إنهاء التوتر العرقى فى أمريكا يحتاج الى أكثر من رئيس أسود

الأحد، 15 يناير 2017 02:21 م
إنهاء التوتر العرقى فى أمريكا يحتاج الى أكثر من رئيس أسود الألاف يشاركون فى مسيرة لرفض عنف الشرطة المريكية - أرشيفية
نيويورك (أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تؤكد سيدة بوروتوريكية فى حى برونكس النيويوركى "كان الناس يبكون فرحا" يوم انتخاب باراك اوباما. لكن بعد ثمانية أعوام على ذلك تبدد الأمل فى عيش السود والبيض بانسجام فى الولايات المتحدة وبات الجميع يعترفون بأن تحقيق ذلك يحتاج الى أكثر من رئيس اسود.

 

ويؤكد استطلاع جديد للرأى أجاره معهد جالوب ونشرت نتائجه مطلع يناير الدراسات التى أصدرتها فى الأشهر الأخيرة إدارة أوباما أن 52% من الاشخاص الذين تم استجوابهم يرون أن البلاد تراجعت فى القضايا العرقية فى السنوات الثمانى الأخيرة، مقابل 25% يعتقدون العكس.

 

واعترف باراك أوباما بذلك فى خطابه الوداعى. وقال "قبل انتخابي، كان البعض يتحدثون عن أمريكا ما بعد العنصرية". وأضاف أن "نواياهم كانت طيبة على الأرجح لكنها لم تكن رؤية واقعية ... (مسألة) الاعراق تبقى قوة مؤثرة وتثير استقطابا فى اغلب الأحيان".

 

وتابع أوباما "يحتاج الامر فى اغلب الاحيان لأجيال من أجل تغيير السلوك"، قبل ان يستشهد بمقطع من رواية "لقتل عصفور ساخر" قائلا "لا يمكننا فعليا فهم أى شخص إلا اذا رأينا الأمور من وجهة نظره ووضعنا أنفسنا فى مكانه".

 

أعمال عنف

خلال رئاسته اطلقت دعوة إلى التفهم المتبادل وخصوصا فى السنوات الأخيرة التى شهدت أعمال عنف من قبل الشرطة ضد سود.

 

وأدت أعمال عنف إلى ولادة حركة "حياة السود تهم" (بلاك لايفز ماتر) وإلى اضطرابات فى عدد من المدن. وكل القضية ضخمتها وسائل التواصل الاجتماعى حيث عبر البعض علنا عن رفضهم لوجود رئيس أسود، مما ساهم فى تفاقم الوضع.

 

لذلك وبعد أكثر من خمسين عاما على إلغاء التمييز العرقى و150 عاما على الغاء العبودية فى الولايات المتحدة، ما زال كثيرون لديهم الانطباع بأن الامور على حالها.

 

وقالت ماريا فراجوزا البورتوريكية فى برونكس "كان لدى الجميع أمل، كان الناس يبكون فرحا" بعد الانتخابات. وأضافت "لكن العنصرية مستمرة ولا أحد يستطيع أن يفعل شيئا".

 

واكد شاكيا ميرفين مصفف الشعر الأسود فى حى هارلم أن أوباما "لم يحدث فرقا". وأضاف "لكنه فعل ما بوسعه، ولو قام بالمزيد لادى ذلك الى مشكلة".

 

من جهته، قال دينيس كارلسون الخبير الابيض الذى يعمل فى شركة للتأمين الصحى إن الرئيس الديموقراطى "ليس مسئولا، فعل ما بوسعه ليبقى الهدوء وكان نموذجيا".

 

وتوضح شارون راش التى ساهمت فى تأسيس مركز الدراسات للعلاقات بين الاعراق فى جامعة فلوريدا، أن باراك أوباما حاول فى البداية تحقيق توازن.

 

وقالت "لأنه أسود، كان يدرك ان اللون أمر أساسى، وفى الوقت نفسه كان عليه أن يمثل الجميع وكانت الفلسفة فى عهده أن العرق ليس مهما".

 

وأضافت "فعل ما بوسعه حتى لا يصب الزيت على النار" وإن كان ذلك اثار "استياء الذين يقولون انه لم يبذل جهودا كافية".

 

كل شىء "يفسر خطأ" بسهولة

قالت راش ان صعوبة الحوار بين الاعراق تكمن فى ان كل شيء "يفسر خطأ بسهولة". وأضافت أنه لهذا السبب "يسود التوتر" فى المناقشات ويهرب الناس بينما "يجب التحاور من أجل تحسين الأمور".

 

وتابعت أن شعار "حياة السود تهم" يشكل "مثالا ممتازا" لذلك فان "بعض البيض فهموا منه أن "حياة البيض لا تهم".

 

وفى المستقبل القريب هناك أمر واضح هو أن لا أحد يتوقع تحسنا فى عهد الجمهورى دونالد ترامب الذى هاجم خلال حملته المتحدرين من أمريكا اللاتينية والمسلمين وغيرهم...

 

لكن جينا ديلفيل-جوزف التى تدرس فى معهد دينيس كارلسن للسود فى هارلم تأمل فى ان تتمكن الاجيال المقبلة من تحريك الوضع. وهى ترى فى الاوضاع المتوترة حاليا "معركة يائسة للذين يرفضون أن يروا البلاد كما هى. خلال عشرين عاما، سيكون هذا البلد مختلفا مع التطور السكانى".

 

وفى الواقع يفترض ان يتراجع عدد البيض بنسبة 16% بحلول 2055 بينما يتوقع أن يزداد عدد افراد مجموعات أخرى وخصوصا المتحدرين من أمريكا اللاتينية وآسيا بشكل كبير.

 

لكن راش قالت ان تراجع عدد البيض لا يعنى بالضرورة تقلص هيمنتهم على هيئات الحكم مثل الكونجرس والمحاكم.

 

وأضافت أن الانسجام سيأتى من عمل ذاتى، معبرة عن أملها فى ان يسلك العديد من البيض كما فعلت "الطريق الطويل" الذى يسمح "بفهم امتياز أن يكون الفرد أبيض".










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة