أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد حبوشه

انتباه: إنها "الأهرام" وطننا

السبت، 30 يوليو 2016 06:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما يحدث فى "الأهرام" الآن درب من العبث بمقدرات ما يزيد على ١٤ ألف صحفى وإدارى وعامل، ينتمون إلى أعرق الصحف العربية من حيث القيمة والقامة.

قد نختلف على أداء رئيس مجلس الإدارة، وأيضا رئيس تحرير الصحيفة الأم، أو أى من رؤساء تحرير إصداراتها من حيث الكفاءة الإدارية والمهنية، لكن لا يختلف عاقل واحد على أنها الأم الحاضنة، والمؤسسة التى ما تزال وستظل حاضنة لفائض من الخبرة والمهنية والوعى والتنوير - وإن كان فى جله معطل بقصد أو دون قصد فى لحظة فاصلة من عمر مهنة ووطن تحاصره التحديات الجسام - الأمر الذى يجعلنا نفكر بقدر من العقلانية التى تمكنا من تجاوز الأزمة المالية بهدوء يمكننا من العبور بأمان.

لسنا المؤسسة الوحيدة التى تعانى من أزمة طارئة، بل إن بلدا بكامله يواجه تحديا اقتصاديا ضاغطا يؤثر بالضرورة على كل الشرائح الاجتماعية - ونحن منها - فى ظل غلاء الأسعار وجنون تصاعد الدولار، وغيرها من تبعات سعى إخوان الشيطان للعبث بمقدرات وطن يتطلع نحو مستقبل أفضل.

ومن ثم أرجو من زملاء المؤسسة العريقة ألا يخرجوا عن طورهم عشية الاحتفال بمرور ١٤٠ عاما على إصدار العدد الأول من صحيفة كانت ومازالت ديوان الحياة المصرية المعاصرة - رحم الله الدكتور يونان لبيب رزق صاحب هذا التعبير البليغ - فلا ينبغى أن نهيل التراب على كعكة الاحتفال من قبل حفنة من الغاضبين، وأصحاب المصالح الشخصية.

لا ألقى بسهام الاتهام لأحد بعينه، بل أسجل احترامى لكل صاحب حق سلب منه فى لحظة انفعال أو قصور تفكير من جانب من لم يتعامل بروح الأب مع كل أبناء المؤسسة كما كان يفعل الآباء المؤسسون.

نحن جميعا فى مركب واحد نواجه نفس التيارات العاصفة التى تتطلب إعمال العقل، والقياس بالمنطق، والتحلى بالحكمة التى تجنبنا الصغائر، فالأمر خطير والحدث جلل ربما تدركه القيادة الحالية يوما بعد فوات الأوان للأسف.

يعتصرنى الألم وأنا أتابع عن كثب تلك التصريحات المهينة، التى تنال من صرحنا الصحفى الكبير أكثر من الدفع بأسباب قصور مسئول كبير أو صغير، عندما تحولت إلى معول هدم بظن الدفاع عن مصالح العاملين من أبناء الأهرام الذين سيحصلون على ربع الحوافز السنوية.

هنالك غصة فى الحلق، والحصاد مر بلاشك، وإن كانت المطالب مشروعة فى خيال ضيقى الأفق، فالظرف الاقتصادى للبلد صعب للغاية، كما نلمس، والتبعات مؤثرة علينا، فلا تدعوها تعصف بمستقبل أجيال تتطلع لِغَد أكثر إشراقا بعد تخطى عقبات قانون الصحافة فى ثوبه القادم نحو اعتدال المشهد المرتبك.

ظنى أن حالة من العنت الفكرى قد أصابت تفكير بعض الأهراميين فى وقت يتطلب توحيد الصف وتنظيم المطالب المشروعة - داخل الدار - شريطة مراعاة الظرف الاقتصادى لمصر، الدولة والوطن، فى وقت يسجل أروع الأمثلة فى مواجهة التآمر والإرهاب الدوليين.

رحمة بِنَا أيها الزملاء الأعزاء، نحن معكم فى مطالبكم، والتى هى بالتأكيد جزء من مطالبنا أيضا، لكن لا ترددوا شغل "الآن.. الآن وليس غدا" فالحل ليس فى جعبة قيادة لا تتسم بالرشد فى بعض تصرفاتها، بل الأزمة تبدو فى تجلياتها المرعبة بحجم الوطن، والوطن جريح ومحاصر بفعل فساد شيطانى ضارب فى الجذور، وليس من جانب فئة قليلة تسكن نفس المبنى العتيق، بل تسكن وطنا على امتداد خارطة المحروسة، بينما تحاول قيادته - كان الله فى عونها - بشق الأنفس الدفع بالمخاطر والتحديات المزمنة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة