمة عبر سنين طويلة بعبادة الشيطان والإلحاد والمذاهب والأفكار المتطرفة والتنظيمات التكفيرية وتتعدد الوسائل الخبيثة لتحقيق ذلك مغلفةً بمسميات الحرية فى الفكر والتعبير عن الرأى وصولاً لحرية الاعتقاد، تلك الأفكار المخربة التى تلقى رواجا لها ممن يؤيدون لمثلها بطريق مباشر من باب الحرية على إطلاقها من بعض من يطلقون على أنفسهم أنهم المثقفون من الفنانين والكتاب ذوى الشذوذ الفكرى، أو بطريق غير مباشر ممن يتغنون بالأفكار المسمومة باسم محاربة الرجعية والتطرف للدعاة الجدد باسم الاجتهاد بالعقل فى فهم الشرع من السنة لتكون البداية بمهاجمة رواة الحديث والصحابة، تمهيدا للتشكيك فى مصادر التشريع الإسلامية والحال ليس بغريب ما عايشناه من قريب جراء تجربة تونس الأخيرة فى الميراث والزواج المدنى  لكن نحمد الله على نعمة الأزهر الشريف الذى كان ومازال يتصدى لتلك الأفكار الخبيثة.

فيما يتعلق بتوزيع الأدوار والمسئوليات فى مجابهة هذا الخراب سيلقى الكثيرين بالمسئولية على التعليم ومؤسساته ومنهم سيلقى باللوم على المؤسسات الدينية ومنهم سيتّهم صفحات السوشيال ميديا ومنا سعيب على الفن وتدهوره الإعلام وتخبطه.. وانا أتفق فى تحمل  جميع ما سبق كل تلك الأشياء جزء من تلك المسئولية لكن أين دور الأسرة.. وحتى  نتصالح مع أنفسنا دعونى أطرح بعض الأسئلة لكل أب وأم على اختلاف فئاتهم ومستوياتهم الاجتماعية، ماذا تعرفون عن أبنائكم ؟ مع من يتزاملون.. ومن يصادقون؟  مع من يتواصلون ؟ حدود تقاربكم معهم ومراقبتكم لهم لتقوموهم؟ مدى علمكم لمحتويات هواتفهم وأجهزتهم الإلكترونهم؟  ثقافاتهم.. قراءاتهم ما يسمعون وما يشاهدون قصات الشعر وتقاليع الموضة.. مدى الحيطة والحذر تجاه حياتهم الجنسية.. هل تدركون حجم ذكائهم والذى قد يسبق أعمارهم بعقود بسبب تكنولوجيا العصر.. إلخ.

بلا جدال وبلا شك العبرة بالتربية والتقويم فى الأسرة، حيث يتشرَّب منها العقيدةَ والأخلاق، والأفكار والعادات والتقاليد وقبل البحث عن شماعات لنلصق بها الأسباب علينا بأنفسنا مصداقاً لقوله تعالى" يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ"

البداية والنهاية فى الأسرة...فالحقوا ولادكم.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة