سامح المشد

كذب الإخوان ولو صدقوا " 1 "

الأحد، 02 أكتوبر 2016 11:04 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
( وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ ) وقال تعالى : (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِى بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ). إن الكذب هو رأس الخطايا وبدايتها، وهو من أقصر الطرق إلى النار، كما قال النبى صلى الله عليه وسلم: "وإيّاكم والكذِبَ، فإنّ الكَذِبَ يَهْدِى إلَى الفُجُورِ، وإِنّ الفُجُورَ يَهْدِى إِلَى النّارِ وَمَا يزَالُ العبْدُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرّى الكَذِبَ حَتّى يُكْتَبَ عِنْدَ الله كَذّابا". 
 
الكذب يكون إما بتزييف الحقائق، أو خلق روايات وأحداث جديدة، بنية وقصد الخداع، لتحقيق هدف معين، أو تغيير الواقع، وهو فعل محرم فى جميع الأديان، ومذموم عند كل العقلاء، وهناك من الأمثلة والوقائع والأحداث مايثبت صحة (كذب الإخوان ولو صدقوا)، لقد قال مؤسس الإخوان (حسن البنا)، فى كتابه، (رسائل فى الدعوة إلى الله)، إن عدم حمل السلاح فى وجه السلطة الظالمة، يعد جريمة إسلامية، بالإضافة إلى تكفير السلطة الحاكمة، وأعوانها من قوات الأمن، ويعتبرونهم كفارا، لأنهم أعوان الظلمة، وهذا الفكر الظالم، يمثله أيضا سيد قطب، فهل هذا فكر ناضج صحيح صادق ومشروع؟ بالطبع هو فكر كاذب، ومخادع، ليس له علاقة بالنضج أو المعقولية، أو المشروعية، لأنه فكر عنصرى، عدوانى، عقيم. 
 
وهذا الفكر بضاعة من لا يحمل حرمة الدماء، وحرمات المسلمين، فى سبيل وصوله للسلطة، ولو على أشلاء المغيبين والمضللين من الشباب المندفع، الذى يظن خطأ أن هذا هو الصواب، فيتحمس بظنه وفكره وعقيدته لنصرة الدين، بظنه الساذج، وعقيدته المبرمجة، باستقطاب أولئك الشباب، تحت شعارات براقة، ظاهرها فيه ما يزينونه من الباطل بثوب الحق، وباطنه الفشل والهلاك، ليس فى الدنيا فقط، بل فى الدنيا والآخرة، وهم للأسف يظنون أن نصيبهم الجنة، وهى بعيدة منهم، ويتضح ذلك من خلال ردودهم الموحدة، والمبرمجة التى يرد بها عليك أعضاء الإخوان، صغارا، وكبارا، فى المرتبات التنظيمية المختلفة، فيستخدمون شعارات دينية، تدغدغ أحاسيس البسطاء، ومشاعر العامة، من أجل الوصول إلى هدف واحد، ومحدد، وهو السلطة، بإستخدام كافة الأساليب المقبولة ، وغير المقبولة . ويمكنك مراجعة جميع الانتخابات البرلمانية ، والإنتخابات الرئاسية الإخوانية، وقيامهم بتقديم رشاوى انتخابية، تمونية وغذائية، على شكل هبات، أو زكاة ، أو معونة.
 
 فأهداف الإخوان الأصلية والتى يحاولون طمس معالمها، كنوع من أنواع الغباء السياسي، معتمدين على ضعف ذاكرة الشعوب، ومستغلين حب الشعب المصري، والعربى للفطرة، والإسلام، محاولين فى تصرفات فجة، مد أواصر الود مع الغرب، مدمرين كل من يخالفهم الرأي، والفكر، والسياسة، بحجة أن هذه الآراء، تتعارض مع تفسيرهم للدين.
 
 وعما حدث بالفعل فى حكم الإخوان فحدث ولا حرج، فقد رفعوا شعارات الديمقراطية، وحرية الفكر، والرأى، وتطبيقا لهذه الشعارات البراقة فى ظاهرها، بدأوا الطريق بغلق 3 صحف، وقناه فضائية، وكذلك إحاله 3رؤساء تحرير للتحقيق، بتهمة إهانة الرئيس، وحظر كثير من أقوى المعارضىن فى نظام مبارك من الكتابة، والتعبير عن آرائهم، بسب هجومهم على الإخوان، فزعم الإخوان أنهم فلول نظام مبارك، رغم أنهم كانوا أقوى معارضينه. فالإخوان يتقنون سياسة الكيل بمكيالين، والأدلة على ذلك كثيرة، لا حصر ولا عد لها، وأذكر بعض الأمثلة، منها: عندما رأينا نائبا إخوانيا فى فيديو فاضح ، ولم يطبق عليه أى حد من الحدود ، وكذلك رأينا كثيرا من دعاة الفتنة ، أمثال عبد المقصود، وغنيم، والقرضاوى، وحجازى، وغيرهم من المضللين، ولم تطبق عليهم الحدود، أو القانون، ولكن شعار الإخوان الأصيل هو: من معنا لا يعاقب، ومن علينا توضع المقصلة على رقبته، هنا أضيف خدعة وكذبة مختلفة تتنافى مع الشرع والمبدأ، وهو موقفهم من الاقتصاد العالمى، الذى يقوم على النظام المصرفى الذى يعتبرونه نظاما ربويا، وماهو موقفهم؟ التوقف أم المقاطعة؟ وقد ظهرت فعلا إجابة هذا السؤال فترة حكمهم، بقرض من البنك الدولى، الذى يتعامل ربويا من وجهه نظرهم. 
 
ولا يمكن أن ننسى أو نتناسى بأى حال من الأحوال، عندما خرج علينا الرئيس المعزول مرسى، بقسم كاذب فى ظاهره احترام القانون والدستور، وفى باطنه المراوغة والملاوعة، وبعد أيام معدودات، لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، حنث بقسمه، وخالف الدستور، والقانون، والعرف، والإسلام، وليس فى هذا الموقف فقط، بل فى مواقف كثيرة، يشيب لها الولدان، فهذا هو الكذب والألاعيب التى تظهر على أفعال الإخوان الصبيانية، وتصرفاتهم البلهاء، وأكاذيبهم الشنعاء. فالإسلام الذى يدعون زورا وبهتانا، أنهم يتحدثون باسمه، يحرم الكذب، ويقول القرآن "إن الله لا يهدى من هو مسرف كذاب"، ويقول نبى الإسلام فى الحديث "كن صادقاً فالصدق يؤدى إلى الصلاح، والصلاح يؤدى إلى الجنة، إحذر الكذب فالكذب يؤدى إلى الضلال ، والضلال يؤدى إلى النار" . صدق رسول الله . ولو لم يكن من مضار الكذب إلا أنه يجعل صاحبه فى ريبة بصفة مستمرة ، لا يكاد يصدق شيئًا لكفى . فالصدق علامةٌ لسعادة الأمة ، وحسن إدراكها ، ونقاء سريرتها، ومفتاحها الصدق ، والتصديق ، والشقاء ملازم للكذب والتكذيب. ولقد أخبر سبحانه وتعالى أنه لا ينفع العباد يوم القيامة إلا صدقهم، وجعل علم المنافقين الذين تميَّزوا به، هو الكذب فى القول والفعل. والصدق بريد الإيمان، ودليله، وقائده وحليته، وروحه. فما أنعم الله على عبد من نعمة بعد الإسلام، أعظم من الصدق، الذى هو غذاء الإسلام، وحياته، وروحه، ولا إبتلاه ببلية أسوأ من الكذب، الذى هو مرض الإسلام وفساده وضلاله.
 
قال تعالى : (فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون* واذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا إنما نحن مصلحون* ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون). فى زمن الثورة، تؤجل أشياء، وتتوقف أشياء، وقد يوضع كل شيء جانبا إلا الأعراف، والأصول الثورية، وفى توابع الثورة، تكون السياسة ثورة، والدبلوماسية ثورة، والعلاقات الدولية ثورة، ولكن الإخوان فقط هم من لا يعتقدون فى باطنهم بالثورة ، لأن أهداف الثورة، لا تتناسب مع أهدافهم، وهم الوحيدون العنصريون الذين لا يعترفون بشئ ، إلا إذا وافق رغباتهم، لأنهم فقط يبحثون عن مصالحهم الشخصية، بصرف النظر عن رغبات وأمنيات وطموحات الشعوب. وهنا أحب أن أقول: (لن يستطيع أحد أن يمتطى ظهرك إلا إذا وجده منحنيا) وهذا هو أسلوب ، ومنهج ، وفكر الإخوان. فدائما وأبدا يثبت الإخوان بكل خطوة يخطونها، أنهم يتقنون فنون احتراف الأكاذيب، والتدليس، وتزوير الحقائق، بالإضافة الى أنهم أظهروا الإسلام فى صورة مشوهة، بائسة، عنيفة، تخريبية، لا تليق به، على غير الواقع والحقيقة، التى تتحدث عن جمال، وسماحة، ونقاء، وصفاء الإسلام، وروعته. دائما ماتشن القيادات السلفية هجوما عنيفا على قيادات جماعة الإخوان، بصرف النظر عما إذا كان السلفيون هم أيضا يحتاجون الى مثل هذا النوع من الإنتقاد، فكلاهما لا يكف عن الكذب وترويج الشائعات. إن أعضاء الإخوان الآن مطالبون اليوم بمحاسبة جميع القيادات الإخوانية، الذين باعوا أنفسهم للكراسي، والمناصب، والأموال، على حساب المبادئ، ودماء الشعوب، لأنهم أخطأوا المسار، والأصول، ولم يتعاملوا بشفافية، ومصداقية، فخسروا كل شئ... لذلك (فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون. واذا قيل لهم لا تفسدوا فى الأرض قالوا انما نحن مصلحون. ألا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون). 
 
أما الكلمة التى أحب أن أوجهها لقطر، والجزيرة، وحماس، وتركيا، وايران، والعالم أجمع، بأن يراهنوا على الشعب المصرى، والشعوب العربية جميعا، لا على الإخوان، الذين باعوا أنفسهم للشيطان، ولا بد للشعوب العربية أن تحسم الأمور، فالتاريخ يثبت أن الإخوان خلال مسيرتهم، لم يكونوا يوما صادقين، ولم يشاركوا أو يخوضوا بالصدق، أى نوع من أنواع الصراع، سياسيا، أو اقتصاديا، أو اجتماعيا، وتعودوا أن يخوضوا أى مشاركة بالمراوغة، والملاوعة، واستعمال الإرهاب الفكرى، وآلة الكذب والتشويه، والدعاية المضللة. 
 
التشويه مبدأ أساسى من مبادئهم، فيسعون جاهدين لإظهار المذنب، الفاسق، فى مظهر البرىء الطاهر، وإسقاط أى من الرموز الوطنية، بوضعه فى صورة المجرم، القاتل، الكافر، الخائن، وقد قالها الإخوان صراحة، (بوجه مكشوف) أن تنظيمهم، إذا أراد أن يسقط شخصا، فلن يستطيع أحد أن يرفعه؟، إن للإخوان جهازا خاصا، وفرقا متعددة، ولجانا إلكترونية نشطة، تعمل على التشويه، ونشر الشائعات، والأكاذيب، ولا ننسى أبدا محاولة الإخوان عام 1954، بتنسيق وترتيب وتدبير مع المخابرات البريطانية، وبعلم CIA المخابرات الأميركية، قلب نظام الحكم فى مصر، بمحاولة اغتيال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، فى حادثة المنشية، وبالفعل فالسقوط السياسى، أو الاجتماعى، سقطة مدوية، وأى سقطة يمكن تداركها، ولكن من المستحيل، والمفزع أنه لا يمكن تدارك أن تسقط جماعة أخلاقيا، مثلما سقطت جماعة الإخوان، فسقوط الإخوان الحقيقى، هو الحفرة المشبوهة، غير الأخلاقية، التى وقعت فيها، وخصوصا فترة حكمهم، ومابعدها، بعدما تميزت هذه الفترة ، بنشر الشائعات، والسب ، والقذف ، والتخوين، والتخويف، والتخريف، والخوض فى الأعراض . 
المتحدث الرسمى بإسم النادى الدبلوماسى الدولي.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة