أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

إسرائيل فى أفريقيا

الخميس، 07 يوليو 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صدمة النسيان وعاطفة رد الفعل

كانت صورة لافتة وكاشفة وربما صادمة للبعض، رئيس الوزراء الإسرائيلى فى كمبالا يتوسط زعماء أوغندا وإثيوبيا وكينيا وجنوب السودان ورواندا وتنزانيا وزامبيا، ضمن جولة وصفها مكتب نتنياهو بأنها «تاريخية»، وهى بالفعل تاريخية، لكونها تكشف عن حجم التغير والتشكل فى التاريخ وتقلباته، وربما تحتاج ما هو أكثر من الشعور بالصدمة، والدعوات العاطفية التى تفتقد إلى العقل، الصورة وما وراءها تحتاج لقراءة من زواياها المختلفة وتحليل لمضامينها، وتفكير فيما يمكن أن يناسبها من سياقات سياسية، فى عالم تحكمه المصالح، وتعيد تشكيله مساع كبرى علنية وسرية.

لم تغب إسرائيل عن أفريقيا لتعود إليها، ارتبطت إسرائيل بعلاقات مع دول القارة من عقود، وعلاقات تجارية واقتصادية وعسكرية وتسلحية واستخبارية، وتبادل وفود وخبرات، كان تهجير يهود الفلاشا من إثيوبيا أحد أشهر الصور التى كشفت عن حجم التغلغل الإسرائيلى فى أفريقيا ومدى ارتباطات تل أبيب بالقيادات والأجهزة فقد كانت عملية تهجير يهود الفلاشا، عملية جمعت بين الدبلوماسية والاستخبارية، فضلا عن إغراءات وفرص ومفاوضات، بعدها تصاعدت علاقات إسرائيل مع إثيوبيا ومع جنوب السودان، ومع موريتانيا، وتنوعت علاقات تل أبيب مع أفريقيا بين علاقات علنية فى صورة وفود وتبادل تجارى وتدريب وخبرات، وأخرى سرية تتعلق بعلاقات تجارة السلاح والتدخل فى الصراعات والحروب الإهلية.

بالتالى فإن جولة رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى أفريقيا التى بدأها بـ«تنزانيا» التى ستفتتح سفارة فى إسرائيل، ثم أوغندا حيث زار مطار عنتيبى فى الذكرى الأربعين لشقيقه يونى الذى قتل عام 1976 أثناء عملية لتحرير الرهائن الإسرائيليين الذين اختطفوا على يد فلسطينيين وألمان كانت الزيارة تكشف عن حجم التطور فى العلاقات الإسرئيلية.

رد الفعل عندنا بدأ كالعادة خليطا بين العاطفية والتجاهل والارتباك والصدمة، لكن الأهم هو أن الذاكرة لدينا موسمية، وتتركز أكثر على رد الفعل، وبعض التعليقات تتحدث عن زيارة نتنياهو على أنها ضمن حصار إسرائيلى لمصر، بينما علاقات إسرائيل لم تنقطع.

نفس الأمر فى علاقاتنا التى أصابها الضعف لعقود واليوم تحاول مصر استعادة وجودها فى أفريقيان وهو وجود كان قويا ومؤثرا. كان وجودا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، فضلا عن التبادل العلمى لتدريب وتعليم الكوادر الأفريقية، وهى العلاقات التى كانت تساهم فى إيجاد نخب أفريقية تتفهم الحالة المصرية والعربية، كنا نتابع ما يجرى فى أفريقيا ونتفهمه، سنوات الانقطاع والتراجع كانت شهدت توسعا من دول العالم من الصين وتركيا وأوربا لم تغب، فضلا عن إسرائيل التى طورت علاقاتها مع دول أفريقيا وتغلغلت فى صراعاتها وعلاقاتها. ربما لهذا يفترض أن نتوقف عن حالة الصدمة ونسعى لتفهم وضعنا نحن فى أفريقيا قبل أن نبدو مصدومين من وجود إسرائيل هناك، بينما نتنياهو ما زال يتذكر شقيقه وعنتيبى بعد أربعين عاما، وعلينا أن ننظر لخرائط المصالح، وليس خرائط النفوذ.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

د. جيكل و مستر هايد (دكتوراه من الأتحاد الأوروبى فى العداله و الديمقراطيه الأنتقائيه)

تشيلكوت يسأل: هل يحق لمصر و دول أفريقيا و أسيا مقاضاه من أستعبدوهم لعقود؟

عدد الردود 0

بواسطة:

ألشعب الاصيل

صوره صادمه فعلا ساهمنا جميعا في ابرازها

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

الشعب الاصيل

يا قادة أفريقيا تذكروا. . انتم جءتم بالارهاب لعقر داركم...... جءتم بالارهاب لعقد داركم

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

ابن سيناء

مصر قويه

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق

فاقــــــــــد الشــــــــــئ لايعطـــــــــيه

عدد الردود 0

بواسطة:

كلمة حق

من نتائج 25 خراب

عدد الردود 0

بواسطة:

ألشعب الاصيل

25 يناير ربيع دائم مهما قال المفلسون

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو العربى

لا توجد مؤامره هههههههههههه

عدد الردود 0

بواسطة:

ألشعب الاصيل

اشبعوا نارا يأبتوع يونيو

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

مختار

تعليقات الشعب الأصيل

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة