استقالة مسئولين كبار بـ" الخارجية الإسرائيلية".. ونتانياهو : لا حاجة لهم

الأحد، 16 أكتوبر 2016 12:10 م
استقالة مسئولين كبار بـ" الخارجية الإسرائيلية".. ونتانياهو : لا حاجة لهم دورى جولد مدير عام الخارجية الإسرائيلية المستقيل
كتب – محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سادت حالة من الغضب والغليان داخل أروقة وزارة الخارجية الإسرائيلية، بعد استقالة مديرها العام دورى جولد، وإقالة عدد من مسئوليها، فى ظل اتساع فجوة عدم الثقة بين الدبلوماسيين ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، الذى يشغل أيضا منصب وزير الخارجية.

 

وقالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، إنه فى الشهر الماضى، وقبل عدة أيام من سفر نتانياهو إلى الأمم المتحدة، عقد فى مكتبه اجتماعاً لمناقشة الملف الفلسطينى، وكان من بين القضايا التى نوقشت رغبة عدد من الدول الأوروبية دفع مشاريع كبيرة فى مجال البنية التحتية فى الضفة الغربية وغزة.

 

وحسب مصادر شاركت فى اللقاء، سأل رجال الجيش والجهاز الأمنى خلال الاجتماع عن سبب تغيب المدير العام لوزارة الخارجية دورى جولد، أو أحد رجاله عن الجلسة من أجل تقديم وجهة نظرهم فى القضايا الخاصة بعملهم، فرد عليهم نتانياهو، الذى يتسلم أيضا حقيبة الخارجية، بشكل مقتضب وساخر: "لا حاجة لرجال وزارة الخارجية، فأنا هنا".

 

وقال مسئول رفيع شارك فى الجلسة، إنه فى ختام النقاش، فرض نتانياهو على وزارة الدفاع والجيش تنفيذ قسم من المهام التى يجب أن تفرض على وزارة الخارجية، وفرض تنفيذ قسم آخر على جهات سياسية من خارج وزارة الخارجية، وأرسل الوزير بدون حقيبة تساحى هنجبى لتمثيل إسرائيل فى مؤتمر الدول المانحة للسلطة الفلسطينية الذى عقد على هامش أعمال الجمعية العامة، فيما أرسل نائب الوزير فى ديوانه مايكل أورن لإجراء اتصالات مع ألمانيا وهولندا بشأن دفع مشاريع فى غزة.

 

وأكدت مصادر سياسية مطلعة على الاجتماع، أن مسئولى وزارة الخارجية لم يشاركوا فى الجلسة، لأنه تم تحديد الدعوة إلى الجلسة حسب الحاجة، وفى تلك الجلسة لم تكن حاجة لهم، خاصة وأن نتنياهو هو وزير الخارجية.

 

وعكس سلوك نتانياهو وحديثه وقراراته تعامله مع الوزارة التى يتولى المسئولية عنها منذ الانتخابات، فنتانياهو يستمتع جدا بلقب وزير الخارجية، لكنه يستهتر ويشتبه بالدبلوماسيين الإسرائيليين.

 

وأشارت الصحيفة العبرية، إلى أنه يفترض تلقى نتانياهو توصيات من رجال وزارة الخارجية بشأن السياسة المقترحة، لكنه يعتقد بأنه يفهم أكثر منهم فى الدبلوماسية والمسائل السياسية، وهو لا يعتمد على رجال الوزارة ولذلك ينتزع منهم الصلاحيات ويحولها إلى مبعوثيه الشخصيين أو مكاتب وزارية أخرى.

 

وأضافت "هاآرتس" أنه يبدو أن استقالة المدير العام لوزارة الخارجية دورى جولد من منصبه، أول أمس، ترتبط مباشرة بالمكانة المتدنية لوزارة الخارجية فى ظل نتانياهو.

 

وأعلن جولد أنه ترك منصبه لأسباب عائلية أو شخصية، ونشر عدة توضيحات نفى فيها تركه لمنصبه فى أجواء سيئة، أو أنه غاضب على نتنياهو. لكن الصلة بين هذه التصريحات والحقيقة جزئية فقط.

 

وأوضحت الصحيفة العبرية، أن جولد قد وصل إلى المنصب على أساس مستشار سيقرب وزارة الخارجية من آذان نتانياهو، إلا أنه سرعان ما اتضح بأنه عمل فى الأساس فى مهام الإعلام، وكان تأثيره على رئيس الحكومة واتخاذ القرارات صغير جدا، بل يقارب الصفر، وبدلا من مشاهدة الموظفين فى الوزارة لمدير عام قوى وفاعل، لاحظوا بأنهم حصلوا على بروفيسور مشتت لا ينجح بمواجهة العمل الإدارى وتم دهسه من قبل وزارات المالية والدفاع والجيش والشئون الاستراتيجية.

 

واكتشف جولد بنفسه، أن نتنياهو لا يمنحه الصلاحيات ولا يدعمه فى شىء، بل على العكس، لم يقم نتانياهو بمساعدة جولد على القيام بمهامه،  بل سرع عملية تفكيك خدمات الخارجية، ليجد جولد نفسه منبوذا ومحبطا يشاهد كيف تدار سياسة الخارجية من قبل المبعوث الشخصى لرئيس الحكومة يتسحاق مولخو والمبعوث الشخصى الآخر يوسف تشاحنوبر، والقائم بأعمال رئيس مجلس الأمن القومى، يعقوب نيجل، وسفير نتانياهو فى واشنطن رون دريمر.

 

وانعكس تعامل نتنياهو السلبى مع وزارة الخارجية على جولد مباشرة، وقبل عدة أسابيع نشرت صحيفة "ماكور راشون" تصريحات عن نتانياهو ضد رجال وزارة الخارجية، من بينها قوله "إنهم لا يحاربون، بل يُبلغون فقط"، وطلب جولد من نتانياهو نفى التصريح، لكنه لم يتم ذلك إلا حين هدد رجال الخارجية بعرقلة سفر نتانياهو إلى الجمعية العامة، حيث صدر بيان نفى ضعيف عن مكتب رئيس الحكومة.

 

وحدث أمر مشابه بعد جنازة رئيس إسرائيل السابق شيمون بيريز، حيث عمل رجال الخارجية على تنظيم الجنازة، ووصل أكثر من 70 زعيما إلى الجنازة بينهم الرئيس الأمريكى، لكنه فى نهاية الجنازة أغدق نتانياهو المديح على وزيرة الثقافة ميرى ريجف، المسئولة عن تنظيم الجنازة، والشرطة وقوات الأمن الذين حرسوها، ولم يوجه الشكر إلى وزارة الخارجية، واضطر جولد المحرج إلى نشر بيان بهذا الشأن مدعيا أن نتانياهو أبلغه نصه خلال محادثة هاتفية.

 

وكان من بين الأمثلة البارزة على المكانة المنخفضة لجولد ووزارة الخارجية، هو ما حدث خلال لقاء نتانياهو وأوباما فى نيويورك. فقد تواجد جولد فى المدينة آنذاك، لكنه لم يتم دعوته للمشاركة فى اللقاء، بينما شارك فيها العديد من المستشارين الصغار لنتانياهو، الملمين بشكل أقل فى القضايا الخارجية.

 

 

 

 

 

 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة