كوريا الشمالية ترد على العقوبات الجديدة بـ200 يوم من التعبئة

الأربعاء، 03 أغسطس 2016 10:09 ص
كوريا الشمالية ترد على العقوبات الجديدة بـ200 يوم من التعبئة جيش كوريا الشمالية
بيونج يانج (أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انها السابعة صباحا فى يوم أحد فى محطة بيونغ يانغ للقطارات التى اكتظت حافلاتها وقطاراتها بالركاب، وسط قرع طبول فرقة موسيقية دعائية تنكب على اثارة حماسة هؤلاء لاتمام يوم حافل بالعمل وسط اجواء تعبئة عامة.

لازالة أى شك بشأن رسالة العرض نصبت لافتة امام الفرقة، انتشرت نسخ منها فى وحدات العمل حول البلاد، تحمل توضيحا مباشرا بصيغة سؤال "يا رفيق، هل نفذت خطة المعركة اليوم؟"

وتتواتر اصداء هذه النبرة القتالية فى ملصقات وشعارات بالاحمر والابيض انتشرت على جدران المبانى والطرقات حول العاصمة الكورية الشمالية.

كل ذلك يندرج فى اطار حملة للتعبئة الجماعية من مئتى يوم تهدف إلى تعزيز اقتصاد منهك ازداد تدهورا مع سلسلة عقوبات دولية اضافية اثر التجربة النووية الرابعة للبلاد فى كانون الثاني/يناير.
لكن هذه الحملة انطلقت بعيد انتهاء حملة مشابهة من سبعين يوما فى مايو، فى اوائل يونيو وادت إلى ساعات عمل اضافية والعمل فى نهايات الاسبوع.

قالت قائدة الفرقة الموسيقية النسائية "نحن هنا كل صباح ونؤدى عرضنا لمدة ساعة"، فيما كانت اعضاء الفرقة يعزفن امام المحطة.

اضافت "ليس الامر متعبا، ونحن فخورات بالقيام به. نريد تشجيع وتحية كل الذين يشاركون فى الحملة فى بيونغ يانغ"، وذلك فى حديث مع وكالة فرانس برس عبر مترجم رسمي.

رد صامت
رغم تلويح الاعلام الحمراء وقرع الطبول والمكبر الضخم الذى انبثقت منه موسيقى عالية الصوت الذى جعل من الفرقة المؤلفة من 30 عضوا حدثا بارزا وصاخبا، اتى رد فعل الجمهور صامتا وقل عدد الذين اولوا الفرقة نظرة وجيزة فى اثناء مرورهم امامها.

يقول خبراء خارجيون أن الفوائد الاقتصادية لهذا النوع من الحملات ليست واضحة فى افضل تقدير، ويرى البعض انها تؤثر سلبا على القدرة الانتاجية لان الارهاق يقلل من الفعالية.

اما منظمة هيومن رايتس واتش التى تتخذ مقرا فى نيويورك فقد دانت هذه الحملات ووصفتها بانها تمارين جماعية على "التشغيل القسري" تعتمد الاكراه السياسى لانتزاع أو جنى مكاسب اقتصادية.

قال المتابع المخضرم لشؤون كوريا الشمالية والاستاذ فى جامعة كوكمين فى سيول اندرى لانكوف أن الحملات المعاصرة صورية بالاجمال، وتشكل استراتيجية من فترة اشتراكية بائدة تجاوزت فترة فاعليتها.
وقال لانكوف "فى الستينيات والسبعينيات كانت حملات التعبئة العسكرية الطراز معركة فعلية يعمل فيها الافراد حتى 14 ساعة فى اليوم سبعة ايام فى الاسبوع".

اضاف "اليوم باتت طقوسا اكثر من أى شيء آخر. ينظمونها لانها ما اعتادوا على ذلك. لا اعتقد أن كثيرين ياخذون الامر بجدية كبرى".

اعلانات انتاجية
على ما هو متوقع اشاد الاعلام المحلى بالحملة "الناجحة" فيما تحدثت صحيفة رودونغ سينمون التابعة للحزب الحاكم عن ارتفاع فى انتاج الكهرباء والفحم بنسبة 120 إلى 130% فى الشهر الاول.

ويتم التركيزعلى الانتاج الصناعى مع اعطاء اولولية لتقليص عجز متزايد فى الطاقة يشكل على الدوام عقبة فى وجه النمو الاقتصادى.

لكن الصحيفة لم تذكر بيانات يمكن التدقيق فيها لدعم زيادة الانتاج التى ذكرتها، فيما يتكرر انقطاع التيار الكهربائى فى بيونغ يانغ التى تستفيد كونها العاصمة من امدادات مميزة من الخدمات.

فى العقد الاخير برز نوع من الراسمالية على مستوى القاعدة الشعبية يخضع للمراقبة الشديدة لكنه متاح، انبثق من روح الاكتفاء الذاتى من اجل البقاء التى اجازت للكثيرين الصمود اثناء فشل نظام التوزيع الرسمى فى سنوات المجاعة فى تسعينات القرن الماضي.

ويعتبر الاقتصاد غير الرسمى لاعبا يزداد اهمية فى بقاء النظام، لكن منشقين يقيمون حاليا فى كوريا الجنوبية يقولون أن حملات التعبئة الجماعية تخل بانشطته بسبب الغاء اوقات الفراغ التى يستغلها الافراد للقيام باعمال تجارية خاصة صغيرة.

خطة خمسية

اطلقت حملة الـ200 يوم الجارية مقدمة لخطة اقتصادية خمسية اعلنها الزعيم كيم جونغ اون فى مؤتمر للحزب الحاكم فى مايو.
ولم توفر الخطة الطويلة والطموحة الكثير من التفاصيل، كما انها لم تشمل أى اشارة إلى اصلاحات رغم دعوة كيم إلى "توسيع مجال اسلوبنا لادارة الاقتصاد".

وقال البنك المركزى الكورى الجنوبى أن الاقتصاد الكورى الشمالى سجل تراجعا بنسبة 1، 1% فى العام الفائت، فى انتكاسته الاولى منذ 2010.

نظرا إلى شح البيانات الاقتصادية التى ينشرها الشمال يصعب تقدير اجمالى الناتج الداخلى للبلاد، لكن الخبراء يقولون أن العقوبات المشددة تطرح اشكاليات واضحة لا يمكن لحملات التعبئة الجماعية البائدة التصدى لها.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة