"حبيب الصايغ" لـ"يوسف زيدان": تصريحاتك عن العرب غير مسئولة

الأربعاء، 17 أغسطس 2016 11:25 ص
"حبيب الصايغ"  لـ"يوسف زيدان": تصريحاتك عن العرب غير مسئولة الشاعر حبيب الصايغ رئيس اتحاد الكتاب العرب
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عبر حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب عن أسفه الشديد تجاه الآراء التى صرح بها مؤخراً الروائى والباحث يوسف زيدان حول حضارة شبه الجزيرة العربية، فضلاً عن النعوت التى تكاد تكون عنصرية والتى أطلقها على شعوب عربية بأكملها، ووصف الصايغ هذه الآراء بأنها مرتجلة وغير مسئولة.

ووصف يوسف زيدان عرب شبه الجزيرة العربية بأنهم "سراق إبل"، وأن المنطقة لم تكن فيها حضارة فى يوم من الأيام، وأن المراكز الحضارية تقتصر على القاهرة والقرويين وفاس وبغداد ودمشق، جاء ذلك فى حديث له خلال إحدى فعاليات مهرجان "ثويزا" بمدينة طنجة المغربية، وأثارت هذه التصريحات استهجان الكثير من المثقفين والكتاب والأدباء والفعاليات العربية نظراً لما تضمنته من مغالطات تاريخية، ولما توحى به من تعصب وضيق أفق.

وقال حبيب الصايغ، لسنا فى وارد الدفاع عن الحقيقة، لأنها ناصعة إلى الدرجة التى يصبح معها أى إنكار أو تشويه نوعاً من العمى أو الجهل أو سوء النية المبيت والذى لا يجدى معه أى حوار، لكننا بحاجة إلى أن نتوقف عند ظاهرة مرضية أخذت تستشرى على نحو ما فى الوسط الثقافى العربى، وتحدث نوعاً من البلبلة الخطرة فى ظرف نحن أحوج ما نكون فيه إلى الحكمة والتبصر، وهذه الظاهرة أدنى ما توصف به أنها تهريج يراد به لفت النظر بأى طريقة من الطرق، ولو جاء ذلك على حساب الحق والحقيقة، ولو كان ثمنه التضحية بروح الأخوة التى تربط بين شعوب أمتنا العربية، وهى آخر ما تبقى لنا فى زمن التشرذم والضعف وانهيار القيم.

وأضاف "الصايغ"، ما نحتاج إليه هو التحلى بحس المسئولية فى البحث والتحليل وقراءة التاريخ، وعدم الانجرار وراء المغالطات التى تم الترويج لها من قبل أنظمة وتيارات وقوى تخوض شعوبنا الآن أشرس معاركها ضدها، لا سيما ما يتصل منها بنظرية الهوامش والمراكز التى تجاوزها الزمن، وكانت تعبيراً بغيضاً عن نزعات استعمارية عنصرية لم تجلب سوى الويلات والكوارث.

ودعا الصايغ إلى ضرورة التصدى لأى قضية تتعلق بالتاريخ فى إطار علمى منهجى محكم، وضمن قواعد رصينة من التحليل، لا عبر تصريحات أو آراء مرتجلة بغرض إثارة الإعجاب أو لفت النظر، وقال: نعتقد أنه قد حان الوقت لكى يتجاوز بعض المثقفين العرب مرحلة الارتجال إلى مرحلة البحث، وأن يدركوا أن مسئولياتهم تتخطى طموحاتهم الشخصية الضيقة لتصبح مسئولية سياسية واجتماعية وأخلاقية، لا سيما فى هذه المرحلة التى نبحث فيها عما يجمع لا عما يفرق، دون أن نضحى بالحقيقة، والحقيقة فى موضوعنا ثابتة وفوق كل الشبهات.

وشدد الصايغ على أن احترام الآخر والحرص على عدم التعدى عليه وتجنب كل ما من شأنه أن يؤذيه فى تاريخه وهويته مبدأ لا يجوز فى حال من الأحوال التساهل فيه، فكيف إذا كان الطعن فى الذات التى ينتمى إليها الشخص، فتاريخ شبه الجزيرة العربية لا ينفصل عن تاريخ أى مدينة أو عاصمة عربية أخرى، ونحن عندما نتحدث عن حضارة عربية لا نتحدث عن حضارات فى الخليج أو العراق أو الشام أو مصر أو المغرب، بل عن وجود متكامل متصل، يغذى بعضه بعضاً، ويدعمه، ويمنحه شخصيته وهويته.

 وأكد الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، أن ما ذكره الروائى والباحث من عواصم عربية هى حواضر فعلاً، وموضع اعتزاز، لكن لا يصح تجاوز أدوار تاريخية فاعلة ومؤثرة بالسوية نفسها لحواضر الجزيرة العربية والخليج العربى، وقد كان بعضها مهبط الوحى ومركز الإشعاع والتنوير على مدى القرون.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة