بالفيديو والصور.. قصة احتفالية اللنبى فى شم النسيم بالإسماعيلية.. حرق الدمية للتعبير عن كراهية الشعب لصاحبها.. باحث: أهالى الإسماعيلية فى المحطة الجديدة حرقوا "شارون ومبارك ومرسى" حتى 2013

الإثنين، 02 مايو 2016 11:41 ص
بالفيديو والصور.. قصة احتفالية اللنبى فى شم النسيم بالإسماعيلية.. حرق الدمية للتعبير عن كراهية الشعب لصاحبها.. باحث: أهالى الإسماعيلية فى المحطة الجديدة حرقوا "شارون ومبارك ومرسى" حتى 2013 الباحث نشأت نجيب
الإسماعيلية – جمال حراجى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منع الحرق لأسباب أمنية وخوفا من اندلاع الحرائق بعد دخول الغاز الطبيعى



بدأت احتفالات شم النسيم على مستوى جمهورية مصر العربية بمظاهره المعروفة فى الأكل، ولكن مدن القناة "الإسماعيلية وبورسعيد والسويس" لها احتفالية خاصة عن باقى محافظات الجمهورية، حيث تم تنظيم احتفالية شعبية كبيرة يتم خلالها حرق مجموعة من الدمى، والتى ترمز لأشخاص أو حكام أو أعداء الوطن ويتم حرقهم وسط حفاوة شعبية كبيرة وعلى أنغام السمسمية والأغانى الخاصة بهذه المناسبة واستمرت هذه الاحتفالية لسنوات طويلة كان آخرها عام 2013 أثناء فترة حكم الإخوان وقبل أيام من خلع مرسى.

حكاية اللنبى

الباحث نشأت نجيب باحث فى أطلس المؤثرات الشعبية بوزارة الثقافة وأحد أبناء الإسماعيلية المهتمين بتوثيق احتفاليات شم النسيم والذى قال لـ"اليوم السابع " إن احتفالية اللنبى ترجع إلى القائد الإنجليزى المشهور بذات الاسم اللورد اللنبى لكونه شخصية استعمارية ظالمة ومستبدة وتحولت هذه الحكاية إلى أن تكون دمية ترمز للظلم والقهر منذ عشرينيات هذا القرن تقريبا إلى الوقت الحاضر وأخذت لقب "دمية اللنبى"، كما أخذت تسميات لشخصيات ظالمة ومكروهة شعبيا وقامت الجماعة الشعبية ومجموعة من الشباب بتنفيذ دمية اللنبى على شكل الرئيس الإخوانى المخلوع محمد مرسى والدكتور هشام قنديل رئيس وزراء مرسى وقتها وكتبوا عليها بعض عبارات الاستهجان بشكل ساخر، وتم حرق الدمى بميدان "الشهداء – الممر – بالإسماعيلية" فى يوم ليلة شم النسيم 5/6/2013، وذلك بعد منع ممارسة هذه الاحتفالية بقرار أمنى منذ أكثر من خمسة عشر عاما.


الباحث نشأت نجيب  (6)


الإسماعيلية أثناء الاحتلال

وأشار نشأت نجيب إلى أن مدينة الإسماعيلية أثناء الاحتلال الإنجليزى كانت منقسمة إلى حى العرب وحى الإفرنج الذى كان يقطنه الإنجليز، وكان لا يسمح فى معظم الأحيان بدخول هذا الحى لأى فرد من أفراد الشعب المصرى الذين يقطنون حى العرب الذى يسمى الآن بحى ( المحطة الجديدة ) فهو من أقدم الأحياء بمدينة الإسماعيلية، وهناك حى ثالث عرايشية العبيد ( منشية الشهداء)، حيث يقطنه أبناء الصعيد الذين نزحوا إلى الإسماعيلية حيث تعد المدينة منطقة جذب للسكان منذ حفر قناة السويس وحتى الآن، وهناك حى رابع عرايشية مصر، بالإضافة إلى حى الشيخ زايد وحى السلام والتى تم إنشاؤهما بعد حرب أكتوبر 1973.


الباحث نشأت نجيب  (4)


خليط من الثقافات الشعبية


وتعتبر محافظة الإسماعيلية من أكثر محافظات مصر جذبا للهجرة الداخلية، لذا نجد عددا من القطاعات الاجتماعية أو المجتمعات التى ظلت حتى وقت قريب تحتفظ كل منها بنمط يختلف بشكل أو بآخر عن غيره .

لذا فإنه على الرغم من حدوث الاندماج والاختلاط بين هذه القطاعات بشكل ما، إلا إننا نستطيع أن نميز قطاع النوبيين وقطاع الصعايدة وقطاع مهاجرى الوجه البحرى ثم القطاع الحضرى"، وعندما أقيمت محطة السكك الحديدية فى الإسماعيلية 1868م حصرت المدينة على هذا الأساس بين هذه المحطة وترعة الإسماعيلية، وأصبحت المدينة أشبه بالمستطيل، عرف القسم الغربى منها بالحى العربى مشتملا بداخله على ما عرف بالمربعات وهى مربعات سكنية متساوية، وأحيانا مستطيلات متوازنة قائمة الزوايا، أما القسم الشرقى (الإفرنج) فقد تتميز بمبانيه الفاخرة من الفيلات والشوارع العريضة الظليلة التى أعطته طابع مدن الحدائق التى شاعت فى فرنسا فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر، وقد استند القسمان العربى والإفرنجى إلى بحيرة التمساح.


الباحث نشأت نجيب  (1)


و لذلك لا نجد اليوم فى الوقت الحاضر أى مظاهر لممارسة هذه الاحتفالية – حرق دمية اللنبى– بحى الإفرنج الذى كان يقطنه الإنجليز ولكن نرى ممارسة هذه الاحتفالية بشكل واضح وقوى بحى العرب ( المحطة الجديدة ) ثم عرايشية العبيد ( منشية الشهداء ) وعرايشية مصر وحى السلام.


الباحث نشأت نجيب  (2)


إعداد الدمية للحريق

يضيف نشأت نجيب: يتم الإعداد لحرق دمية اللنبى قبل ليلة شم النسيم بأسبوع، فيقوم أهالى مدينة الإسماعيلية من الشباب والأطفال والنساء بالمشاركة فى هذا الإعداد، وذلك من خلال تنفيذ دمية اللنبى وتجمع أكبر كمية من الأقفاص الخشبية والقش وإطارات كاوتشوك السيارات المستهلكة والاحتفاظ بها للحظة الذروة وهى لحظة حرق دمية اللنبى فجر يوم شم النسيم، ويتم تنفيذ هيكل دمية اللنبى على شكل إنسان وذلك بإحضار ملابس قديمة ( بنطلون – قميص ) ويتم حشوها بالقش أو نشارة الخشب ثم يتم حياكتها يدويا بالإبرة والفتلة.

تنفيذ دمية اللنبى

و تقوم كل مجموعة من الشباب على مستوى كل حى بتنفيذ هيكل دمية اللنبى على شكل الشخصية التى أحدثت لهم إحباطا وقهرا وظلما على مدار أحداث حياتهم اليومية، حيث تنتهز هذه الجماعة مناسبة ليلة شم النسيم حتى تمثل هذه الشخصية من خلال دمية اللنبى وتشكيلها بالدهانات وكتابة بعض الكلمات عليها، والتى تدل وتعبر عن سخطهم واستيائهم منها.

وبعد الانتهاء من تنفيذها يتم عرضها فى شوارع المدينة وتعليقها على شرفات وأسطح المنازل بحيث تكون فى حيز رؤية العين من جمهور النظارة، وذلك يعتبر بمثابة تعبئة المواطنين (الجمهور)، وإعلامهم بموعد اقتراب ليلة شم النسيم والتى يتم فيها زفة وحرق دمية اللنبى من كل عام.

زفة اللنبى

وتخرج زفة دمية اللنبى بعد آذان العصر وحتى غروب الشمس من ليلة شم النسيم، وتنطلق هذه الزفة من جميع أحياء مدينة الإسماعيلية وتتحرك فى شوارع وحوارى المدينة، وتقوم كل مجموعة سواء كانت من الأطفال أو الشباب بزفة دمية اللنبى محمولا على عربات (الكارو) وأحيانا محمولا على الاكتاف مرددين بعض المقاطع الغنائية القديمة أثناء هذه الزفة، ويردد فرد من الجماعة مقطعا من الأغنية وتردد وراءه الجماعة ويصاحب هذا الغناء استخدام بعض الآلات الموسيقية مثل الطبلة والرق والطار وآلة السمسمية.


الباحث نشأت نجيب  (3)


أغانى الاحتفالية


ومن هذه المقاطع الغنائية التى تردد فى الزفة، "يا اللنبى يا بن حلمبوحة مين قالك تتجوز توحة.. أبكى عليه وقولى.. وكان بيحب البورى..أبكى عليه وولولى.. دا بيحب الجمبرى"، وعند غروب الشمس تعود الزفة إلى مكان بدء الزفة، حيث يقام سامر يتضمن رقصا وغناء مع مصاحبة آلة السمسمية والطبلة والرق والطار الذى يستمر حتى فجر يوم شم النسيم وهى اللحظة التى يتم فيها حرق دمية اللنبى.

اللنبى فى الأربعينيات

ويتابع نجيب: أما عن شكل الزفة فى الأربعينيات والخمسينيات من هذا القرن فكانت شخصية دمية اللنبى الممثلة من قبل الجماعة الشعبية ترتدى الزى العسكرى لجندى الاحتلال الإنجليزى فى تلك الفترة، ويتم وضع الدمية وتثبيتها على "حمار" أثناء الزفة وتسير أمامه ووراءه مجاميع من الشباب والرجال والأطفال تتوسطهم دمية اللنبى الممثلة والممتطية "حمارا "، ويتم ترديد بعض الأغانى مع مصاحبة بعض الآلات الموسيقية مثل الرانجو والكاريا والشخاشيخ والمنجور، وبعض الدفوف والطبل وكانوا يقومون بهذه الزفة إلى مكان بدايتها بالحى عند غروب الشمس، حيث يضعون دمية اللنبى الممثلة على أحد المقاعد مواصلين الغناء على آلة السمسمية والآلات الأخرى السابق ذكرها حتى قدوم لحظة حرق الدمية عند مطلع فجر يوم شم النسيم

الإطار الاجتماعى

ويختتم الباحث نشأت نجيب أن هذه الاحتفالية تمثل عنصرا ثقافيا مميزا للتعبير عن الجماعة الثقافية كون الاحتفالية تؤدى وظيفة للمحتفلين وتخرج إلى الإطار الاجتماعى فى مقابل أى اضطهاد لهذه الجماعة وإلى أى مدى رفع الظلم عنها، حيث تحتاج إلى بعض الأشكال للتعبير على مدى القهر من الشخصية التى يتم حرقها، وأن رؤية الجماعة الشعبية تتغير بتغير الزمن والظروف من حيث الظلم الذى تتعرض له هذه الجماعة.


فيديو للباحث يحكى فيه عن احتفالية اللنبى وتاريخها فى الإسماعيلية





الباحث نشأت نجيب  (5)



موضوعات متعلقة


بمناسبة مرور 154 سنة على إنشائها.. بالفيديو.. رئيس جمعية تاريخ الإسماعيلية يطالب بالحفاظ على تراث المدينة










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة