أكدت الدكتورة هبة يوسف، أستاذ مساعد الطب الشرعى والسموم الإكلينيكية، أن هناك بعض الأدوية قد تسبب الحساسية وتؤدى إلى الوفاة إذا لم يتم اسعاف المريض فورا بإعطائه الكورتيزون والأدرنالين.
وقالت هبة إنه على الرغم من الأهمية القصوى للأدوية فى علاج الكثير من الأمراض، إلا أن بعض الأدوية قد تعرض حياة الإنسان للخطر، من خلال الأعراض الجانبية الحادة أو من خلال تناولها بجرعات زائدة بغرض انتحارى أو عرضى.
وأشارت هبة إلى أنه يوجد حوالى 10% من الأشخاص العاديين معرضين لفرط الحساسية من الأدوية، التى تنتج عن حدوث رد فعل غير مرغوب فيه من الجهاز المناعى، فمثلا من بين المرضى الذين يتم علاجهم بنفس النوع من الدواء، نجد لدى نسبة صغيرة منهم فرط حساسية لا يظهر فى المرة الأولى لأخذ الدواء، ولكن يظهر فى المرات اللاحقة، ومثال ذلك حساسية الجسم للبنسلين والسلفا، وكذلك بعض أدوية الصرع.
وأضافت د. هبة: "تعمل هذه الأدوية باختلاف تركيبها الكيميائى على تحفيز الجهاز المناعى لتكوين مضادات حيوية من النوع" IgE " لمقاومة الدواء، مما يؤدى إلى إفراز كمية كبيرة من الهستامين، ومواد أخرى تؤدى إلى اتساع الشرايين، والطفح الجلدى، والحكة الشديدة وضيق الشعب الهوائية، وسرعة خفقان القلب، وارتفاع درجة الحرارة، وقد تصل إلى صدمة مناعية.
وقالت د. هبة: تتضاعف حدوث الحساسية للأدوية فى الحالات الآتية:
أولا: تناول المريض جرعة زائدة من الدواء.
ثانيا: تناول الدواء فى أوقات متقاربة.
ثالثا: إذا تم تسريب الدواء عبر الوريد.
رابعا: اذا كان هناك تاريخ مرضى لحدوث حساسية مماثلة.
خامسا: إصابة أفراد العائلة الآخرين بمثل هذه الحساسية.
وقالت الدكتورة هبة يوسف إنه للعلاج يجب التوجه فورا لقسم الطوارئ بالمستشفيات، ويتحتم استعمال الكورتيزون، وحقن المريض بالأدنالين، وإذا لم يتم علاج هذه الحالات فيمكن أن تحدث الوفاة السريعة نتيجة الحساسية، لذا يجب إجراء اختبار حساسية قبل حقن البنسلين أو السلفا أو الأمصال مثل التيتانوس، والمصل المضاد لعضات الثعابين، ولدغات العقارب، ومن الممكن تجنب حدوث الحساسية، من خلال إعطاء الدواء بجرعات صغيرة جدا تتزايد تدريجيا حتى الوصول إلى الجرعة الكاملة، مثل التيتانوس، موضحة أنه إذا حدث منه حساسية، فيجب إعطاء المريض الهيدروكورتيزون، والأدرنالين، ومن المفضل تغيير نوع الدواء إلى مركب آخر لا يتأثر الجهاز المناعى لوجوده.
