بالصور... 25 ألف فدان تروى بمياه ملوثة بنفايات وحيوانات نافقة بقنا

يعيش المزرعون بمحافظة قنا، وبالتحديد فى مركز الوقف، معاناة بسبب تلوث مياه الرى الموجودة فى ترعة "الرنان"، والتى يبلغ طولها حوالى أكثر من 30 كيلو مترا، وتقوم بتغذية مركز الوقف وقرية السماينة والمراشدة والشيخ على بمياة لرى الأراضى الزراعية، والبالغ عددها حوالى 25 ألف فدان، وهى مساحة الرقعة الزراعية الموجودة بالكامل فى تلك المنطقة، لكن تحولت مياه الرى إلى مصدر للتلوث وجلب الأمراض، خاصة أن النفايات والحيوانات النافقة أخفت معالم المياه وغطتها بالكامل بسبب كثرتها.

مزارعو المنطقة يستخدمون مياه تلك الترعة فى زراعة أراضيهم، وتعتمد تلك المنطقة على العديد من المحاصيل الزراعية التى تنتجها، فى المحصول الأساسى فى تلك المنطقة، هو زراعة قصب السكر، ويوجد أيضاً زراعات أخرى مثل زراعة "البرسيم، والذرة والقمح والخضروات والفاكهة"، حيث تعتبر ترعة الرنان هى المغذى الوحيد لكافة الأراضى الزراعية الموجودة هناك فى تلك المنطقة.

شكاوى الأهالى من تلوع ترعة الرنان شريان الحياة الزراعية فى مركز الوقف، والذى يعتمد على زراعة القصب، تعددت كثيراً ووصل الأمر إلى نزول الأهالى إلى تلك البرك المتجمع لاستخراج ما بها من نفايات وإزالة التلوث الموجود فى المياه، وسط تجاهل من قبل مدريرية الرى بمحافظة قنا لإنقاذ زراعتهم ومحاصيلهم التى تلوث الترعة.

"اليوم السابع"، انتلقت إلى موقع تلك الترعة، للوقوف على شكاوى المزارعين والأهالى، ورصد أثار التلوث الموجودة عن المخرات والمصدات الموجوده بطول قنا نجع حمادى، وتبين أن الترعة تعد مصدرًا لتجمع النفايات والحيوانات النافقة، حتى وصلت الأمر لتغطية تلك القاذورات لللمياه بالكامل.

محمود نبق أحد المزارعين قال، أن المشكلة قائمة منذ عدة سنوات، وكانت وزارة الرى تطهر تلك الترعة بصورة مستمرة وتنقيتها من الشوائب والنفايات والحيوانات النافقة، لكن توقفت منذ عام، مما أدى إلى تراكم أطنان النفايات بها، لافتًا إلى أن بعض المنازل تعيش بالقريب منها، وتقوم بعمل خط صرف صحى على الترعة مباشرة، ولايوجد من يقوم بالتفتيش على تلك المنازل أو معاقبتهم على ذلك الجرم، خاصة أن أغلب المزارعين يستخدمون تلك المياه فى رى الأراضى الزراعية الموجودة فى القرية، موضحًا أن مركز الوقف يعتمد بصورة كبيرة على زراعة محصول القصب.

أما محمود سيد على قال: " أنا ليا شهرين رايح جى على الرى، لكن والله محدش بيسأل أزاى ترعة مهمة يتم الرى بها الأراضى الزراعية، والتى تروى حوالى 25 ألف فدان، لكن محدش معبرنا، وفى النهاية أغلب المزارعين فى الصعيد مصابين بالعديد من الأمراض، لأن المياه ملوثة، وأغلبنا عايش وعنده مرض البلهارسيا، لكن هنعمل أيه الصعيد دائماً ينظر إليه نظرة أخيرة، وفى النهاية بنجد مصر فى أعلى المراتب فى الأصابة بالأمراض مثل الفشل الكلوى والكبد، وده بأتى بسبب الزراعة والأشياء إلى بنأكلها، وبنطعم البهايم منها".

من جانبة علق المهندس سامى ذكى مدير الرى بقنا، أن عملية تطهير الترع تتم بصفة دوورية، لكن هناك سلوكيات يجب أن تتغير لدى المواطنين، خاصة أن الترع ليس مكان لإلقاء النفايات، والحيوانات النافقة، لافتًا إلى أن أغلب القاطنين أمام الترع  يقمون بإلقاء كل شىء فى الترعة.

وأضاف مدير الرى بقنا، أن عملية إزالة الشوائب لـ"ترعة "الرنان" بمركز الوقف تتم وفق الاحتياجات، وهى أعاقة سير المياه إلى الأراضى الزراعية فقط، وأن هناك عملية تطهير سيتم العمل فيها خلال الفترة القادمة لتنقية الترعة من كافة الشوائب والنفايات الموجودة فيها.

وأكد أن مديرية الرى بقنا، تحتاج إلى بعض المعدات لتغطية كافة أعمال التطهير للترع الموجوده فى المحافظة، مشيرًا إلى أن عملية التطهير تحتاج إلى عدة أشهر، بسبب طول المساحات الزراعية الموجودة فى المحافظة.

الترعة ممتلئة بالنفايات والحيوانات النافقة

محرر اليوم السابع يقف أمام الترعة

أحد المزارعين يروى لـ"اليوم السابع" مأساة المياه

النفايات الموجوده فى ترعة الرنان بمركز الوقف

أثار النفايات الموجودة بمركز الوقف

الترعة ممتلىئة بالنفايات والحيوانات النافقة

محرر اليوم السابع أمام الترعة

أحد المزارعين يروى مأساة المياه