وتعتبر السجائر من المحرمات فى دولة داعش منذ أعلن عن قيامها خليفتهم المزعوم أبو بكر البغدادى فى يونيو 2014 بخطبة جمعة فى الموصل بالعراق وعقوبة من يقوم بالتدخين الجلد وربما يكون الإعدام نصيب من يبيع "الدخان"، وفى 15 يوليو 2014، نشر موقع قناة العربية تقريرًا يحتوى على صور مأخوذة من أحد حسابات داعش فى الموصلة تظهر عملية إتلاف لكميات كبيرة من السجائر والمعسل بدعوى أنها حرام.
متطرفون لكن مدخنون !
ومع الاعتراف أن التدخين عادة سيئة لكن القصة بالنسبة للدواعش ليست كذلك بكل تأكيد، والدليل أن عدد من قيادتهم كانت تدخن سرًا وتمنع المواطنين منه فى العلن، وهذا ما أكده أحمد الدرويش، أحد قادة التنظيم الميدانيين، فى مقابلة أجرته معه شبكة "بى بى سى" فى 22 مارس 2016 عقب اعتقاله فى مقر قوات "الأسايش" الكردية فى بلدة الرميلان شمالى شرقى سوريا من قبل وحدات حماية الشعب الكردى.
وكان الأمر اللافت فى المقابلة مع القيادى الداعشى الذى يكشف فكرة الانضباط العلنى لأفراد التنظيم وارتكب محظوراتهم سرًا أنه طلب التدخين، وبالفعل وافق الحارس الكردى على إعطائه سيجارة مما دفع الصحفى لسؤاله: "أنتم تجلدون الناس فى مناطق سيطرتكم بسبب هذا الأمر، قال نعم هذا ما نفعله، لكنى كنت أدخن سراً"!.
داعشى يدخن
واقعة أحدث تؤكد تلك الفكرة، ويعود تاريخها إلى أيام قليلة بعد إعلان قوات سوريا الديمقراطية سقوط عاصمة خلافة الدواعش المزعومة بعد سيطرة دامت لمدة ثلاث سنوات، وظهر أمام الكاميرات داعشى يتكأ على عكازين ويبدو الانهاك والتعب على ملامحه وهو يدخن السجائر فى العلن، وربما تكون تلك السيجارة هى الأولى له منذ الانضمام للتنظيم الإرهابى.
أعيدونى إلى وطنى الأم
فيما يعد الحنين إلى الوطن ولو حتى باعتباره طوق نجاة لهم من المطالب الغريبة على أعضاء التنظيم الإرهابى لاسيما أن معتقدات المتطرفين لا تعترف بالوطن أو الوطنية إنما بدولة الخلافة فقط لاغير، ورغم ذلك طلب الأسترالى نيل براكاش المساعدة من "بلده الأم" بعد القبض عليه فى تركيا بتهمة تجنيد مسلحين لحساب تنظيم "داعش" والتخطيط لأعمال إرهابية ضد الأستراليين فى تركيا بعد فراره من سوريا.
ووفقا لما نشره موقع "روسيا اليوم" فى 13 أغسطس الماضى، فإن بركاش "27 عاما" والمحتجز فى سجن تركى طلب من الحكومة الأسترالية تقديم المساعدة له، طبقاً لما ذكرته صحيفة "هيرالد- صن"، كما ذكرت وزيرة الخارجية الأسترالية جولى بيشوب أن المسئولين القنصليين الأستراليين فى تركيا قدموا له مساعدات أولية.
أمّا فى 4 يوليو الماضى، كشفت سالى جونز مقاتلة فى التنظيم الإرهابى، رغبتها الشديدة فى العودة من مدينة الرقة السورية إلى بريطانيا، ووفق ما ذكره تقرير لـ"سكاى نيوز" كانت سالى جونز مغنية سابقة، قبل أن تصبح مجندة النساء فى داعش، بعد زواجها من أحد المتشددين.
وقالت عائشة، وهى زوجة أخرى لأحد عناصر داعش وتعيش حاليا فى مخيم للاجئين في سوريا، إن سالى جونز وعدد من المهاجرين إلى داعش، كانوا يريدون الانضمام إلى الحرب وباتوا يريدون العودة إلى ديارهم، موضحة أن جونز كانت متزوجة من جنيد حسين، الذى قتل على يد القوات الأميريكية عام 2015، مشيرة إلى أنه توفى وترك لها ابن يبلغ من العمر 12 سنة.
وتابعت عائشة :"جونز كانت فى العقد الخامس من عمرها إلا أنها كانت جميلة للغاية عندما وصلت للرقة لكنها كانت تبكى وتريد العودة إلى بريطانيا، إلا أن داعش يرفض الأمر بدعوى أنها أرملة عسكرى".
اقتلونى قبل الـ4 مساءً لدى موعد
وفى واحدة من أغرب مطالب متطرفى التنظيم بعد وقوعهم فى الأسر، توسل داعشى إلى قوات قوات البيشمركة الكردية لإعدامه قبل الساعة الـ4 مساءً للاحتفال بالإسراء والمعراج فى الجنة.
ونشرت صحيفة "ديلى ميل" البريطانية فى تقرير لها آنذاك أن الداعشى تم اعتقاله من قبل قوات البيشمركة بالقرب من الموصل شمال العراق، فى يوم الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، موضحًا لأحد أفراد القوات الأمنية اعتزامهم تنفيذ عمليات انتحارية فى ذكرى الإسراء والمعراج ويلتقوا فى الجنة قبل الـ 4 مساءً.
