أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

أبواب الفساد.. وقوانين الإفساد

الثلاثاء، 03 يناير 2017 07:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلال أيام كشفت هيئة الرقابة الإدارية مجموعة من قضايا الفساد، تتعلق بحصول عدد من كبار وصغار الموظفين على رشاوى، لتمرير صفقات أو إرساء عطاءات، ومن الواضح أنها جميعا تتم بطريقة واحدة، موظف أو مجموعة موظفين، يقبلون التعاقد بأسعار مضاعفة مقابل مبالغ، تتراوح بين آلاف وعشرات ومئات الآلاف وتصل إلى ملايين. واضح أن هناك ثغرات موجودة فى النظام الإدارى تسمح بهذا الفساد بشكل منهجى. وحتى عمليات الضبط لا تمثل رادعا للفاسدين، والدليل أن رئيس حى بأكتوبر سقط فى قضية رشوة 100 ألف جنيه، فى اليوم التالى للإعلان عن قضية الرشوة الكبرى والمتهم فيها اللبان، ويبدو أن المتهم هو قمة جبل الجليد، وأن الأمر شبكة متكاملة من الفساد.
 
سقوط رئيس حى، بعد عدد من رؤساء الأحياء أو الموظفين، تزامن مع رئيس الشؤون القانونية للزراعة بالصعيد الذى صنع تسعيرة، لمنح أوراق تسمح بتبوير الأرض الزراعية بحوالى 10 آلاف جنيه للقيراط، وحصل على عشرات الملايين خلال فترة من الزمن. فى مايو الماضى تم ضبط مستشار وزير الصحة لتجهيز المستشفيات، متلبسا بـ4.5 مليون جنيه رشوة من شركة مستلزمات طبية، نظير إرساء تركيب وحدة زرع نخاع بمستشفى معهد ناصر، ملايين فى صفقة واحدة يعنى عشرات الملايين فى صفقات مختلفة، ومعروف أن وزارة الصحة أكبر زبون للتجهيزات والأدوية وتتعامل سنويا بمليارات، والحكومة عموما زبون ضخم لكل الجهات، والرشوة تعنى تضييع مئات الملايين من المال العام، المرتشى يحصل على عدة ملايين، ويسمح بأسعار مضاعفة عشرات الملايين.
 
ببساطة هناك مئات وربما آلاف المليارات يحصل عليها الموردون بدون وجه حق، والموظف على عدة آلاف، يدفعها الشعب، ومع كل الجهود التى تبذلها الاجهزة الرقابية، هناك ثغرات من الواضح أنها تسمح بالفساد وتجعل هناك قابلية للتكرار، حيث لا يفترض أن نتعمد على ضمير الشخص فقط، وإنما واضح أن القوانين والتركيبة الإدارية، تسمح بما يجرى، وهناك ضرورة لتغيير هذه المنظومة وسد الثغرات التى تسمح بتكرار الفساد، لأن المتابعة تعنى وضع رقيب فوق كل مسؤول لديه سلطة الموافقة والرفض والتعاقد فى الملايين، وهو أمر قد يقلل من الفساد لكن، تكرار الفساد يعنى استمرار الأبواب التى يأتى منها الفساد مفتوحة، ومع أنه لا يمكن التعميم، لكن من الواضح أن هناك ثغرات بحاجة لثورة إدارية وليس فقط قانونية، وهو أمر يحتاج إلى التدخل بسرعة، لوقف نزيف بمئات المليارات تكاد تأكل موازنة الدولة.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الفساد

الفساد ..هذه الكلمه التي تفشت في المجتمع وأصبحنا نتنفسها ونتجرعها يوميا وسط ذهول الجميع من عدم اتخاذ إجراءات رادعه للقضاء عليها..نعم هناك خلل فظيع في القانون والاداره وهناك خلل جسيم في الرقابه والحساب ولكن قبل كل ما سبق هناك خلل كبير في الضمير والقدوه

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

الفساد

ماذا تنتظر اذا كانت أبواب الفساد مفتوحه وقوانين الإفساد متاحه

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود صالح

طريق الالف ميل

الاستاذ / اكرم الازمة الحقيقية التى تواجهنا فى محاربة الفساد ومحاربة الارهاب هى ازمة قوانيين لاتتناسب ابدا مع حجم الجرم المرتكب وكأن لسان حال الفاسد ينطق بالمثل الشعبى ( اللى تعرف ديته اقتله ) الفساد ليس هو المستتر فقط بما يدفع فى الادراج او من تحت الطرابيزه ولكن منه ماهو مكشوف عينى عينك يكفى ان تمشى عشوائيا فى اى شارع من اى مدينة فى مصر لترصد حجم الادوار السكنية الزائدة عما هو مفروض ان يرخص - ليته الفساد فقط بل تطل الواسطة والمحسوبية كنوع اخر من التخريب لتجد ان معظم شاغلى الوظائف الهامة ذات الراتب والبدلات التى لانهاية لها قد اتى تعيينهم بتوصية من فلان مما يقضى على مبدا تكافؤ الفرص وينشر الاحباط لدى المتفوقين معدومى المعارف من اصحاب المناصب الرفيعة - محاربة الفساد طريق طويل ولكن حسنا اننا بدأنا فطريق الالف ميل يبدأ بخطوة

عدد الردود 0

بواسطة:

EEssm gawd

احسن يااستاذ اكرم

أحسنت يااستانا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة