أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

خرائط الحروب الباردة والساخنة

الخميس، 13 أكتوبر 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
القرارات المتقاطعة فى مجلس الأمن حول سوريا، هى قمة جبل الجليد الظاهرة لصراع ضخم وتقاطعات مصالح وخطط، وتحت القمة اللامعة تفاصيل وخرائط صراع إقليمى ودولى مستمر من سنوات يقترب من بلوغ ذروته وقد يتطور إلى حرب عالمية وإقليمية.
 
الموقف المصرى من قضية سوريا واضح، مع الشعب السورى وأى قرار يحمى أرواح ودماء السوريين، ورفض الحروب بالوكالة، والتنظيمات الإرهابية، واختلاف الموقف المصرى مع مواقف الدول التى دعمت التنظيمات الإرهابية واضح، وليس فيه أى نوع من الاختلاف، وبالتالى فليس فيه مفاجأة للإخوة فى السعودية، وبالتالى فإن من يتابعون المواقف يعرفون هذا ولا يجدون تغيرا، خاصة أن الموقف المصرى يقوم على أسس الأمن القومى ورؤية استراتيجية واضحة، لا تتصل بعلاقات مع سلطة الأسد، بقدر ما تتصل بالأمن ومصالح الشعب السورى، وتدفع نحو الحل السياسى، بعد أن أثبتت التجربة خلال السنوات الماضية أن الحرب والصراع ليسا حلا ويدفع ثمنهما الشعب السورى.
 
روسيا أعلنت قبل أسبوع عن خطط أمريكية لضرب الجيش السورى، واعتبرت هذا الأمر يبتعد عن أهداف معلنة بمواجهة داعش والتنظيمات الإرهابية، وردت موسكو على الخطط الأمريكية بنشر صواريخ والتهديدات المبطنة والعلنية بإشعال حرب إقليمية، ولا يمكن تجاهل أن تدخل روسيا فى المواجهة قبل عام بشكل واضح، غير من خرائط الصراع بسوريا، وبعد أن كانت تركيا ضد تدخل موسكو، أصبحت تقبل الطرح الروسى، وإن كانت تظل مع حلف الناتو، مع الأخذ فى الاعتبار أن تركيا لعبت دورا فى دعم التنظيمات الإرهابية مثل داعش والنصرة، واليوم تعلن وقوفها مع أمريكا وأيضا مع روسيا، وفى نفس الوقت مع المملكة العربية السعودية، وهى لعبة تبدو معقدة، لكنها تكشف عن كون المصالح هى الحاكمة فى هذا الصراع، وهى التى تفسر التناقض الظاهر فى الموقف التركى.
 
لكن المفارقة أن من يختلفون مع الموقف المصرى الواضح تجاه المسألة السورية، يقبلون موقفا تركيا أكثر تشابكا وتناقضا تجاه نفس القضية. كل هذا يفرض أهمية النظر إلى خرائط الصراع، وليس فقط إلى المواقف الفردية أو الضيقة، نحن أمام تحولات كبرى، وأوراق متداخلة، ولعبة عض أصابع بين الدول الكبرى، تحكمها مصالح واستقطابات، و الأهم أن تراجع الدول التى دعمت التنظيمات الإرهابية نفسها ومواقفها، وحساب الربح والخسارة، فى حرب يفترض أنها أكبر من أن تكون شخصية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

شعبان

لا جدوى - ربنا يكفييك شر " الغشيم لما يتعافى "

الغرور مشكله يا عزيزى أكرم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة