أحمد إبراهيم الشريف

صلاة تشرنوبل.. ما قالته سفيتلانا أليكسييفيتش عن الوجع

السبت، 25 يونيو 2016 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«أشعر بسعادة بالغة بصدور الترجمة العربية لكتابى «صلاة تشرنوبل» ذلك لأن قضية تشرنوبل قضية العالم أجمع، سمعت وقت أن كانت الكارثة لا زالت فى أيامها الأولى أن الناس يقولون، فى كل أنحاء العالم: إن هذا لا يمكن أن يحدث إلا عندكم أيها الروس المستهترون، فى حين ما كان ليخطر على بال أحد أن يطلق مثل هذا الوصف على اليابانيين عندما وقعت كارثة مفاعل فوكوشيما اليابانى.

يقف الإنسان عاجزا أمام التكنولوجيا، التى اخترعها بنفسه، وفى مقدمتها تكنولوجيا الطاقة الذرية.

إن إصرارنا على المضى قدما فى هذا الطريق، لا يعنى سوى أننا مصرون على الانتحار، ولا يجب أن يقتصر التفكير فى هذا الأمر على الدول الأوروبية وحدها، إنما يجب أن ينشغل به العالم أجمع، فى أمريكا اللاتينية، جنوب أفريقيا، لا يزالون يؤمنون بالطاقة الذرية، كما فعلنا نحن منذ ثلاثين، أربعين سنة ماضية، لكننا فهمنا أنه لا يمكن الفصل بين الذرة العسكرية والذرة السلمية، لا فرق بينهما، كلها شىء واحد.

يراودنى الأمل أن يفهم الجميع هذا، فأنا أرى أن أكبر تهديد للإنسان هو الإنسان نفسه.

ذهب بالفعل بلا رجعة ذلك الزمن الذى بنى فيه الإنسان علاقته مع الطبيعة بمنطق القوة، من فوق عرش الإله، جعلنا تشرنوبل نتطلع إلى الخلود.. ربما يمكن أن نطلق على ذلك بروفة نهاية العالم، ربما نهلك جميعا، ليس هذا من قبيل الفانتازيا، ربما يندثر عالمنا الرائع، بكل ما فيه من غابات، أنهار، حيوانات.

أصعب ذكرياتى عن تشرنوبل، مشهد خروج الإنسان من القرى الملوثة بينما تخلى عن الحيوانات، التى أطلق عليها الجنود الرصاص، ثم دفنوها فى مقابر بيولوجية، عندما دخل الجنود القرى، تتبعت الحيوانات أصواتهم، خرجت للقائهم، ربما شعرت بسعادة لعودة أصوات البشر.. لم يعلموا بعد أن الإنسان قد خانهم».

هذه كلمة سفيتلانا أليكسييفيتش فى الحوار الذى أجراه معها المترجم أحمد صلاح بمناسبة صدور الترجمة العربية لكتاب «صلاة تشرنوبل» والصادرة ترجمته العربية عن دار مصر العربية، وفى الحقيقة كل محاولاتى للتعبير عن الوجع الموجود داخل هذا الكتاب باءت بالفشل، جاءت أقل مما يليق بهذا الكتاب الممتلئ بالإنسانية المفرطة وبالألم الخام الذى انفجر فجأة فى أحداث كثيرة يأتى فى مقدمتها الانفجار الذى لحق بمفاعل تشرنوبل سنة 1986، والذى ترتبت عنه كارثة إنسانية متكاملة، لذا لم أجد أفضل من المقدمة التى صدر بها الكتاب بالعربية، جانب من حوار بين الكاتبة ومترجم الكتاب حتى نعرف أى روح تسكن هذه المرأة التى حصلت على جائزة نوبل فى الآداب فى العام الفائت، التى يعد كتابها «صلاة تشرنوبل» الأبرز فى مسيرتها من وجهة نظر الكثيرين، وهو يستحق بالتأكيد.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة