ولدت وتزوجت فى إحدى قرى الصعيد التابعة لمحافظة أسيوط، لتحيا حياة تنظر للمرأة بصرامة شديدة أكبر من تلك التى نراها فى المدن الساحلية والقاهرة، وبطبيعة عملها كمسئول عن برنامج التعليم الأساسى فى إحدى الجمعيات التى تهتم بالمرأة والطفل لمدة 5 سنوات متتالية شاهدت العديد من قصص السيدات اللائى تعرضن للعنف بشكل أو بآخر، وفكرت فى طريقة لمساعدتهن على مواجهة هذا العنف بأى طريقة، فكانت مبادرة "تقدرى" هى النتيجة التى توصلت إليها واستطاعت من خلالها تقديم الدعم لهن، إنها إنجى رأفت صاحبة الـ 35 عاماً، والحاصلة على ليسانس الآداب قسم علم النفس، ودبلومة تربوية فى نفس التخصص.
تقدرى
بدأت إنجى حديثها لليوم السابع قائلة: "الفكرة جاتلى بسبب التجارب الكتير اللى شوفتها لستات بتتعرض للعنف فقررت أعمل حاجة لمناهضة العنف ضد المرأة، لأنه برغم إن الكلام عنها كتير، إلا أن مافيش حد قدر يوصلها لحل جذرى ليها لحد دلوقتى، فقررت أقدم كورسات للسيدات والرجال تساعدهم على مساعدة نفسهم"، وكانت هذه الفكرة هى نقطة انطلاق مبادرة "تقدرى" منذ عام تقريبا.
تعتمد المبادرة على تنمية الوعى والحفاظ على الأسر من التفكك دون أن يظلم أحدهم الآخر، ويتم من خلال توعية الطرفين بكيفية التعامل مع بعضهما البعض، هذه الدورة التى تقدم لكل الرجال والنساء سواء كانوا متزوجين أو مقبلين على تلك الخطوة، أو حتى لم يرتبطوا بعد، حتى تكون بمثابة الدستور الذى سيعيش كل منهم حياته القادمة بناء عليه.
تقدرى
وأضافت إنجى: تقوم الفكرة الأساسية لـ "تقدرى" على تقديم الدعم النفسى للسيدات اللائى تعرضن للعنف الجسدى والنفسى، وكان للبرامج التى يخضع إليها المتعافين من الإدمان مرضى السرطان، تلك التى تعتمد على عمل مجموعات علاجية ونقاشية لمجموعة من المرضى يتحدث كل منهم فيها عن مخاوفه وتجربته، أو عن أى شيء يريده مع الآخرين، كنوع من أنواع التحفيز أو الدعم النفسى لبعضهم البعض، وهذا ما نفعله مع السيدت اللائى تعرضن للعنف فى حياتهن، كنوع من أنواع العلاج النفسى لهن، من خلال مبادرة "احكى" التابعة لنا التى أطلقناها والتى تساعد بشكل كبير على تشكيل الوعى لديهن بكيفية التعلم من تجارب الأخريات وتقديم الحلول لهن، ويتم عرض بعضهن على أطباء نفسيين إذا استدعى الأمر، كما قامت إنجى بعمل بروتوكول مع وحدة مناهضة العنف ضد المرأة الموجودة بجامعة أسيوط، والتى تقدم لهن الدعم النفسى والقانونى إذا لزم الأمر.
وقالت إنجى: طبيعة المجتمع تفرض علينا دائماً التفير جيداً فى الطريقة التى يمكن من خلالها إيصال المعلومة بشكل بسيط لجمهوره، وهذا ما نجحت إنجى فى فعله أيضاً، فاختارت الفن المسرحى كطريقة بسيطة يمكنها إيصال الرسالة المرجوة ببساطة، حيث يقوم أحد أفراد الحملة بكتابة مجموعة من المسرحيات الصغيرة التى تحكى إحدى قصص العنف التى تتعرض لها المرأة، وتستخدمها كطريقة لتوعية النساء بأن لديهن القدرة لعى النهوض مجدداً بأنفسهن كبديل للنصح المباشر الذى قد يقابل أحياناً بالرفض.
تقدرى
وأكدت إنجى: لم تكتف حملة "تقدرى" بذلك فقط، بل قامت بعمل نموذج يسمى "super woman strong"، وهو يعتمد على تقديم عدد من السيدات استطعن التغلب على العنف كنموذج ناجح لغيرهن من المعنفات، على أن تقوم كل منهن براوية قصتها التى عاشتها مع العنف، وكيف استطاعت التغلب عليها بنجاح، وعن حلمها قالت إنها ترغب فى القضاء على تلك الظاهرة التى تعجز كثير من السيدات على مواجهتها ويفضلن الصمت والتحمل بسبب قلة حيلتهن.
تقدرى
