خسارات المثقف الثقيلة.. "الصدى" تغلق نوافذها الثقافية

الجمعة، 18 مارس 2016 07:06 م
خسارات المثقف الثقيلة.. "الصدى" تغلق نوافذها الثقافية حفل جوائز دبى الثقافية
تحليل يكتبه مدحت صفوت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مدحت صفوت - 2015-10 - اليوم السابع

فجأة ودون سابق إنذار، لملم العاملون بـ"دار الصدى للصحافة والنشر" الإماراتية أوراقهم، بعد أن تسلموا خطابًا يفيد بإغلاق المؤسسة وتوقف كافة إصداراتها الستة، أشهرها مجلة دبى الثقافية التى تصدر بصفة شهرية منذ عام 2004.

كقارئ عربى، عليك أن تتدرب على غياب دورية تجمع بين دفتيها نخبة من الكتاب العرب، من بينهم أدونيس، صلاح فضل، جابر عصفور، عبد المعطى حجازى، إبراهيم الكونى، فريدة النقاش، واسينى الأعرج، عبدالسلام المسدى، فيصل دراج، ظبية خميس، حاتم الصكر، ياسين عدنان، فابيولا بدوى، وغيرهم. وعليك أن تدرب نفسك على غياب كتاب إبداعى أو نقدى مهم، وبتكلفة لا تذكر، تضيفه إلى رفوف مكتبتك ويفتح آفاقًا جديدة فى مجالات الفكر والإبداع.

القرار كان مفاجئًا كالموت، ولم يتخيل أكثر المتشائمين أن تسكر "دبى" بعض أبوابها ونوافذها الثقافية بين عشية وضحاها، ففى مطلع فبراير الماضى كانت المجلة وكتاباها وقراءها مع موعد مع حفل توزيع جوائزها، والذى أعلن خلاله الشاعر سيف المرى، مدير مؤسسة الصدى، تخصيص جائزة بقيمة مائة ألف دولار لأفضل كتاب غربى مكتوب بإحدى اللغات الأجنبية بدءًا من دورة مسابقة مجلة دبى بالدورة المقبلة، موضحا أن الجائزة تسعى إلى التعرف على الغرب المستنير والتحاور بعيدا عن الساسة الذين وصفهم بـ"مللنا من ساسة الغرب، ونسعى للتحاور مع مثقفيهم ومبدعيهم"، على أن يترجم العمل إلى اللغة العربية.

فى رسالة بعثتها هيئة تحرير مجلة "دبى الثقافية"، إلى كتابها، أن توقيف العمل فى المؤسسة يأتى نظراً لقرار إعادة هيكلة قطاع الإعلام فى دبى!! عن أى هيكلة يمكن أن نتحدث؟ ألا توجد بدائل؟ لماذا لم يفكر المسئولون عن القرار فى إعادة تحرير المجلة؟ فى ترشيد الإنفاق؟ أو أى وسائل أخرى فى مدينة تتسلح بالمبانى شاهقة الارتفاع الحديثة، وتعد مركزًا تجاريًا عالميًا، وتصنف المدينة الأولى من حيث حجم التجارة المشتغلة، وتمثل المنافذ الثقافية السبيل الأول لتخفيف آثار الطابع الرأسمالى، أو بعبارة الشاعر الإنجليزى "ت. إس. إليوت"، "الثقافة هى ما يجعل الحياة تستحق أن تُحيا".

إن إغلاق مجلة دبى الثقافية، وتوقف إصدارات دار الصدى، خسارة جديدة تضاف إلى رصيد خسارات المثقف العربى، فى المرحلة الراهنة، وغياب منفذ فكرى وإبداعى فى ظل الظروف التى تمر بها المنطقة من انتشار


يذكر أن "دار الصدى" تصدر مجلة أسبوعية وأربعاً شهرية، ويترأس تحرير كل منها المدير العام للدار الشاعر سيف المرى، وقد انتظمت منذ أبريل 1999، مجلة "الصدى" الأسبوعية، وهى دورية منوّعة للأسرة العربية، وتشتمل على موضوعات ثقافية وفنية وعلمية، وفى عام 2003 بدأ صدور مجلة "جواهر" الشهرية، وهى للشعر والأدب والتراث الشعبى فى منطقة الخليج العربى، وتتابع مهرجانات الشعر النبطى.


وفى عام 2004، أطلقت الدار مجلة شهرزاد، وتتناول أخبار المجتمع والمشاهير وموضوعات أسرية ونسوية، وأصدرت فى العام نفسه مجلة "دبى الثقافية" برئاسة تحرير المرى ومدير التحرير الروائى المصرى ناصر عراق، ثم انتقل المنصب إلى القاص والصحفي نواف يونس، واستطاعت المجلة منذ إطلاقها أن تستقطب أعداداً واسعة من الكتاب والأدباء والمبدعين العرب، ساهموا فى الكتابة المنتظمة فيها، وحققت المجلة لنفسها مكانة بارزة بين المثقفين العرب، وخصوصاً من أهل الأدب والفنون، بالنظر إلى تنوع موضوعاتها العربية والعالمية الشاملة، وقد بدأت منذ العدد 41 بإصدار كتاب شهرى يوزع مجاناً مع المجلة، فضلا عن مجلتى "شباب 20" و"بنت الخليج".


موضوعات متعلقة..


- دار الصدى تدخل عالم النسيان..المثقف العربى يفقد التواصل مع 6 مطبوعات مهمة








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة