أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

صناعة النجوم المزيفة

السبت، 30 أبريل 2016 07:15 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كيف تبنى الدعاية أساطير وتهدمها



وإذا كنا نتحدث عن تحولات أدوات الإعلام والتسويق، ومواقع التواصل فى فرض وجهات نظر، وكون المواطن العالمى يخضع طوال الوقت لمجموعات من الصور والفيديوهات والتقارير تشكل تصوراته ومواقفه.. وحتى الاستقطاب والتعصب الذى نراه وتبادل الاتهامات والشتائم فيما يتعلق بقضايانا السياسية، وغياب القدرة على الحوارهى نتاج لتغيرات فى أشكال وأنواع السلطة، وارتفاع درجات التأثيربشكل يتجاوز بمراحل ما كان متاحا خلال عقود سابقة ،بل يمكن لمن يستطيع امتلاك أدوات التأثير أن يفرض تصوراته ويمهد لحرب هنا أو سلام هناك فقط بتوظيف الصور.

لقد رأينا كيف تم غزو العراق بالصور، وإشعال الحرب فى سوريا باستخدام الصورة والفيديوهات، التى صنعت حالة تعاطف افتراضية أكثر منها حقيقية.

ويشير المعلق " بال شييف " كيف تم تلميع بعض فصائل المقاتلين فى أوروبا خلال حالة الحشد لإرسال مقاتلين، وكان هذا بمناسبة اكتشاف عودة شباب أوروبا من سوريا لبلادهم حيث مثلوا تهديدا إرهابيا. حيث كانت الصحف والفضائيات تنشر قصصا وبطولات لشباب الجهاد فى سوريا مع الجيش الحر، لكن نفس هؤلاء الشباب تحولوا بنفس صورهم إلى إرهابيين نحن صنعنا » بعد تفجيرات فرنسا وبروكسل ولسان حال المعلقين " نحن صنعنا أسطورتهم"

الأمر يخضع لنظريات التسويق لدرجة تشكيل مواقف خادعة وأحيانا تعاطف مزيف. على سبيل المثال فإن دونالد ترامب المرشح الجمهورى صناعة النجوم المزيفة المتطرف يحظى بتأييد ويصعد فى استطلاعات الرأى الأمريكية بينما ترى النخبة السياسية والاقتصادية الأمريكية أنه خطر على الديمقراطية الأمريكية. لدرجة أن العالمين إريك ماسكين وأمرتيا سين، الأستاذين بهارفارد والحاصلين على نوبل فى الاقتصاد، كتبا مقالا فى نيويورك تايمز اعتبرا فيه تقدم دونالد ترامب فى استطلاعات الرأى أمرا مزعجا.

ترامب فاز فى 23 ولاية فى الانتخابات التمهيدية، ويبدو الفائز فى ظل تفتت الأصوات الباقية بين منافسيه تيد كروز وجون كاسيك. ووصل الأمر إلى احتجاجات عنيفة خلال حشد انتخابى لدونالد ترامب بولاية كاليفورنيا، قبل يومين، وهى احتجاجات وصلت إلى إلقاء الحجارة على مؤيدى ترامب وتحطيم السيارات والاعتداء على الشرطة التى اضطرت لاعتقال عدد منهم.

ترى النخبة السياسية والاقتصادية الأمريكية أن ترامب لا يحظى بشعبية وأنه فقط قادر على توظيف أدوات التأثير فى الرأى العام على مواقع التواصل وفى القنوات الفضائية، بصفته مليارديرا يوظف المال والإعلام ،بل أن بعض المحللين يبدون خوفا من فوزه ويطالبون بتعديل النظام الانتخابى بما يمنع فوز المتطرفين. ويشكون من قدرة الإعلام على صناعة الصور والنجوم.

كل هذا يعيدنا إلى النقطة المهمة التى تتعلق بأسرار تشكيل الرأى العام تجاه القضايا، بل وتغيير وجهات النظر، طبقا لضرورات السياسة والاقتصاد فى العالم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة