بعد سيدة الكرم وأحداث سمالوط وأبو يعقوب وطهنا الجبل.. أسباب تسجيل "المنيا" أعلى معدلات العنف الطائفى.. تضم أكبر عدد من الأقباط فى مصر.. ويتواجد فيها الإسلاميون بكثافة.. وتعانى قلة التعليم ونقص الخدمات

الإثنين، 18 يوليو 2016 06:55 م
بعد سيدة الكرم وأحداث سمالوط وأبو يعقوب وطهنا الجبل.. أسباب تسجيل "المنيا" أعلى معدلات العنف الطائفى.. تضم أكبر عدد من الأقباط فى مصر.. ويتواجد فيها الإسلاميون بكثافة.. وتعانى قلة التعليم ونقص الخدمات الانبا مكاريوس الاسقف العام للمنيا
كتبت: سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يمر شهر واحد دون أن تتصدر محافظة المنيا عناوين الصحف اليومية، كبؤرة دائمة للأحداث الطائفية التى تقع بين المسلمين والأقباط فى قراها الممتدة على ضفاف النيل.

لم ينس الرأى العام قضية "سيدة الكرم"، التى تعرت على يد مسلمى القرية، حتى ظهر حادث جديد بقرية كوم اللوفى مركز سمالوط، تمكن فيه متطرفون من إحراق أربعة منازل لأسر مسيحية، بعد أن شرع قبطى فى بناء منزل قالوا إنه كنيسة، ثم تكرر الفعل نفسه بقرية أبو يعقوب التابعة لمركز المنيا، وتم إشعال النار فى منازل خمسة أقباط على خلفية شائعة بناء كنيسة، علاوة على ما شهدته قرية طهنا الجبل من اعتداء على أسرتين من الكهنة، انتهت بمصرع شاب، شيعت جنازته اليوم، الاثنين.

كذلك فإن المنيا كانت أكثر المحافظات التى تضررت من عنف الإسلاميين فى أعقاب الأحداث التى تلت فض اعتصامى رابعة والنهضة عام 2013، حيث سجلت المنيا نسبة 40% من الكنائس التى تم إحراقها فى جميع ربوع مصر، حيث شهدت قرية دلجا تحديدا تخريب 27 منزلا وتشريد 62 أسرة وفقا لأرقام وإحصاءات رسمية.

الأنبا مكاريوس

ما يحدث فى المنيا بشكل متكرر، دفع الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا وأبو قرقاص لمطالبة الدولة والجهات المختصة بالالتفات إلى تلك المحافظة، التى وصفها بالمنكوبة، من خلال التنمية الاجتماعية والحضارية والثقافية مضيفًا: "يجب التركيز على التعليم وثقافة الأجيال الجديدة، لأن الاحتقان موجود منذ عقود والوضع قابل للاشتعال فى أى وقت، والمنيا على هذا الحال منذ سنوات، وقد فشلت الحكومات المتعاقبة فى حلّ هذه المشكلة بسبب عدم البحث فى الجذور".

سليمان شفيق

أما الكاتب الصحفى سليمان شفيق الذى ينتمى لمحافظة المنيا، فيرجع تكرار الأحداث الطائفية بتلك المحافظة إلى عدة أسباب، أولها أنها تضم خمسة ونصف مليون نسمة، بينهم مليونا مسيحى فى نطاق جغرافى ضيق، وهو أكبر تجمع للمسيحيين فى الشرق الأوسط، بالإضافة إلى ارتفاع نسب الفقر فى المحافظة وسط حزام قروى كبير جدا يعج بالجهل والمرض. كذلك فإن المنيا كانت ومنذ الثمانينات من القرن المنصرم المنبع الذى خرجت منه معظم الجماعات الإسلامية.

ويشير شفيق فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن العشرين سنة الأخيرة شهدت ارتفاع نسبة ظاهرة ما يسمى بتوابع القرى، وصل عددها إلى ما يقرب من ألف تابع فى المنيا، ما استلزم معه بناء كنائس جديدة لكثرة عدد السكان، وهو الأمر الذى عده سليمان معقدا جدا، بسبب قانون بناء الكنائس المعمول به حاليا، ومن ثم زادت ظاهرة بناء كنائس بلا ترخيص أو الصلاة فى منازل أقباط، ما تسبب فى العديد من المشاكل الطائفية.

ويؤكد الكاتب المهتم بالشأن المسيحى أن مركز أبو قرقاص شهد تأسيس أول تنظيم تكفيرى فى الثمانينات على يد شكرى مصطفى، ولم يكن أمام فقراء المسلمين طريقة للوصول إلى قمة السلم الاجتماعى والبحث عن الوجاهة إلا بالانتماء للجماعات التكفيرية فى تلك الفترة، لافتا إلى أن الأحداث الطائفية تدور غالبا فى 24 قرية، منها 18 قرية فى غرب المنيا تتسم بالطابع القبلى المتوافق مع السلفيين.

واعتبر شفيق أن القيادات الأمنية والتنفيذية التى توالت على محافظة المنيا لم تكن بالكفاءة المطلوبة اللازمة للتعامل مع الأزمات المتلاحقة أو لتنمية القرى ثقافيا واجتماعيا لتجنب نتائج الفقر والجهل.

كان الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا وأبو قرقاص جدد تأكيده على المطالبة بتطبيق القانون فى ضبط الجناة فى الأحداث المتكررة التى تقع بقرى المنيا، مشددًا على أن غياب العدالة يؤدى لتكرار الأحداث دون ردع.


موضوعات متعلقة:



- أسقف المنيا يزور مصابى حادث طهنا الجبل بمستشفى بسمالوط










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة