وسيظل الزعيم استثناء

لم اكن أعرف القيمة الفنية الحقيقية للفنان "عادل إمام" إلا من خلال مشاركتى فى أحد المؤتمرات فى المملكة المغربية منذ اكثر من 15 سنة، عندما استوقفنى رجلا وزوجته من نزلاء الفندق المنعقد فيه المؤتمر وسألونى انت مصريه ومشاركه بالمؤتمر ؟ فأجبتهم نعم أنا صحفية مصرية وأشارك فى المؤتمر، فابتسما واكدوا على محبتهم الكبيرة لمصر وولعهم واعجابهم اللا محدود والطاغى بـ "عادل إمام " وأفلامه وكل أعماله الفنية التى يشاهدونها باستمرار..

وحكوا لى أنهم جاءوا الى مصر وكانوا حريصين على مشاهدته فى أحد عروضه المسرحية وكم كانت سعادتهم غامرة، عندما شاهدوه وجها لوجه على خشبه المسرح واستمر الحديث مستمر عن " عادل إمام " وفنه لوقت طويل دون الحديث عن اى شيء آخر، ثم بادرونى بالسؤال انت تعرفيه ؟ طب ممكن تسلمى عليه وترسلى له تحياتنا ؟ فأجبتهم أننى لا أعرفه على المستوى الشخصى ولكن اعرف زميل صحفى فى القسم الفنى وسوف أطلب منه ان يبلغه..

ظللت منذ ذلك الوقت أتابع أعمال "عادل امام " بتركيز وتمعن وبدأت اتفهم حالة الإعجاب والحب التى يحظى بها هذا الفنان فى كل مكان اسافر اليه من المصريين والعرب فى أمريكا وأوروبا ناهيك طبعا عن الدول العربيه كلها، وبدأت أتابع أعماله الفنيه التى ازاحت الغطاء عن المشاكل والقضايا الحقيقية التى تعانى منها مصر والإنسان المصرى من أزمات اقتصاديه مثل فيلم "كراكون فى الشارع " وقضايا التطرف والإرهاب التى نسج خيوطها المبدع الكبير "وحيد حامد " وجسدها بفنه وموهبته واخترق بها وجدان وفكر كل المصريين وتنبا فيها باحداث عشنا تفاصيلها كامله على مدار السنوات الماضيه مثل اعماله " الإرهاب والكباب " " الارهابى " " اللعب مع الكبار" طيور الظلام " وغيرها من الأعمال التى نافشت الأوضاع والمشاكل الاجتماعيه مثل "حسن ومرقص وكوهين " و"عماره يعقوبيان " وغيرها من اعماله التلفزيونيه التى يلتف حولها المشاهدون بعد الإفطار فى مصر وغيرها.

ويستمر "عادل إمام " فى تفرده واستثنائه فى مسيرة الفن المصرى كفنان استطاع ومستمر فى الحفاظ على الصدارة منذ سنوات طويله لم يستطع احد ان ينتزعها منه وبالرغم من ظهور أجيال متعاقبه ومتلاحقه عليه وبالرغم من محاولات الكثير من الموهوبين والفنانين الحقيقيين إلا أن " إمام " هو النجم الأول الذى لا يضارعه أحد ولا يوجد من ينافسه بالرغم من كبر سنه وانتشار التجاعيد فى وجهه بدون اى محاولات تجميل لها أو عمل نيو لوك او تغيير كما يفعل نجوم الصف الأول والسينما فى العالم، وهو بذلك مؤكدا على حالته وهويته الفنية والشكليه التى أحبها الناس منذ عشرات السنين.

والغريب فى هذا الفنان جاذبيته المحيره وغير المسبوقه بالرغم من أنه ليس ب "جان " السينما الوسيم الفارس الذى تحلم النساء مثل " جورج كلونى " او " روبرت دى نيرو " ولكن لقد منحه ربه موهبه وقوه وإصرار وذكاء وعلم وثقافه استطاع بهم ان يكون رقم 1 طيله هذه السنوات ومازال .

اعتقد ان حالة هذه الفنان لابد ان تدرس فى الاكاديميات ومعاهد السينما وأيضا على المستوى الانسانى، لأنه بالإضافة لكونه فنان كبير وعظيم فانه رجل مصرى محترم لديه زوجه أكثر احتراما لكونها كانت سنده والوتد الذى مكنه من التركيز على موهبته وفنه، كما كانت الدافع له ومعه لكل إنجازاته واعتقد بدون هذه المرأة المصريه الجميلة لم يكن "عادل امام "الذى نشاهده اليوم، ولذلك لابد ان نكون كمصريين فخورين بهذا الفنان الذى اجمع الوطن العربى كله على محبته وتقديره، لابد ان نحافظ على قيمنا الفنية التى عرفنا العالم كله بها وأن نعطى هذه القامات ما تستحق من احترام وتقدير لأن هؤلاء حفروا فى الصخر ولم يكن الطريق ممهدا امامهم كما يعتقد البعض.

ما وصل إليه "إمام " كافح وعانى ونجح وحاول كثيرا من اجل إيمانه بموهبته واصراره على النجاح والاستمرار وترقبه وقلقه لردود أفعال جمهوره على أعماله مثل فنان صغير فى بداية مشواره.
ولا انسى ابدا عندما اتصلت به بعد مشاهدتى لعرض فيلم "عماره يعقوبيان " وكنت مع عدد من افراد أسرتى وكنا استمتعنا بالفيلم ودوره وعندما قلت له اننا استمتعنا بدوره وأدائه حتى رد " انتم فعلا انبسطتوا عشان انا كنت خايف جدا من أداء الدور وخايف الناس متحبنيش وماتقتنعش بيا"، وقلتله طب ممكن اقاربى يكلموك عشان يهنوك على الفيلم ولم أكن اصدق رد فعل هذا الفنان الكبير الذى ينتظر وبقلق ردود أفعال معجبيه بعد كل السنوات والأعمال الفنية التى جسدها على مدار تاريخه الفنى، وما زلت استمتع وانا اتابع " مأمون أبو العطا " وبخله الشديد وافيهاته وادائه العبقرى حتى وهو صامت لا يتحدث، يكفينى أداء وانفعالات وجهه وكل ما يقوم به والذى يترك اثرا كبيرا على الجميع ..
هذا جزء بسيط من تقدير ومحبة واحترام لقيمة وقامة كبيرة وعظيمة مثل " عادل إمام" يجب علينا جميعا أن نحافظ عليه ونفتخر به ونتباهى بكونه الفنان المصرى الأول فى مصر والعالم العربى، مؤكدا على أنه الاستثناء والزعيم فى ملكوت الفن والكوميديا.