كشفت محاكاة جديدة للمواجهات بين النجوم والثقب الأسود، إلى أن الثقب الأسود الضخم فى قلب مجرة درب التبانة يمزق النجوم ويقذف بقاياها.. ويقوم هذا الثقب الهائل فى مركز مجرتنا بإطلاق كرات من المقذوفات يصل حجم كل منها لحجم كوكب، وربما تكون جارية حاليا فى الفضاء على بعد عدة مئات من السنوات الضوئية من الأرض.
وتبدو تلك الظاهرة غريبة نوعا ما، نظرا للفكرة السائدة بأن الثقوب السوداء فى المجرات تميل إلى التهام الأجسام بدلا من قذفها.. لكن المحاكاة الجديدة التى قامت بها الطالبة الجامعية الأمريكية "إيدن جيرما"، بجامعة هارفارد، أكدت ذلك.
فقد قامت الطالبة الجامعية الأمريكية بتقديم المحاكاة منذ أيام قليلة فى الاجتماع السنوى للجمعية الفلكية الأمريكية فى ولاية تكساس، حيث أشارت إلى أن الثقب الأسود الهائل فى مجرتنا يمكن أن يكون مسئولا عن إطلاق أعداد فلكية من الأجسام التى تسبح حرة وبسرعة هائلة عبر الفضاء.
وتقول جيرما "مجرتنا يمكن أن يتم ملؤها بمئات الملايين من هذه الشظايا الباردة التى هى فى الحقيقة بقايا تلك النجوم"، موضحة "تتشكل تلك الأجسام الضالة، التى تشبه الكواكب بطريقة فى غاية الغرابة، حيث إنه كل عشرة آلاف سنة أو نحو ذلك، يقترب نجم بأطراف أصابعه من القوس الرامى فى مركز مجرة درب التبانة.
وقد قامت جيرما وأستاذها جيليكون بمحاكاة المواجهات بين النجوم والثقب الأسود والتى أسفرت عن تمزيق 50 نجما، وتوضيح الطريقة التى تبدأ المواد المكونة للنجوم، المتبقية من النجوم التى تم تمزيقها وضغطها، فى إعادة التجمع مرة أخرى، وتكوير ذاتها لتشكيل كتلة كوكب ضخم من الغاز والغبار.
وفى خلال المحاكاة، تمت مشاهدة نشأة حوالى 11 ألفا و473 جسما من غبار النجوم، كل منها هائل الحجم ويصل حجمه إلى أكثر من حجم كوكب نبتون، وفى بعض الأحيان أكبر عدة مرات من حجم كوكب المشترى.
