ترامب "الملياردير" vs "الرئيس".. إمبراطوريته الاقتصادية العابرة للقارات ترسم ملامح سياسته الخارجية.. ومحللون: دول أجنبية ستستغل مشاريعه بأراضيها للتأثير على قراراته.. وشركاته قد تصبح هدفًا للإرهاب

الأربعاء، 23 نوفمبر 2016 05:54 م
ترامب "الملياردير" vs "الرئيس".. إمبراطوريته الاقتصادية العابرة للقارات ترسم ملامح سياسته الخارجية.. ومحللون: دول أجنبية ستستغل مشاريعه بأراضيها للتأثير على قراراته.. وشركاته قد تصبح هدفًا للإرهاب دونالد ترامب - الرئيس الأمريكى المنتخب
كتبت ريم عبد الحميد ـ رباب فتحى - وكالات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"فترة رئاستى لن يسودها تضارب فى المصالح"، بهذه الكلمات علق الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب على المخاوف التى ترددت عن احتمالات تأثير استثماراته وشركاته العابرة للقارات على السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية عند دخوله البيت الأبيض 20 يناير المقبل، مشيرًا فى حوار مع صحيفة "نيويورك تايمز" اليوم الأربعاء، إلى أن الفصل بين النشاطين ـ الرئاسة والبيزنس ـ ممكن، وأن احتمال ترك مهامه التجارية لثلاثة من أولاده "أمر وارد".

 

ومع استمرار الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب فى تشكيل فريقه الرئاسى الذى سيعكس إلى حد كبير الإطار العام لسياسته سواء داخل البلاد أو خارجها، كثرت تساؤلات المراقبين عن مدى تأثير إمبراطورية "ترامب" للأعمال على هذه السياسة خاصة الخارجية، فالرئيس المقبل يملك ما يقرب من 111 شركة فى 18 دولة وتربطه علاقات وطيدة مع زعماء وقادة فى حكومات تلك الدول.

 
 
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن مؤسسة ترامب عقدت الكثير من الشراكات (16 اتفاق شراكة) مع رجال أعمال هنود ومنهم سياسيون أكثر من أى دولة أجنبية أخرى، مما يزيد التكهنات باحتمالية وجود "تضارب فى المصالح"، إذ أن المصالح التجارية والعلاقات المالية مع أعضاء فى الحزب الحاكم، ستمثل "خلفية مهمة" لسياسة إدارة ترامب تجاه الهند، وجارتها التى وصفتها بـ"المعادية" باكستان. 
 
 
كما ألقت الصحيفة الأمريكية الضوء على استثمارات ترامب فى تركيا، مشيرة إلى أنه برغم من أنها دولة تشكل أزمة كبرى فى ظل القمع الحكومى الذى يمارسه النظام فى أعقاب محاولة الانقلاب العسكرى، وبرغم أنها دولة فى صدام دائم مع الغرب بسبب انتهاكها حقوق الإنسان، إلا أنها تظل مكاناً ذا قيمة كبرى لإمبراطورية الرئيس الأمريكى المنتخب التجارية، حيث يوجد بها "ترامب تاورز إسطنبول".
 
وأضافت واشنطن بوست فى تقريرها: "حصلت شركة ترامب على حوالى 10 ملايين دولار من مطورى البرج منذ عام 2014 لوضع اسم ترامب على المبنى الذى يمتلكه واحد من أكبر التكتلات فى مجال النفط والإعلام فى تركيا، والذى أصبح صوتا مؤثرا للنظام التركى الذى يزداد قمعا".
 
من جانبها، قالت وكالة "رويترز" إن لأى خطوات قد يتخذها دونالد ترامب لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة أو استخدام أسلوب الإيهام بالغرق لاستجواب المشبوهين، انعكاسات على بعض وحدات امبراطورية أعماله الضخمة فى الخارج من ملعب الجولف فى اسكتلندا إلى المنتجعات الفاخرة فى إندونيسيا.
 
 
وتوضح جولة بين البيانات الصحفية المنشورة على موقع مؤسسة ترامب أن 15 من بين المشاريع الـ25 الجديدة التى استحوذ عليها أو شارك فيها خلال السنوات الخمسة الأخيرة كانت فى الخارج.
 
 
ومن هذه المشروعات ملاعب الجولف التى اشتراها فى آيرلندا واسكتلندا واتفاقات للترخيص باستخدام اسمه أبرمها مع شركات للتطوير العقارى والتصنيع فى دبى وإندونيسيا والهند وأذربيجان والبرازيل والمكسيك وبنما.
 
 
وتسلط هذه الصفقات الضوء على تضارب المصالح المحتمل الذى سيواجهه ترامب بعد أداء اليمين رئيسا للولايات المتحدة فى 20 يناير وسهولة تعرضه لانتقادات لتأثره بالمؤثرات الخارجية.
 
 
ومن المحتمل أن تسعى حكومات أجنبية لاستغلال مصالح ترامب فى مجال الأعمال للتأثير فى قراراته أو لمعاقبته على ما تعترض عليه منها.
 
 
وامتنع فريق الفترة الانتقالية الذى يعمل مع ترامب عن الإدلاء بتعليقات لهذا التقرير.
 
 
وأظهر إقرار قدم إلى المكتب الأمريكى للأخلاقيات الحكومية أن ترامب حقق خلال 16 شهرا حتى مايو دخلا يبلغ 23 مليون دولار من خلال الترخيص لشركات للتطوير العقارى فى أسواق ناشئة باستخدام اسمه.
 
 
وقال ترامب لرويترز فى مقابلة فى يونيو "اتفاقات الترخيص هى الأفضل لأنها لا تنطوى على أى مخاطرة.. عندى 121 اتفاقا الآن.. فى كل أنحاء العالم وفى الصين وإندونيسيا"، وسبق أن قال ترامب إنه سيسلم إدارة شركته لأولاده.
 
 

انعكاسات سلبية

 
وقال محللون إنه من المحتمل أن يواجه ترامب انعكاسات سلبية على مصالحه فى أسواق الشرق الأوسط وآسيا، وقال البروفسور كوين باولز خبير التسويق بجامعة أوزيجين فى إسطنبول: "إذا تم استحداث سجل المسلمين فسيواجه مشاكل خطيرة فى العثور على شركاء مسلمين محليين".
 
 
وأضاف أنه إذا فرض ترامب قيودا كبيرة على تأشيرات الدخول للزوار المسلمين فسيكون لذلك رد فعل سلبى.
 
 
وفى ديسمبر عام 2015 خسر ترامب أعمالا فى الشرق الأوسط بسبب تصريحاته المعادية للمسلمين عندما أوقفت سلسلة متاجر كبرى مبيعات منتجات تحمل اسمه من وحدات الإضاءة والمرايا وصناديق المجوهرات فى المنطقة.
 
 
ومنذ فترة طويلة اعتبر ترامب الشرق الأوسط سوقا رئيسيا للنمو وتعمل شركته مع شركة داماك العقارية فى دبى لإقامة ناديين للجولف أحدهما من تصميم اللاعب العالمى تايجر وودز بالإضافة إلى مجمع سكنى مغلق على جزيرة.
 
 
وقالت ابنته إيفانكا العام الماضى إن المؤسسة تجرى مباحثات لإبرام صفقات فى قطر والسعودية، كما وقع اتفاقات فى إندونيسيا لوضع اسمه على منتجع فاخر للجولف يعاد تطويره فى جاوة وفندق فاخر على منحدر صخرى ومجمع سكنى فى بالى.
 
 

الجانب الإيجابى

 
وقال محللون إنهم يرون أن انتخاب ترامب قد يفيد أعماله أكثر مما يضرها وأن الناس سترغب بكل بساطة فى الارتباط باسم الرئيس الأمريكى، وقال البروفسور شيرانجيب سن بجامعة عظيم بريمجى فى بنجالور بالهند "سيكون لانتخابه دفعة لأنه ازداد شهرة عن ذى قبل".
 
 
ومن الأمثلة التى يمكن أن يختبر فيها هذا الرأى الصين التى قالت مؤسسة ترامب عام 2013 فى بيان صحفى إن لها "الأولوية القصوى بين الأسواق الناشئة ذات الإمكانيات العالية."
 
 
وخلال الحملة الانتخابية هدد ترامب باتهام الصين بالتلاعب فى العملات وبفرض رسوم استيراد على الواردات من الصين.
 
 
وقال سويشنج جاو الخبير فى شئون الصين بجامعة دنفر إنه إذا فرض ترامب رسوم استيراد وتحدى مصالح الصين فى بحر الصين الجنوبى فمن الممكن أن تطلب بكين من الشركات الصينية التخلى عن أى صفقات أو محادثات مع مؤسسة ترامب.
 
 
وقال البروفسور بيتر نيومان من المركز الدولى لدراسة التشدد الدينى والعنف السياسى كينجز كوليدج بلندن إن المشروعات العقارية التى تحمل اسم ترامب التجارى قد تصبح هدفا لتفجيرات أو غيرها من الهجمات، وأضاف: "من وجهة نظر الإرهابى تمثل هدفا مغريا جدا".
 
 
وربما تتأثر مصالح ترامب فى الخارج أيضا بما قد يمتنع عن اتخاذه من خطوات، وقال محمد أوجور أستاذ الاقتصاد والمؤسسات بكلية الأعمال فى جامعة جرينتش إن شركات ترامب قد تستفيد إذا تبنى مواقف مهادنة تجاه الدول المتهمة بانتهاك حقوق الإنسان، مشيرًا إلى أن دولا مثل تركيا والصين وإندونيسيا "سيسعدها بشدة الترحيب بمؤسسة ترامب".
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة