عقب إعلان طهران عن تشكيل "جيش شيعى".. هل يشكل العرب محورا عسكريا قويا لمواجهة أطماع إيران وعبثها بالأمن القومى العربى؟.. الغرب يسعى لإفشال مشروع القوى العربية المشتركة وينجح فى تأجيج الصراع الطائفى

السبت، 20 أغسطس 2016 01:52 م
عقب إعلان طهران عن تشكيل "جيش شيعى".. هل يشكل العرب محورا عسكريا قويا لمواجهة أطماع إيران وعبثها بالأمن القومى العربى؟.. الغرب يسعى لإفشال مشروع القوى العربية المشتركة وينجح فى تأجيج الصراع الطائفى قاسم سليمانى
تحليل يكتبه – أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كشفت إيران عن وجهها الطائفى الحقيقى بإعلانها تشكيل ما يسمى "جيش التحرير الشيعى" وهو ما يؤكد سعى طهران لتأجيج الصراع الطائفى فى المنطقة العربية بأذرعها العسكرية فى العراق وسوريا واليمن ولبنان وقطاع غزة عبر تقديم الدعم الكامل لهم بزعم محو إسرائيل من الخارطة.

 

وبالرغم من اعتراف إيران على لسان أحد قادتها البارزين فى الحرس الثورى، بإنشاء جيش طائفى يحمل اسم "جيش التحرير الشيعى" ويقاتل فى سوريا والعراق واليمن، لا تزال الدول العربية تقف مكتوفة الأيدى مع استمرار العبث الإيرانى فى منطقتنا العربية لتحقيق مصالح شخصية، مستخدمة القضية الفلسطينية فى جميع أنشطتها ومزايدتها على الدور العربى فى منطقة الشرق الأوسط.

 

والسؤال الآن: هل تتمكن الدول العربية من تشكيل محور عربى قوى لحماية الأمن القومى العربى من العبث الإيرانى ومكافحة الإرهاب فى المنطقة، فالحاجة "لقوة عربية موحدة" باتت ملحة للغاية فى الوقت الراهن لمواجهة أطماع بعض الدول الإقليمية وعلى رأسها إيران، فهل تعود الدول العربية للمشروع الذى طرحته القيادة المصرية بضرورة تشكيل قوى عربية لحماية الجبهة الداخلية لدولنا العربية وتكون نواة لرؤية عربية موحدة فى كل المجالات.

 

وبالرغم من اعتراف إيران منذ أشهر بأنها تسيطر على القرار فى أربع عواصم عربية لم تتخذ الدول العربية موقفا حاسما لوقف التدخلات الإيرانية وقطع اليد الطائفية التى يمكن أن تدفع بالمنطقة إلى صراع شيعى – سنى مسلح، يقود دولنا العربية لمستنقع الفوضى والدمار لصالح طهران.

 

ويعد الجيش الشيعى الذى أعلن عنه الجنرال محمد على فلكى القيادى فى الحرس الثورى وأحد قادة القوات الإيرانية فى سوريا، الوجه الآخر لتنظيم داعش الإرهابى الذى يستنزف شباب وثروات الدول العربية وفى مقدمتها سوريا والعراق، ويعد المشروع الإيرانى بداية الإعلان الفعلى عن الدور الذى ستخوضه أذرع طهران العسكرية فى المنطقة من خوض معارك فى سوريا والعراق واليمن.

 

وتمتلك طهران أذرع عسكرية فى العديد من الدول العربية يأتى فى مقدمتها تنظيم حزب الله اللبنانى الذى يقوده حسن نصر الله والحرس الثورى فى العراق ولواء الفاطميون فى سوريا والحوثيين فى اليمن وبعض الفصائل الفلسطينية فى قطاع غزة، وتقدم إيران الدعم العسكرى واللوجيستى لتلك الفصائل المسلحة بذريعة القضاء على إسرائيل وتحرير المسجد الأقصى من قبضة الصهاينة.

 

ويؤكد إعلان تشكيل الجيش الشيعى من قبل إيران نجاح الدول الغربية وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية فى تزكية روح الحرب الطائفية فى المنطقة العربية، وذلك عقب سعى واشنطن وعدة دول غربية لإفشال مشروع القوى العربية المشتركة، وبالرغم من إعلان القيادى فى الحرس الثورى محمد فلكى أن الهدف من تشكيل جيش "التحرير الشيعى" هو محو إسرائيل بعد 23 عاما لم تتخذ الولايات المتحدة وإسرائيل أى إجراء عقب تصريحات القيادى الإيرانى وهو يكشف تضليل وكذب طهران فى أنها تعمل على مشروع محو إسرائيل، فالولايات المتحدة الأمريكية والعديد من دول الغرب لن تقف مكتوفة الأيادى حال شكلت طهران أى تهديد حقيقى لإسرائيل.

 

وبإعلان طهران عن تشكيل "جيش شيعى" فى المنطقة العربية يدخل الشرق الأوسط مرحلة خطيرة من الصراع الطائفى المسلح على أساس مذهبى ينذر بمواجهات مباشرة محتملة من قبل الدول العربية للأطماع الإيرانية التى بدأت تتكشف يوما بعد الآخر مع استمرار طهران فى دعم مرتزقتها فى المنطقة العربية لإنجاح مشروعها الطائفى.

 

وانتقد القيادى الإيرانى نظام طهران بعدم تجنيد الأفغان وخلق نماذج على غرار ميليشيات حزب الله، موضحا: "لم نستثمر فيهم كوادر وقيادات كما استثمرنا فى شيعة لبنان واليمن والبحرين"، ميضفا أن قوات الحرس الثورى ما زالت تواجه مشكلة فى التعامل الودى والأخوى معهم"، عازيا السبب إلى النظرة الدونية التى ينظر بها الإيرانيون لعموم الأفغان.

 

وأكد القيادى فى الحرس الثورى الإيرانى محمد فلكى، أن ميليشيات "جيش التحرير الشيعى" تقاتل فى سوريا إلى جانب ميليشيات "زينبيون" الباكستانية و"حيدريون" العراقية و"حزب الله" المكون من حزب الله العراقى وحزب الله السورى، وكلها تقاتل تحت إمرة الحرس الثورى الإيرانى بزى واحد وعلم واحد وتنظيم عسكرى واحد.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة