مدير الهيئة الألمانية للتبادل العلمى لـ"اليوم السابع": الفكر القائم على التعليم الجامعى فقط خاطئ.. هناك فجوة بين سوق العمل ومهارات الخريجين لغياب التدريب.. ويؤكد: لابد من منح التعليم الفنى مكانته

الأربعاء، 30 نوفمبر 2016 11:57 ص
مدير الهيئة الألمانية للتبادل العلمى لـ"اليوم السابع": الفكر القائم على التعليم الجامعى فقط خاطئ.. هناك فجوة بين سوق العمل ومهارات الخريجين لغياب التدريب.. ويؤكد: لابد من منح التعليم الفنى مكانته برومان لوكشيتر مدير الهيئة الألمانية للتبادل العلمى فى القاهرة
حاورته: إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ـ رومان لوكشيتر: على الشركات تحمل المسئولية مع الجامعات فى تأهيل الشباب

ـ تطوير المدرسين يشكل تحديا رئيسيا فى منظومة التعليم.. والبيروقراطية عائق كبير أمام عملنا فى مصر

ـ لوكشيتر: المصريون يزيدون 2 مليون نسمة سنويا.. وهذا تحدى كبير

ـ مصر البلد الأكثر تعاونا مع ألمانيا فى أفريقيا والشرق الأوسط.. ونقدم منح دراسية بالتعاون مع الجامعات المصرية

 

خلال زيارة لمدينة الأقصر، ضمن الأسبوع الألمانى فى الصعيد الذى أقامته السفارة الألمانية، التقيت برومان لوكشيتر مدير الهيئة الألمانية للتبادل العلمى فى القاهرة، الذى تحدث فى مقابلة خاصة لليوم السابع حول وضع التعليم فى مصر وكيفية تطوير الفكر المصرى، كما تحدث عن الشباب المصرى والفرص المتاحة له نحو مستقبل واعد.

 

وتمثل الهيئة الألمانية للتبادل العلمى "DAAD"، واحدة من الهيئات الأجنبية العاملة فى مصر وأحد أهم المؤسسات الألمانية التى تعمل مع الجامعات المصرية على صعيد عدة مشاريع تعاونية مدعومة من الجامعات الألمانية فى العديد من التخصصات التى تشمل الطب والهندسة والتكنولوجيا، فضلا عن دراسة اللغة الألمانية. وتقدم الهيئة الكثير من المنح الدراسية والبحثية بما فى ذلك الماجستير والدكتوراة والتى تأتى فى إطار الشراكة من أجل التحول الديمقراطى بين ألمانيا ودول الربيع العربى.

 

اعتبر لوكشيتر، فى حديثه لليوم السابع، الفكر المنحصر فى التعليم الجامعى والشهادات الأكاديمية طريقة خاطئة لا يمكن أن تدفع المجتمع نحو التطور وقال إن التعليم الفنى هو أحد أدوات المجتمعات المتطورة والذى يجب منحه مزيد من المكانة والاحترام. وتحدث عن الفجوة بين سوق العمل ومهارات خريجى الجامعات وهو أحد أسباب قلة فرص العمل.

 

3 مستويات من الدعم

أوضح لوكشيتر إن الهيئة الألمانية للتبادل العلمى تقدم لمصر 3 مستويات من الدعم. المستوى الأول ويتعلق بالتبادل الأكاديمى وتقديم منح دراسية للأفراد، حيث تتعاون الهيئة الألمانية مع وزارة التعليم العالى فى مصر لتمويل مشترك لنظام المنح الدراسية، ويشمل المنح طويلة الأجل أو القصيرة لدراسة الدكتوراه والماجستير أو الدراسة لمدة 3 شهور.

 

ويتعلق المستوى الثانى بتمويل الهيئة لمشروعات تعاون بين الجامعات والمعاهد الألمانية والمصرية، حيث هناك تقليد طويل للتعاون الهائل فى العديد من المجالات مثل الطب والتعمير والهندسة والثقافة وغيرها لذا فإن التمويل مفتوح لمختلف المجالات ويتم اختيار الأفضل لتمويله، بحسب لوكشيتر.

 

المستوى الثالث هو بناء القدرات، فيوضح رئيس الهيئة الألمانية أن هناك شراكة مع أكاديمية القاهرة، لتدريب الأكاديميين والباحثين الصغار على كيفية كتابة أطروحات برسائل علمية أو كيفية تنفيذ مشروعات الإدارة لما تمثله هذه النقطة من أهمية للجامعات المصرية حتى تكون جزء من  المجتمع العلمى العالمى وحتى تحصل على الشراكة الألمانية.

 

مشكلات التعليم الجامعى فى مصر

وفيما يتعلق بمشكلات التعليم فى مصر، أكد دكتور لوكشيتر على ضرورة أن يحصل الجيل الأصغر على منهج وبرنامج دراسى يؤهله لسوق العمل من خلال المرور ببرنامج تدريبى وتعليم قائم على إكساب المهارات لتحفيز الطلاب على التطلع للمستقبل والإعداد له.

 

وقال "أعتقد أن هذه هى المكونات التى تتعلق بمشروعاتنا حيث هناك حاجة لدمج هذا التوجه العملى وإذا رجعنا إلى بعض البرامج الدراسية الثنائية بين الجامعات الألمانية والمصرية سنجد أن هذه العناصر جزء أساسى من شراكتنا." مضيفا أن الجامعة الألمانية فى القاهرة تعمل على تحقيق هذه العوامل الهامة.

 

وأضاف إن من خلال ملاحظته فإنه يرى أن الجيل القادم حريص وعلى استعداد للقيام بأى شئ نحو المستقبل، محذرا أنه ما لم يحصل الشباب على الدافع الصحيح والعمل المناسب فسيكونون محبطون ولتجنب هذا الإحباط للجيل المقبل يجب على الجامعات أن تعدهم جيدا للمنافسة وأن تقدم لهم المعرفة الصحيحة وبطريقة تشاركية من خلال التواصل مع الطلاب الصغار.

 

الفجوة بين سوق العمل ومهارات الشباب

وقال دكتور رومان لوكشيتر إن سوق العمل يمثل قضية كبيرة للجامعات، خاصة فى ظل وجود نحو 300 ألف طالب مع مئات الطلاب فى دفعة واحدة.

 

وأوضح أن المهمة تقع على كل المجتمع، وليست مسئولية الجامعات فقط، فينبغى على الشركات أن تقدم التدريب للطلاب ويتشارك فى هذا القطاع الخاص والعام الذين ينبغى عليهم جميعا أن يمنحوا الطلاب فرصة التعلم والتدريب. مضيفا "لاحظت أن المزيد من الطلاب والشباب يريدون أن يصبحوا رجال أعمال وهذا توجه مثير لذا ينبغى تشجيع هذه الروح وتحفيز الطلاب".

 

التعليم الأساسى بين المعرفة والمعلومات

وبشأن ما يتعلق بمشكلات التعليم الأساسى فى مصر والذى يعتمد على حشو المعلومات بدلا من المعرفة الحقيقة، يرى مدير DAAD  ضرورة إيجاد السبيل الصحيح للتدريس، وهو الدور الذى يقع على الجامعات بأن تعلم ما يجب تعليمه، لإيجاد فن التعليم المناسب وإيجاد الطرق المناسبة فى التدريس وهى مهمة الكليات التربوية وكل أعضاء هيئة التدريس.

 

وأضاف أنه لا يزال هناك تحدى رئيسى يتعلق بتدريب المدرسين بأن يكونوا ذو عقليات أكثر انفتاحا وأن يكونوا معلمين نشطين فى إيجاد الحافز، لتقديم أشكالا جديدة من التعليم. وقال "أعلم كل هذه المشكلات التى يوجد مثلها فى الجامعات الألمانية حيث أصبح موضوع كيف يدريس وليس ماذا تدرس، الموضوع الأكثر أهمية فى السنوات العشرين الماضية."

 

وأضاف أن التحدى الرئيسى الذى يجب العمل عليه الآن هو تدريب المعلمين لأن يصبحوا أكثر انفتاحا ونشاطا. علينا إصلاح الكثير من الأمور. والمعرفة التى نحتاجها لحل مشاكلنا وهو الحال أيضا بالنسبة للجامعات الألمانية.

 

الزيادة السكانية وتحقيق التنمية

وردا على سؤال عما إذا كانت الزيادة السكانية فى مصر تمثل عائقا امام تحقيق التنمية، قال مدير الهيئة الألمانية "فى كل مرة أذهب فيها إلى المطار أشاهد فى الطريق تعداد السكان المعلق لدى مكتب الإحصاء فالمصريون يزيدون سنويا حوالى 2 مليون نسمة وهذا حقا يشكل تحديا".

 

عقلية المظهر الاجتماعى

وأضاف أن فيما يتعلق بقطاع التعليم فإنه يحتاج أن يكون أكثر تنوعا بقدر الإمكان لأنه عقلية المظهر الاجتماعى والذهاب إلى الجامعة كسبيل وحيد هو توجه خاطئ.

 

فهناك حاجة جادة إلى تنويع أشكال التعليم وهذه هى تجربة ألمانيا ، فإذا تم تنويع مستويات وأنواع التعليم فإنه يمكن إيجاد الأشخاص المناسبين للوظائف المناسبة ، كما سيكون لديك المهارات المناسبة للأعمال المناسبة . فليس فقط التعليم الأكاديمى الذى يجب أن يكون الهدف وحده ، كما يجب رفع مكانة الأعمال البسيطة والحرفية وهو ما يجب تطويره.

 

وتابع لوكشيتر إنه يجب العمل على ما هو أقل أكاديميا ولكن أكثر مهاريا وذلك من أجل المجتمع فى النهاية. وأضاف "أعرف أن الكثيرين يريدون أن يصبحوا مدراء لكن هناك كثير من المدراء بلا عمل، لذا فإن وجود عمال أكثر مهارة وأقل من الجانب الأكاديمى أفضل للمجتمع". مشيرا إلى أن هذا المفهوم تطور على مدار مئات السنوات فالأعمال الحرفية لها مكانتها الخاصة ومدارسها الخاصة.

 

المصريون يستثمرون فى تعليم أبنائهم

وأشار لوكشيتر إلى دعم الهيئة الألمانية للتبادل العلمى وتمويلها الكثير من الأنشطة التى يجرى تدريسها بالألمانى فى مصر وهى واحدة من أهداف الهيئة. وأوضح أن هناك 450 محاضر حول العالم 7 منهم يعملون فى مصر لتدريس الألمانية من خلال الجامعات.

 

وأوضح أنه يتم تقديم منح دراسية قصيرة المدى لأولئك الذين لديهم معرفة باللغة الألمانية، كما يقدم عدد من المحاضرين لديهم ورش عمل لتدريب المعيدين فى أقسام اللغة الألمانية داخل الجامعات، فضلا عن تقديم فصول لغة ألمانية للمرشحين لمنح الدكتوراه.

 

وأضاف "هدفنا النهائى هو دعم مدرسى اللغة الألمانية المستقبليين وغيرهم ممن يدرسون الألمانية كلغة ثانية"، مشيرا أن الهيئة الألمانية للتبادل العلمى تقدم العديد من البرامج الدراسية مع دورات اللغة المتكاملة، حيث يتم إعداد الحاصلين على منح الدراسة فى ألمانيا، خلال سبعة أشهر ليكونوا قادرين على الاندماج مع المجتمع الألمانى.

 

وأشار إلى أن هناك طلب متزايد على تعلم اللغة الألمانية فى مصر. ويوجد بالفعل 7 مدارس ألمانية فضلا عن المدارس العامة والخاصة التى تدرس الألمانية حيث تمثل مصر واحدة من أهم البلدان وسوق واسع لتعليم الألمانية، مضيفا "أنا معجب حقا بحقيقة أن الكثير من المصريين يستثمرون الكثير من المال فى مستقبل أطفالهم من خلال التعليم".

 

وأوضح أن الهيئة الألمانية للتبادل العلمى DAAD تعمل فى مصر منذ 15 عاما، وبالفعل لديها شبكة ضخمة من الأصدقاء والشركاء والخريجين والكثير من الثقة. مؤكد على الحاجة إلى مواصلة هذه الثقة لاستكمال عمل الهيئة فى خلق الشركات وتقديم برامج التمويل.

 

البيروقراطية صعوبات فى الطريق

أشار لوكشيتر إلى أن الصعوية الرئيسية التى طالما واجهتها الهيئة الألمانية للتبادل العلمى تمثلت فى البيروقراطية المتزايدة. واستدرك إن الإدارة المصرية الحالية تسعى للعمل بكفاءة مع شراكائها.

 

ولفت إلى أن الهيئة لا تخصص ميزانية محددة لكل دولة تعمل إذ يكون الأمر متروك للباحثين والعلماء فى الدول المختلفة للإلتحاق بالجامعات الألمانية والتعاون مع الهيئة فى تمويل البرامج المختلفة. مضيفا أن فى النهاية الأمر بمثابة مسابقة عالمية للحصول على التمويل، ومع ذلك فإن إحصاءات الهيئة تظهر أن مصر دولة قوية وربما تكون البلد الأكثر تعاونا مع ألمانيا فى أفريقيا والشرق الأوسط على هذا الصعيد.

 

صورة 1
المسئول الألمانى ومحررة اليوم السابع إنجى مجدى
 
 
صورة 2
جانب من الحوار

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة