أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل السنهورى

ومازال عامل التحويلة السبب

الثلاثاء، 02 فبراير 2016 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبدو أن نزيف دماء المصريين بات قدرًا مكتوبًا لا مفر منه، ولن يحدث شىء مهما علت أصواتنا مطالبة بالتحرك السريع والإصلاح العاجل، ولن يتغير الواقع مادام أن رد فعل الحكومة عند وقوع كل كارثة للموت تحصد أرواح المصريين، لا يتغير ولا يحمل معه جديدا.

ما حدث فى كارثة العياط للمرة الثالثة بعد ثورة يناير 2011 وللمرة الخامسة طوال عشرين عاما منذ حادثة القطار الشهير عام 2002، هو تكرار لنفس السيناريو فى التعامل الحكومى مع الواقعة، فأول اتهام هو للمسكين عامل التحويلة الذى يتحمل المسؤولية كاملة عن الضحايا، أو بالمعنى الدارج «يشيل الشيلة» عن المسؤولين الحقيقيين. مدير أمن الجيزة - لا فض فوه- سارع على الفور وعقب الحادث بإطلاق تصريحات صحفية نارية بالقبض على عامل التحويلة لـ«مزلقان الموت»، الذى أدى إلى إزهاق أرواح 6 مواطنين، وإصابة 30 آخرين، حسب بيان وزارة الصحة.

أما الحكومة فقد دعت إلى اجتماع عاجل -كالعادة التاريخية المصرية - لبحث أسباب الحادث والمتسبب فيه، واتخاذ القرارات المناسبة، وبالطبع الخروج بتصريحات مطمئنة لتهدئة الرأى العام، حتى تهدأ الأمور وتعود «حكومة ريما إلى عادتها القديمة».

هل نتذكر أنه بعد حادثة قطار البدرشين الحربى فى يناير 2013 والذى اصطدم بقطار بضائع بمدينة البدرشين، وأدى هذا الحادث إلى وفاة 18 مجندا، وإصابة 120 آخرين، بادر الجميع بالتنصل من الحادث، واعتبار عامل المزلقان السبب، واجتمعت الحكومة وانفض اجتماعها باتخاذ خطط عاجلة لتطوير المزلقان، واستبشر المصريون الغلابة الذين يرتادون قطارات الصعيد وبحرى المتهالكة خيرا، وبنهاية عصر حوادث القطارات. ثم هذا كل شىء ولم يعد أحد يحاسب أو يساءل عن خطة تطوير المزلقانات، وأعلنت وزارة النقل أن هناك خطة لتطوير حوالى 1332 مزلقانا بدعم من دول عربية، وبالتعاون مع هيئات محلية.

الشىء المحزن الذى يستحق أن يحاسب عليه وزراء النقل السابقون والحاليون وباقى المسؤولين المعنيين، أنه رغم الأموال التى تم إنفاقها لم يتم تطوير سوى 118 مزلقانا فقط، منها 8 مزلقانات بالجيزة من 40 مزلقانا، ومع كل ذلك فالمتهم الوحيد فى المأساة دائما هو «عامل التحويلة».

أحيانا كثيرة لا أصدق الحكومة فى وعودها للتحرك فى مواجهة الكارثة.. فبعد «البدرشين» صدقت أن الحكومة ستنفذ وعودها فى تطوير المزلقانات، وإصلاح المرفق الحيوى، وأذاعت خطة التطوير والإصلاح، ولكن بعد مرور الأيام والشهور توقف الحديث عن التطوير فى انتظار الكارثة المقبلة على مزلقانات الموت، وهو ما حدث أمس الأول على مزلقان الموت فى العياط، حتى أصبحت هى «حافة الموت» للمواطنين الصعايدة المقبلين من القاهرة والمتجهين إلى مدن وقرى الصعيد من البسطاء الذين يذهبون دائما ضحية الإهمال والفساد و«التصريحات الوردية» للمسؤولين، ولا يقف خلف قضبان الاتهام إلا عامل التحويلة، لكن السادة المسؤولين عن تطوير المزلقانات وإصلاح مرفق السكة الحديد مازالوا جالسين فى مكاتبهم آمنين ومطمئنين، ومتمسكين بخطط التطوير الاستراتيجية، أما عن أرواح المصريين فلا أحد مسؤول عنها، ولا أحد يعاقب ويحاكم على إزهاقها.

بالتأكيد سنكرر السؤال التقليدى الذى أصابنا بالملل والضجر وهو «إلى متى تذهب أرواح المصريين هباء وتقدم أضحيات مجانية للموت»، سواء فى القطارات، أو على الطرق السريعة وغير السريعة، أو فى قاع النهر والبحر؟!

اللغز المحير فى حادثة قطار العياط أمس الأول أنها كوارث متكررة فى منطقة واحدة، واستقال بسببها وزيران، ومع ذلك فالموت يحصد الأرواح بلا توقف، ومازال المسؤول عن كل هذه الحوادث هو «عامل التحويلة»..!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

مصراوي

حركه القطار ومسؤليات الناس

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة