من "المخيم" إلى "الكونجرس".. إلهان عمر أول مسلمة تؤدى اليمين عضوة بـ"النواب" الأمريكى.. هربت من جحيم الحرب الأهلية فى الصومال إلى كينيا.. وتوجت رحلة الـ20 عاما فى أمريكا بدخول السلطة التشريعية

الأربعاء، 04 يناير 2017 09:00 م
من "المخيم" إلى "الكونجرس".. إلهان عمر أول مسلمة تؤدى اليمين عضوة بـ"النواب" الأمريكى.. هربت من جحيم الحرب الأهلية فى الصومال إلى كينيا.. وتوجت رحلة الـ20 عاما فى أمريكا بدخول السلطة التشريعية إلهان عمر أول امرأة أمريكية مسلمة من أصل صومالى يتم انتخابها لمجلس النواب الأمريكى
كتبت نورهان مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم تكن تعلم "الهان عمر" أن يوم الثامن من نوفمبر 2016 سيكون تحولا تاريخيا فى حياتها بعد أن أصبحت أول امرأة أمريكية مسلمة من أصل صومالى يتم انتخابها لمجلس النواب الأمريكى، لتكسر بذلك التمييز العرقى والتعصب الأعمى السائد بالبلد الذى يتغنى بالديمقراطية.

 

قبل حوالى 20 عامًا، خطت "إلهان" المهاجرة الصومالية أول خطواتها داخل الولايات المتحدة الأمريكية مع أسرتها، غير متوقعة أنها ستصل بها إلى المؤسسة الدستورية الأولى بأمريكا.

 

وتعد "إلهان" – 34 عامًا - ثالث مسلم يتقلد المنصب بالكونجرس بعد "كيث أليسون" عن ولاية مينيسوتا الذى فاز فى 2006 و"أندريه كارسن" عن إنديانابوليس الذى فاز عام 2008.

 

لاقت صور "إلهان" خلال أداء القسم بالكونجرس ترحيبًا وإشادة كبيرة من المتابعين على موقع التدوين القصير "تويتر"، الذين علَّقوا على الصور بإيجابية على فوز النائبة التى غردت على حسابها بعد القسم لتقول: "اليوم، احتفلنا.. الغد، نواصل معركتنا من أجل العدالة الاجتماعية والاقتصادية والعرقية لجميع المواطنين بمينيسوتا".

 

اعتبرها متابعون إلهاما للأمريكيين وأن فوزها يجسد لحظة إيجابية من تاريخ الولايات المتحدة، فيما أعرب البعض عن تمنيه أن يكون مثلها فى يوم من الأيام.

 

تأتى هذه الإشادة على خلفية المصاعب التى مرت بها "إلهان" منذ أن كانت صغيرة بعمر الثمان سنوات عندما اشتعلت الحرب الأهلية ببلادها الصومال عام 1991 حيث تمت مهاجمة منزلها، مما اضطرها مع أهلها للانتقال إلى كينيا المجاورة.

 

وتتحدث "الهان" عن أربع سنوات من حياتها قضتها فى مخيمات اللجوء بكينيا حيث "لم يكن لديها سرير أو دورة مياه خاص بى- لقد كنا بلا مأوى"، فى حوار لها مع مجلة "بيبول" الأمريكية الأسبوعية.

 

وبعد أن انتقلت إلى الولايات المتحدة مع أسرتها، كانت قد خلفت أعواما من التعليم، وهو ما حاولت أن تعوضه بتعلم اللغة من خلال مشاهدة التليفزيون بالترجمة وعملت بعد ذلك كمترجمة فى سن الرابعة عشرة.

 

يجد الأطفال القادمون من خلفيات مختلفة صعوبة فى التكيف والتعايش فى بيئة وثقافة جديدة، ولكى تتغلب "إلهان" على ذلك أنشأت وأسرتها برنامجًا يدعو للوحدة والتنوع، فيتناولون الطعام مع مواطنين من خلفيات أخرى ويتواصلون معهم أيضًا من خلال التجارب والقصص، بحسب المجلة الأمريكية.

 

حازت إلهان على درجة البكالوريوس فى العلوم السياسية، وأخرى فى الدراسات الدولية، من جامعة نورث داكوتا، ما أهلها لدخول عالم السياسة بقوة.

 

وكانت "إلهان" متحمسة للسياسة، وإن كانت راودت ذلك الشعور بعدما أصبحت أم لثلاثة أطفال، إلا أنها تمكنت من العمل بمجلس بلدية مينيابوليس قبل أن يتم انتخابها من منطقة بولاية مينيسوتا عام 2016.

 

تعتبر "إلهان" فوزها بمثابة "رسالة مضادة للتعصب بالعالم" وتقول:"هذه هى أرض المهاجرين، وأكثرهم يأتون إلى هنا بحثًا عن فرصة ثانية".كما ترى "الأمل فى انتمائها إلى ولاية بها الكثير من أبطال التغيير والتقدم، وأنها سوف تكافح من أجل العدالة والمساواة، وهذا الحب بالنهاية سوف يتغلب على الكراهية".

 

وأثار الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب جدلًا واسعًا بعد تصريحاته ضد المسلمين، إذ وعد بحظر دخول المسلمين إلى أمريكا، ثم عاد وأوضح أنه ينتوى منع دخول القادمين من دول بها إرهاب، كما تعهد ترامب بترحيل آلاف من المهاجرين غير الشرعيين فى أول ساعة من تسلمه منصبه.

 

وأشارت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية إلى أن كتلة النواب السود بالكونجرس يستعدون للتصدى لإدارة ترامب خوفًا على وضع الأقليات، وقال أعضاء بالتكتل للمجلة إنهم بدأوا بالفعل فى مناقشة استراتيجيات للتعامل مع ترامب وأى سياسات يعتقدون أنها ستحرم الأمريكيين من أصل أفريقى من تمويل المدارس العامة أو إسكان ذوى الدخل المنخفض أو بقيود على التصويت.

 

وعبَّر النواب من أصل أفريقى عن أن اختيارات ترامب لحكومته تبرر قلقهم، وكانت الشرطة فى ولاية ألاباما الأمريكية قد اعتقلت ستة نشطاء أمريكيين من أصول أفريقية نظموا اعتصامًا فى مكتب السناتور جيف سيشنز احتجاجًا على ترشيحه لمنصب وزير العدل، حيث انتقدوا سجله بشأن حقوق التصويت والعلاقات بين الأعراق.

 

وكان مجلس النواب بدأ أمس الأول دورته الجديدة الـ115 بسيطرة الجمهوريين عليه عقب انتخابات نوفمبر الماضى، والتى حصلت خلالها الهان عمر، المرشحة عن الحزب الديمقراطى، على أكثر من 80% من الأصوات، مقابل 19.4% لمنافسها الجمهورى عبد المالك عسكر.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة