إيمان رفعت المحجوب

تعودين حلب

السبت، 30 أبريل 2016 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ليس فى السماءِ الا الدخانْ... ولا فى الهواءِ الا الغبارْ.. بكاءٌ عويلٌ صراخٌ رهيبٌ.. لا ينقطع... ساعةً فى ليلٍ... أو برهةً من نهارْ.. وليس فى المدينةِ إلا الموتُ.. ولا فى الشوارعِ إلا الدمارْ.

لفيفٌ يمينٌ وآخر يسار.. وطفلٌ توارى وراء الجدار.. يراقبُ بقايا منزلٍ فى الخواء.. كان بالأمسِ قبلَ الدمار.. يعد طعاما لذيذاً شهيا.. لحفلٍ بهيجٍ.. وعيدٍ قريبْ.. وطفلٍ صغارْ.. مع الصائمين أقاموا صلاةً.. وشكروا كثيراً قبيلَ الفطارْ.. وُرُودٌ هنا وهنا طاولات.. وهنا حافلةٌ تُقِّلُ الزُوار.. وجمعٌ غفيرٌ هنا فى انتظار.
تهادوا جميعاً طقوس السماء.. هنيئا هنيئا طلوع النهار.

نهارٌ يروح وجيئ المساءْ.. نواقيسُ الكنيسِ تشقُ السماء.. وقسٌ يلوح حلب يا حلب.. لم يبق فى القلب إلا اللهب.. ولم يبق من الليل إلا الحطب.. ولم يبق من الوَردِ إلا الحَسَك.. وليس فى القبو إلا الماء.. وليس فى القِدْرِ إلا الحصى.. وليس فى البهو إلا الدماء.. وليس فى الدير إلا النار.

وليس فى الوِرد إلا الدعاء.. نصلى قريباً: "تعود الديار.. تيمم وجوهنا ثرى الشهباء".

*أستاذ بطب قصر العينى








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة