أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

البرامج السيئة تطارد الرديئة

الإثنين، 13 يونيو 2016 07:14 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

التسويق إعلانات «تشتم أكتر تنجح أكتر»


من أكبر المفارقات التى نراها فى رمضان أن أكثر البرامج والإعلانات التى تثير الجدل، وترتكب أخطاء ومخالفات وتتعرض للهجوم النقدى والفيسبوكى هذه البرامج والإعلانات، تحقق مشاهدة أعلى من غيرها بل وتحقق أرباحا. وهو ما ينسف نظريات الجمهور أو القدرة على المنع والمنح فيما يتعلق بالمشاهدة، كما أن هذا لا يعنى أن مثل هذه البرامج ناجحة أو هادفة أو مسلية، لكن يعنى أن منتج هذه السلعة يسوقها بشكل جديد، بل وأحيانا يكون الهجوم ناتجا عن مشاهة أو المشاهدة الإضافية ناتجة عن الهجوم.

مثلا برنامج الأكشن وبرامج المقالب التى تقوم أغلبها على اتفاقات بين الضيوف والبرنامج بمقابل مادى محترم، وعندما يقبض النجم مبلغا معتبرا فهو على استعداد لتمثيل دور ميت، وليس مجرد واحد أو واحدة من المغفلين. ومن خلال متابعة معارك وتواريخ برنامج رامز واضح فيها الاتفاقات، وهو بالمناسبة يتكلف، وسجل رامز نجاحا فى برنامجه السنوى أضعاف ما حققه من التمثيل، لكن اللافت للنظر أنه بقدر ما تعرض برنامج رامز على مدى سنوات لهجوم وانتقاد، كلما ارتفعت نسبة المشاهدة. ومثل بقية الإعلانات الصادمة والمستفزة التى تحمل إيحاءات أو ادعاءات فهى أيضا تواجه هجوما، ومقابل الهجوم تحقق هذه الإعلانات الهدف منها هو الانتشار والمشاهدة.

والهدف فى كل الأحوال هو تسويق المنتج، سواء كان هذا المنتج برنامجا لرامز أو مشروبا فاشلا ولبنا راكدا، وهذا لا يتوقف فقط عند هذه المنتجات، لكنه يمتد لغيرها فهذه هى قواعد التسويق السائدة التى تبيع الوهم عموما وبشكل كبير. ثم إن الهجوم على برنامج رامز وتفاهته وضحالته لم تمنع من نسب مشاهدة مرتفعة، وأيضا ظهور عشرات البرامج تحاول تقليده وتسير على منواله، ونرى برامج المقالب فى الغابات والأحراش والشوارع، إلى آخره، وهى برامج ثقيلة الظل، ومع هذا تقلد رامز. وقد لا يعنى تسويق هذه البرامج والسلع أنها ناجحة، ولكن أن الجمهور ليس شيئا مصمتا يمكن رؤيته وفرض وجهة نظر عليه فهو يلعن بعض البرامج ويشاهدها، أو يهاجم وينتقد الكثير من الإعلانات ويسجل لها نسب مشاهدة، وهو ما يعيدنا إلى النقطة الأولى وهى أن البرامج والإعلانات وربما المسلسلات التى يتسع الجدل حولها، تحقق نجاحا بينما البرامج والمسلسلات التى لا تثير جدلاً، قد توصم بأنها فاشلة وبلا قيمة، وتثبت التجربة يوما بعد آخر أن الدعاية الجيدة والتسويق يمكن أن يبيعوا سلعا راكدة، أو أن الصدمة من شأنها تروج السلعة من دون الحاجة لحملات إعلانية. وإذا كانت العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة فإن البرامج الزاعقة والمثيرة للجدل تطرد الجيد من المشاهدة لتحل مكانه، وتحصل على نسبة مشاهدة وأرباح، تزيد بزيادة الشتائم والهجوم. وهى صيغة يمكن تطبيقها فى السياسة والإعلام، حيث يتم تسويق الكثير من السلع الراكدة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

على

عاش الجيش المصرى

عدد الردود 0

بواسطة:

ألشعب الاصيل

رامز مثال للمضمون الفارغ الذى يجب أ ن ننحاربه جميعا

بدون

عدد الردود 0

بواسطة:

مش على ولا انت مصرى

تعليق رقم 1 واضح انك بتعلق على حاجة تانية بس انت اسرائبلي ولا اخوانى هم اللى بيتفقوا مع بعض

عدد الردود 0

بواسطة:

المرصد (السورى أو العراقى أو ضع أسم بلدك) لحقوق الأنسان و مقره لندن

البرامج السيئه قد تشاهد لدقيقه و لكن ليست للنهايه - كتعليق رقم 1

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة