"أبناء.. ولكن".. ظل الأب طيلة حياته يكرس كل جوانحه لتوفير بيئة ملائمة وحياة رغدة لأبنائه، حتى فارق الحياة بصدمة عقوقهم له، وتركه داخل المستشفى دون السؤال عليه.
وظل الأب الراقد على فراش المرض يقاوم الموت طوال خمسة أيام، حتى يتمكن من رؤية أبنائه، قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة، إلا أن أحدا منهم لم يستجب له، ليفارق الأب الحياة داخل مستشفى السويس، الذى استقبله بعدما نقله زملاؤه من شمال سيناء.
وكان مستشفى السويس العام استقبل جمال محمود عبدالعزيز، عامل، مصاب بجلطة فى المخ، وعقب وصوله وهو فى حالة إعياء شديدة، طلب رؤية أبنائه المقيمين بمحافظة المنوفية، وحسب تأكيد العاملين والأطباء بالمستشفى العام الذين طلبوا عدم ذكر أسمائهم، أنهم ظلوا يتصلون يوميا بأسرة المتوفى، ولم يقم أحد بالاستجابة بالوصول سريعا، وأنهم حاولوا التخفيف عن المريض، وكانوا له كأهله وأولاده، واشتروا له ملابس جديدة.
وأكد العاملون بالمستشفى، أن الأب "جمال" كان يوميا يقول عبارة واحدة "أنا هموت ولكن نفسى أشوف أولادى وفى النهاية توفى وأبلغنا أسرته الموجودة بالمنوفية أنه توفى، وطبنا مجيئهم إلى السويس لتسلم جثته".
وسادت داخل مستشفى السويس العام حالة من الحزن الشديد بعد وفاة جمال نظرا لأنه لم يستطع تحقيق ما كان يتمنى من رؤية أبنائه.
