أكرم القصاص - علا الشافعي

"المجموعة 73 مؤرخين" يخوضون "معركة الوعى" لتوثيق نصر أكتوبر.. يخططون لتقديم 100 فيلم قصير عن الحرب و11 عملا سينمائيا وتلفزيونيا.. يعملون تطوعيًا من 9 سنوات لتعزيز الانتماء ويناشدون الرئيس: نحتاج راع لنستمر

الجمعة، 06 أكتوبر 2017 06:31 م
"المجموعة 73 مؤرخين" يخوضون "معركة الوعى" لتوثيق نصر أكتوبر.. يخططون لتقديم 100 فيلم قصير عن الحرب و11 عملا سينمائيا وتلفزيونيا.. يعملون تطوعيًا من 9 سنوات لتعزيز الانتماء ويناشدون الرئيس: نحتاج راع لنستمر مجموعة 73 مؤرخين
كتبت سارة درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"أبناء الصمت" "الرصاصة لا تزال فى جيبى" "الطريق إلى إيلات" "أيام السادات" "حتى آخر العمر" "العمر لحظة"، قائمة محفوظة عن ظهر قلب لأفلام تذاع طوال شهر أكتوبر وبشكل خاص فى ذكرى انتصارات أكتوبر لأنها تناولت الحرب بشكل أو بآخر ضمن الأحداث الدرامية للفيلم فى ظل غياب عمل واحد يركز بشكل رئيسى على المعركة الأعظم فى تاريخ مصر، فى حين يزخر تاريخ هذه المعركة بعشرات القصص الإنسانية والملاحم والبطولات التى تحتاج إلى توثيق وتأريخ وعشرات الأعمال والسنوات لسردها.
 
ولأن متطوعي "المجموعة 73 مؤرخين" يرون أن تجاهل مثل هذا الإرث ربما فتح الباب لمحاولات زعزعة الشعور بالانتماء والتشكيك أحيانًا فى قيمة وأهمية هذا النصر قرروا أن يخوضوا "معركة الوعى" على جبهات عدة من أجل توثيق ونشر أكبر قدر ممكن من المعلومات عن حرب أكتوبر وبطولات الجيش المصرى المختلفة فى محاولة لتعزيز الشعور بالانتماء لدى الشباب وتوصيل الصورة كاملة للأجيال الجديدة من خلال طرق عدة أهمها الفن.
 
4 من أبطال حرب أكتوبر مع عدد من أعضاء المجموعة
4 من أبطال حرب أكتوبر مع عدد من أعضاء المجموعة
ويقول "أحمد زايد" مؤسس المجموعة لـ"اليوم السابع" إنهم اختاروا لها هذا الاسم تيمنًا بـ"المجموعة 39 قتال" صاحبة البطولات الأسطورية خلال معركة أكتوبر لأنهم يرون أنهم الآن يقومون بدور لا يقل أهمية عن الحرب العسكرية وهى "معركة الوعى" وغرس الانتماء فى الأجيال الجديدة التى لم تعاصر انتصارات أكتوبر.
 
وخلال 9 سنوات من العمل التطوعى كانت الحصيلة حتى الآن ما يقرب من 200 مقطع فيديو حصرى وآلاف الصور وموقع على الإنترنت طالعه ما يقرب من 28 مليون زائر من 111 دولة بالإضافة إلى 236 ندوة فى مكتبات وجامعات مصر ومقابلات مع نحو 420 بطلاً من المشاركين فى حرب أكتوبر إلى جانب فيلم درامى عن "الكتيبة 418" للدفاع الجوى.
 
ويقول "زايد": أدركنا أن الفن هو الطريقة الأسرع للتأثير فى الناس، ويجب أن نعترف أن الشباب بشكل خاص لا يقرأون ويفضلون المعلومات السريعة كالإنفوجراف أو مقاطع الفيديو لهذا اتجهنا للتفكير فى إنتاج الأفلام القصيرة عن الحرب وأبطالها كى نصل بأى طريقة وكل طريقة للجيل الجديد ونزرع فيه الانتماء. 
 

"معركة الوعى" مشروع لزرع الانتماء بالفن 

ولهذا تبلورت الفكرة فى مشروع نسميه "معركة الوعى" الذى نهدف من خلاله إلى تقديم 100 فيلم قصير على مدار 5 سنوات بالتعاون مع وزارة الثقافة كل فيلم مدته دقيقة أو اثنين نأمل أن يتم عرض هذه الأفلام فى السينمات فى الفواصل بين الأفلام وفى قصور الثقافة ومراكز الشباب، ونحن ننشرها على السوشيال ميديا ونوزعها على المدارس والجامعات فى شكل اسطوانات.
 
جزء آخر من المشروع يكشف عنه "زايد" بقوله: من خلال مقابلاتنا مع أبطال أكتوبر لاحظنا أن الشباب أكثر اهتمامًا بالإنفوجراف الذى يقدم صورة للبطل مع عدد من المعلومات فى سطور قليلة عنه، ونشرنا هذه الصور فى سلسلة باسم "رجال صنعوا النصر" على موقعنا بالإنترنت، ونأمل أن تكون أيضًا جزءًا من مشروع معركة الوعى ونطبعها فى كتب توزع على المدارس والجامعات لتعريف الأجيال الجديدة بهؤلاء الأبطال.
 
محررة اليوم السابع مع أحمد زايد مؤسس المجموعة
محررة اليوم السابع مع أحمد زايد مؤسس المجموعة
أما الجزء الأهم من المشروع فهو الذى نناشد الرئيس السيسى بالاهتمام به، وهو مشروع لتقديم 11 فيلمًا سينمائيًا وتلفزيونيًا عن حرب أكتوبر، جهزنا السيناريو الخاص بهم ولدينا خطة لإنتاجهم بميزانية 51 مليون جنيه مع دراسة جدوى لهم تفيد بأنهم سيحققوا أرباحًا تغطى تكاليفهم مع 9 مليون جنيه أرباح إضافية يمكن التبرع بها لصندوق تحيا مصر، ولكن هذا المشروع بأكمله يتوقف على وجود ممول للمشروع.
 
ويوضح "زايد" الذى يعمل فى الأساس كمحلل مالي: منذ أطلقنا موقع المجموعة عام 2009 ونحن نعمل دون أى تمويل أو أرباح، وما نقوم به مجهود دولة وليس مجموعة ولكن لأننا مؤمنين بالفكرة ومدركين بالخطر الذى نواجهه نكرس حياتنا للفكرة حتى وإن تسببت لنا فى مشاكل أسرية لأننا فى النهاية نأخذ من قوت أولادنا لدعم هذا المشروع.
جانب من الصور التاريخية التى نشرتها المجموعة
جانب من الصور التاريخية التى نشرتها المجموعة
وتضم هذه المجموعة 25 متطوعًا يزيد عددهم أو يقل وفقًا لظروفهم الحياتية وما تفرضه عليهم ظروف العمل الأساسى، وتضم فريقًا للتسجيلات يتولى مقابلة الأبطال وتسجيل ذكرياتهم عن الحرب وفريقًا للبحث يتولى تدقيق المعلومات وتوثيقها والبحث عن أى معارك ترد على لسان الأبطال لتوثيقها إلى جانب فريق الميديا.  
 

مؤسس المجموعة: رفض المنتجين للأعمال الوطنية خيانة

ويشير زايد إلى أن المجموعة سبق وأطلقت فيلمًا دراميًا عن الحرب حمل اسم "الكتيبة 418" والذى يحكى قصة بطولة كتيبة الدفاع الجوى التى أسقطت 17 طائرة إسرائيلية فى 5 أيام فوق بورسعيد استخدمت الحيلة والدهاء فى التعامل مع بعضها بعد أن أصيبت الكتيبة ويقول "على الرغم من أن ميزانية الفيلم لم تكن ضخمة إلا إننا اضطررنا لجمع تبرعات لإكمال الفيلم وكتبنا على تتر العمل أنه اكتمل بمساهمات الشعب المصرى ليعرف الجميع ما واجهناه من صعوبات من أجل إخراجه للنور، وحين طلبنا من فنان، لا داعى لذكر اسمه، أن يشارك فى 4 مشاهد بالفيلم الوطنى الذى لا يهدف للتربح طلب منا مدير أعماله 2 مليون جنيه وفى النهاية لأننا لا نهدف للربح قدمنا الفيلم مجانًا للفضائيات.
 
فيلم الكتيبة 418
فيلم الكتيبة 418
هذه الأزمة تتكرر الآن من جديد بعد أن جهزنا لفيلم اسمه 53 دقيقة بتكليف من الفريق يونس المصرى قائد القوات الجوية يحكى عن معركة المنصورة الجوية، وإخراج مازن سعيد، وترشح لبطولته الفنان أحمد عز وأخذناه للمطار وشاهد الطائرات ووافق واتفقنا مع فريق مصرى يعمل مع هوليوود ليخرج بأفضل مستوى ولكن المشروع توقف لعدم وجود ممول أو منتج جريء على الرغم من أن مكسب هذا الفيلم مضمون وميزانيته ليست كبيرة. ويضيف: ما يحدث مع هذا الفيلم أعتبره يصل إلى حد الخيانة لأن المنتج الذى يعرض عليه مشروع فنى يحقق له مكسب وفى الوقت نفسه يصب فى مصلحة البلد ويرفضه فهذه فى وجهة نظرى خيانة. ويأتى يوم 6 أكتوبر ونجد أن قنوات التلفزيون تعرض أفلامًا عرضت 100 مرة وتتناول الحرب بشكل هامشى.
صورة لفدائيين مصريين
صورة لفدائيين مصريين
ويتابع: نحن على استعداد لتوفير المواد الوثائقية والمعلومات لأى شخص يريد أن يقدم فيلم حقيقى عن الحرب لكننى أتحدى أى منتج تكون عنده الشجاعة لتقديم فيلم حربى لأن المنتجين يظنون أن هذا النوع من الأفلام ليس مضمونا ولن يحقق إيرادات على الرغم من أن الفيلم الذى يتصدر إيرادات السينما عالميًا الآن هو Dunkirk وهو فيلم حربى يروى قصة انسحاب قوات بريطانيا وفرنسا من ميناء دنكريك الفرنسى خلال الحرب العالمية الثانية.
 
فيلم Dunkirk
فيلم Dunkirk
الكثير من لحظات الإحباط يواجهها "زايد" وفريقه من المتطوعين ولكنه يقول "اللى بيخلينى أكمل لما أشوف ولادى فى سن المراهقة ومشدودين لنجوم كرة القدم والفنانين الأجانب ويعرفوا بالكاد عن تاريخ بلدهم، وأصر على مواصلة ما أفعل وأحرص على اصطحابهم فى أنشطة المجموعة الأخرى كالرحلات التى نظمناها إلى خط بارليف مع الأطفال وذويهم وأبطال اقتحام خط بارليف الذين شرحوا لهم بأنفسهم ما حدث، وزيارة مصنع الطائرات فى حلوان ومصنع المدرعات، فنحن نحاول الحفاظ على شعور هذا الجيل بالانتماء ووعيه بقيمة بلده بأى ثمن".









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة