ياسين شعلان يكتب: وزارات السعادة المصرية

الإثنين، 14 مارس 2016 10:38 م
ياسين شعلان يكتب: وزارات السعادة المصرية شوارع - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فاجأتنا شقيقتنا الإمارات العربية المتحدة بوزارة السعادة التى تم إنشاؤها لتوفير الخير والرضا للمجتمع، وكم كان عظيماً من حاكم الإمارات أن يُفكر فى مثل هذه المهمة لهذه الوزارة لشعبه.

أما فى مصر بلدنا العظيمة للأسف الشديد فإن وزاراتها لا تضع رضا المواطن فى حسبانها نهائياً، ولا أحتاج إلى دليل على الكلام سوى أن ينظر المعترض فى الشارع المصرى، كم من شارع غير ممهد، وبعد أن يتم تمهيده يجب أن تأتى جهة تحفر فيه ثم تتركه محفوراً، ليقضى على جمال الشارع، وأدوات تعليق ( عفشة ) السيارات التى تسير عليه، ليستقطع المواطنين جزءً من دخلهم لتصليح ما أفسدته هذا الحفر فى سياراتهم، فضلاً عن تضييع الوقت والمال والمجهود، لكل من يسير فى هذا الشارع.

حاول أن تسأل أى مواطن عن اليوم الذى يذهب فيه لتجديد رخصة مرور سيارته أو يوم تسجيل أى معاملة فى الشهر العقارى أو يوم فى السجل المدنى أو أى مصلحة حكومية، سيكون الرد عليك أنه أسوأ يوم فى السنة، فعليه أن يستعد بمبلغ مالى محترم ( رشوة ) لتسيير وإنجاز ما يريده، أى أنه يضطر أن يدفع رشاوى لكى يأخذ حقه، فضلاً عن الإرهاق والإهانة التى يتعرض لها لمجرد انه يريد أن يستخرج ورقة، فى الغالب قد طُلبت منه لمصلحة أخرى !

إن السعادة للمواطن المصرى أيها السادة أصبحت فى أن يأخذ حقه فقط، بلا إهانة أو رشوة أو تعب.

إذا سألنا أنفسنا عن سبب تقدم الدول المتقدمة، وتأخر الدول المتأخرة، ستظهر الإجابة متجلية فى اللوائح والقوانين التى تتبعها الدولة نفسها، فلها أن تختار أن تتقدم أو تظل متأخرة.

ففى أى دولة متقدمة إذا وجدت الحكومة أن هناك شارع ( على سبيل المثال ) غير ممهد، فوراً عليها أن تصلحه وتمهده فى أسرع وقت، وتختار وقتاً لتمهيده لا يعيق حركة المواطنين، أما فى مصر، فلابد أن يبقى الشارع سنوات عديدة غير ممهد، وتحدث عليه مئات الحوادث والكوارث، ويشكوا المواطنين، وتتحدث برامج توك شو، فإذا شعر المسئول بأن هناك مَن سينظر له، ويهدد عرشه ومُلكه وكُرسيه، فقد يفكر وقتها فى حل المشكلة، عن طريق أن تُشكل لجنة لفحص مدى الضرر الذى وقع، ثم تُشكل لجنة أخرى، ويتم المراسلات بين الأحياء والمرافق والوزارات المعنية والقسم والحى والنيابة ومصلحة الكهرباء وشركة الغاز ومرفق المياه وشركة الصرف الصحى وربما رئاسة الوزراء كل ذلك من أجل تمهيد أو إصلاح أو سفلتة شارع، لو أراد أى مسئول أن يفعله أمام منزله، فإنه يقضى هذه المهمة بالتليفون فقط.

أيها السادة المسئولون، حاولوا إرضاء المواطن المصرى، ودعكم من افتراضات أن الشعب المصرى إذا تم إرضاؤه فإنه يُصاب بحالة من التمرد أو الثورة.

الشعب المصرى أبسط بكثير من ذلك، لا يبغى سوى أن يذهب لعمله بسلام، فيؤديه، ويعود لمنزله، يجلس مع أبناءه، ثم يجلس أمام المسلسل العربى أو ينزل ليجلس على المقهى ليعود لينام ليعيد يومه التالى بنفس الشكل.

أيها المسئولون ،، لما لا تغارون من الإمارات، وتنشئون ( مبدأ ) سعادة فى كل وزارة، وهو العمل على إرضاء المواطنين.

والموضوع لا يحتاج أموالاً، بل يحتاج توجيهات من المسئولين، وقتها سينعكس بالإيجاب على المواطن فيعمل هو الآخر بنفس الضمير والإرادة فى إسعاد بلده، بالعمل والإنتاج.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة