أكرم القصاص - علا الشافعي

أحمد إبراهيم الشريف

تهديد الأهرامات

الإثنين، 13 يونيو 2016 11:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تشغل الأهرامات المصرية بال العالم كله، وذلك لكونها تفتح باب التخيل على اتساعه، يعتبرها البعض دليل عبقرية القدماء المصريين، وينشغل آخرون بالقدرات المذهلة فى التصميم والتخطيط، وينبهر البعض بالتقدم المعلوماتى الذى كان منتشرا فى تلك الفترة القديمة جدا على مستوى الزمن، ومن جانب آخر تمثل الأهرامات وجعا لقوى الظلام المنتشرة فى هذه الأرض الذين يبدأون أفكارهم الخبيثة منها، بعضهم يريد امتلاكها والآخرون يسعون لتدميرها، وما فعلته داعش منذ أيام قليلة من تهديد بتدمير أهرامات مصر دليلا على دخول عدو جديد بجانب إسرائيل يريد أن يمحو التاريخ المستقر للعالم القديم، وأن ينشئ عالمه الجديد القائم على التدمير والخراب.

ودون إجهاد فكر، علينا بعد أن نسمع مثل هذه الأفكار الشيطانية، أن نفتش عن الخيط الرقيق الرابط بين جيش الاحتلال والتنظيم الإرهابى، وستجد إسرائيل قابعة متوارية خلف كل شكل لإفساد الحياة فى مصر، كانوا يريدون أن يثبتوا أحقيتهم فى الأهرامات حتى ولو من باب تأكيد العمل فيها عمالا وخدما ومستعبدين، يريدون أن يصدروا للعالم شكواهم الدائمة باضطهادهم عبر التاريخ، فإن فشلوا فى ذلك اعتمدوا على تقوية ودعم القوى المتخلفة التى تريد أن تنشر العنف فى مصر وتخربها.

وتنظيم داعش لا يعرف شيئا على الأهرامات ولا عن الإسلام، لكنه يعرف كيف يمحو تاريخ الأوطان بتدمير آثارها كما فعل فى العراق وسوريا، فالدولتان الحضارتان الكبيرتان تفقدان تاريخهما على يد هذا الجهل المطلق، وهذا ليس جديدا، فمن قبل فعلت كل الحركات العنيفة فى الأديان المختلفة مثلما فعلوا، لكن تنظيم داعش وأشباهه الآن مدعومون من بلاد كثيرة تكمن مصلحتها فى إلغاء التاريخ، وأن نتحول إلى مشاهدى صور تحكى تاريخنا بدلا من الوجود الفعلى للآثار، وعلينا أن نتذكر ما فعله التطرف فى مالى الذى دمر القبور الأثرية لأولياء الله، وأن نتذكر ما فعلته طالبان فى تماثيل بوذا فى باكستان وأفغانستان.
ليس لدينا ما هو أغلى من حاضرنا وتاريخنا، والأهرامات الثلاثة تأتى على رأس أولويات التاريخ، لذا لا يجب أن نأخذ التهديد الداعشى مأخذ الهزل، أو أن نتعامل بثقة مع هذا العدو المجهول وغير المحدد تماما، بل نعد العدة لملاقاة كل مفترٍ على هذه الأرض يريد أن يسلبنا حقنا فى الحياة، لأن الحديث عما فعله التنظيم الفاشى فى آثار العراق يوجع القلب، فقد اختفت معابد، وسُرقت آثار عظيمة تم بيعها بأبخس الأسعار فى أوروبا، ونحن لن نسمح لذلك أن يحدث فى مصر.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة