اخبار بريطانيا
وجه عمدة لندن بوريس جونسون الخميس، انتقادات حادة لإعلان حكومة بريطانيا انفاق مبلغ 9.3 مليون إسترلينى من أموال دافعى الضرائب فى طباعة كتيبات تشرح سبب أهمية بقاء بريطانيا فى الاتحاد الأوروبى وإرسالها إلى 27 مليون منزل فى شتى أنحاء البلاد، واصفا القرار بـ"الجنون"، والحملة بـ"المنحازة جدا" بشأن مخاطر مغادرة الاتحاد الأوروبى.
وفى رده على قرار الحكومة، قال جونسون القيادى بحزب المحافظين وأحد الراغبين فى الخروج من التكتل الأوروبى- فى تصريحات للصحفيين الخميس، "إن كلا الحملتين تستطيعان شرح دوافعهما دون اللجوء إلى مثل هذا الأمر المكلف.. وأعتقد أنه قرار منحاز جدا وهستيرى وتحذير لا ضرورة له بشأن مخاطر مغادرة الاتحاد، وأعتقد أنه مضيعة للمال".
وأضاف "أنه من الجنون استخدام مال دافعى الضرائب على أشياء تهدف أساسا لتخويف الناس وتدفعهم فى اتجاه واحد، وأعتقد أن ما نريده هو النقاش السليم، وإذا كنت تنوى استخدام أموال دافعى الضرائب، يجب أن تسمح للناس فى الحملة الأخرى بنفس هذا الأمر".
ومن جانبه، قال زعيم حزب الاستقلال البريطانى نايجل فاراج "إن الكتيبات التى تنوى الحكومة نشرها لدعم البقاء فى الاتحاد الأوروبى "ممتلئة بالأكاذيب".. متسائلا "ما هو سبب إنفاق الحكومة 10 ملايين إسترلينى من أموالنا لتقول لنا ما الذى يجب أن نفكر فيه أو نقوم به؟، فالحكومة تؤكد وجهة نظرى أن هذا الاستفتاء سوف يتم تحديده من قبل معركة الشعب ضد الطبقة السياسية".
يذكر أن الحكومة البريطانية قد أعلنت أمس أن الكتيب المكون من 14 ورقة مخصص للرد على طلبات المواطنين فى الحصول على مزيد من التفاصيل بشأن الاستفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبى، المقرر يوم 23 يونيو القادم من خلال إعلان الحقائق بصرف النظر عن موقف الحكومة.
وسيتم توفير المبلغ اللازم وهو 9.3 مليون إسترلينى من أموال دافعى الضرائب، حيث تتكون من 6 ملايين إسترلينى لطباعة الكتيبات وتوزيعها، إضافة إلى أكثر من 3 ملايين إسترلينى للترويج للنسخة الإلكترونية على الإنترنت.
من جهته رفض رئيس الوزراء البريطانى، ديفيد كاميرون الخميس، تقديم أى اعتذار عن تخصيص 9.3 مليون استرلينى من أموال دافعى الضرائب لدعم حملة البقاء فى الاتحاد الأوروبى.
ومن المقرر أن تطبع الحكومة كتيبات تشرح أهمية البقاء فى الاتحاد الأوروبى وترسلها إلى 27 مليون أسرة فى شتى أنحاء البلاد اعتبارا من الأسبوع القادم.
وخلال كلمته أمام مجموعة من الطلاب من جامعة اكستير فى ديفون، قال رئيس الوزراء "الحكومة البريطانية، من خلال خبرتنا، وفهمنا، ومعرفتنا، نعتقد أنه يجب علينا البقاء فى هذه المنظمة".
وأضاف "لذلك لا أعتذر عن حقيقة أننا سنرسل هذا الكتيب إلى كل منزل، يوضح ما هو رأى الحكومة، ولماذا وصلنا إلى هذا الرأى- نحن لسنا على الحياد فى هذا".
وأكد ديفيد كاميرون أن هذه الأموال سيتم انفاقها بشكل جيد، مضيفا "لا أريد لأى شخص أن يذهب إلى صناديق الاقتراع ولا يعلم كيف تفكر الحكومة. لا أرى أن هذا الأمر قانونى فقط، بل أنه ضرورى وصائب أيضا".
وتسبب هذا القرار فى إثارة غضب حملات الخروج، التى وصفت القرار بأنه حيلة من ديفيد كاميرون لتشتيت الانتباه عن قضية تسريبات بنما، التى ورد اسم والده ايان كاميرون فيها. ودعت الناخبين لإعادة هذه الكتيبات إلى رئاسة الوزراء.
