"أردوغان يسقط أمام الدولار".. رئيس تركيا يدعو مواطنيه لتحويل النقد الأجنبى لـ"ليرة" بعد استمرار تراجعها.. ويزعم: هناك من يحاول تركيعنا.. ضغوط على البنك المركزى لتخفيض الفائدة ومخاوف من قراراته الجنونية

الأحد، 04 ديسمبر 2016 09:32 م
"أردوغان يسقط أمام الدولار".. رئيس تركيا يدعو مواطنيه لتحويل النقد الأجنبى لـ"ليرة" بعد استمرار تراجعها.. ويزعم: هناك من يحاول تركيعنا.. ضغوط على البنك المركزى لتخفيض الفائدة ومخاوف من قراراته الجنونية الرئيس التركى رجب طيب أردوغان وليرة تركية ودولار
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يعيش الرئيس التركى رجب طيب أردوغان حياته كما لو كان زعيمًا ملهمًا، وبطلاً قوميًّا لا يخطئ ولا يواجه الإخفاق، ومدفوعًا بهذا الشعور الإمبراطورى المتنامى، يحكم سيطرته على تركيا شيئا فشيئا، منذ صعود حزبه للسلطة فى العام 2002، مستغلا كل التفاصيل ومتاجرا بكل الأشياء ورافعًا كل الشعارات، وصولاً إلى محاولة الانقلاب الفاشلة فى منتصف يوليو الماضى، التى اعتبرها "أردوغان" بوابته الذهبية لإحكام سيطرته على البلاد بشكل كامل، والتنكيل بمعارضيه ورافضى حكمه، دون أن يتبارد لذهنه أنه أمام دولة قد تتأثر بتغذية حالة العداء والاستهداف والاتجاه إلى الشمولية، وقد تهتز اقتصاديا.
 
مؤخّرًا وصلت تركيا إلى مرحلة الاهتزاز، فمع توابع سياسات أردوغان منذ منتصف يوليو، واستمرار المخاوف من الأوضاع الأمنية فى البلاد، وتأثير ذلك على السياحة، تعرضت الليرة (العملة المحلية) لضربة شديدة، دفعتها لخسارة أكثر من 20% من قيمتها فى الآونة الأخيرة، وكعادته لم يتأخر أردوغان فى الذهاب بالأمر أبعد مما يحتمل، وتحميل فاتورة فشله للآخرين، إذ اتهم خصومه السياسيين بمحاولة "تخريب الاقتصاد"، وذلك بالمضاربة فى البورصة وحول معدلات سعر صرف العملات الأجنبية وأسعار الفائدة. 
 

بلومبرج: محاولات أردوغان للضغط على الأتراك لم تُوقف تراجع العملة

وقالت وكالة "بلومبرج" الاقتصادية الأمريكية، إن محاولات "أردوغان" لحث الأتراك على تحويل مدخراتهم من العملات الأجنبية إلى الليرة أو الذهب، لم توقف تراجع العملة، حتى مع تعهده بالمضىّ قدمًا فى معركته ضد معدلات الفائدة المرتفعة والسعى لخفضها، بينما يخشى عدد من الخبراء من أن تدخل الرئيس التركى فى الشؤون الاقتصادية للبلاد قد تكون له آثار سلبية. 
 
وفى هذا السياق، قال الرئيس التركى، فى أثناء افتتاح مركز تجارى، أمس السبت: "هناك من يحاول تركيع الدولة عن طريق تخريب الاقتصاد، بعدما فشل فى السيطرة عليها بالدبابات والأسلحة وطائرات الـF-16 فى 15 يوليو، ونحتاج لحل مشكلة الفائدة، أعرف أنى وحدى، ولكننى سأظل أحارب، ونحن بحاجة للوقوف إلى جوار اقتصادنا، مثلما وقفنا بجوار مستقبلنا فى 15 يوليو". 
 

أردوغان مهددا: من يملكون عملات مخبأة تحت الوسائد عليهم تحويلها إلى ليرة

كان الرئيس التركى قد حث الأتراك على تحويل العملات الأجنبية التى يملكونها إلى الليرة التركية، لدعم العملة التركية المستمرة فى الانخفاض، وقال فى كلمة تليفزيونية من العاصمة أنقرة: "من يملكون عملات أجنبية مخبأة تحت الوسائد، عليهم تحويلها إلى ذهب، وإلى الليرة التركية، لكى تصبح الليرة أكثر قيمة، ويصبح الذهب أكثر قيمة".
 
تأتى تصريحات "أردوغان" فى الوقت الذى تشهد فيه الليرة تراجعا قياسيا أمام الدولار بشكل أسبوعى، وفى هذا الإطار قال موقع "روسيا اليوم" الإخبارى، إن الأسواق تبدو قلقة من التدخلات المتكررة لـ"أردوغان" فى الشؤون الاقتصادية، نظرا لدعوته المتكررة للبنك المركزى التركى إلى خفض فوائده، رغم ارتفاع نسبة التضخم (أكثر من 7 بالمائة). 
وبعد تصريحات رجب طيب أردوغان، وبدلا من تحسن سعر صرف الليرة، تدهورت أكثر، لتصل حتى 3,57 ليرات لكل دولار، ورغم أن بورصة إسطنبول أعلنت، مساء الجمعة، أنها "قررت تحويل كل العملات الصعبة إلى ليرة تركية، دعمًا لنداء أردوغان، وأن الليرة استعادت بعض عافيتها ليبلغ سعرها 3,51 ليرات لكل دولار، إلا أنها عاودت التراجع مرة أخرى، بسبب الاضطرابات السياسية التى تشهدها البلاد".
 
 

البنك المركزى يخفض سعر الفائدة.. و"أردوغان" يضغط من أجل المزيد

واجتمع كبار المسؤولين الاقتصاديين، أمس، فى إطار مجلس التنسيق الاقتصادى، وذلك للمرة الثالثة خلال أسبوعين، وقرر البنك المركزى التركى فى يونيو الماضى خفض سعر فائدته الرئيسية بمعدل 50 نقطة أساسية، بهدف تحفيز النمو الاقتصادى، على وقع تراجع التضخم، وهى المرة الثالثة التى يخفض البنك معدل فائدته منذ تولى حاكم البنك الجديد "مراد جينتكايا" منصبه فى شهر أبريل الفائت.
 
وأعلن البنك المركزى التركى خفض معدل فائدة الإقراض لليلة واحدة من 9,5% إلى 9%، بينما أبقى معدل فائدته لإعادة الشراء لأسبوع واحد عند نسبة 7,5%، كما بقى معدل الاقتراض لليلة واحدة عند نسبة 7,25%، بحسب بيان البنك على موقعه، بينما يضغط "أردوغان" على البنك لخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر، لتحفيز الاقتصاد، وهو ما يلقى ظلالاً من الشك حول فكرة استقلال البنك.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة