أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل السنهورى

القبطى الذى ترأس البرلمان المصرى

الإثنين، 10 أكتوبر 2016 10:13 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما تنسى ذاكرة الأجيال الحالية، أن من بين رؤساء البرلمان المصرى منذ إنشائه 1866 فى عهد الخديوى إسماعيل السياسى القبطى، والقطب الوفدى المعروف ويصا واصف باشا الذى من المفترض تكريم اسمه فى احتفالات مرور 150 عاما، على نشأة الحياة البرلمانية المصرية.
 
ويصا باشا واصف، هو أول وآخر قبطى، حتى الآن على الأقل، يترأس البرلمان المصرى فى فترتين متتاليتين فى عهد الملك فؤاد، وفى حكومة الوفد، برئاسة مصطفى النحاس، عام 1928، وعام 1930، وشغل أيضا منصب وكيل لمجلس النواب فى حياة سعد زغلول.
 
ولد فى طهطا بسوهاج، 1873، وبدأ مشواره الوطنى فى سن مبكرة بكتابة المقالات الحماسية الحادة لصحيفة اللواء، لسان حال الحزب الوطنى القديم، والذى أسسه الزعيم مصطفى كامل، وتم اختياره فى اللجنة الإدارية للحزب ضمن ثلاثين عضوا بارزا، وأصبح من قادة الحزب الوطنى إلى جانب الزعماء الكبار للحزب.
 
كان ويصا باشا رجلا مثقفا واسع الاطلاع، ومحبا وعاشقا للآداب والفنون والتصوير والرسم. وهو والد المعمارى المصرى رمسيس ويصا واصف.
لم يزايد أحد على وطنيته وإخلاصه وانتمائه، فهو مصرى حتى النخاع ومتطرف ومفرط فى عشقه لمصر، ونموذج رائع بديع لوحدة الصف الوطنى حتى أنه كان يطلق على كل مولود يرزق به اسم مصرى صميم، فكان أبناؤه رمسيس ، اوزوريس، اوريس، وإيزيس وسيروس.
 
ويشهد تاريخ البرلمان، أن ويصا واصف كان رئيسا لمجلس النواب، أثناء الخلاف الدستورى بين الملك فؤاد والنحاس باشا، والذى طرح للمناقشة تحت قبة البرلمان، ويومها وقف النائب عباس محمود العقاد يجأر بأعلى صوته القوى: « فلتسحق أكبر رأس فى البلد إذا اعتدت على الدستور».ولم يعترض رئيس البرلمان على العقاد. وكانت النتيجة أن أقال الملك فؤاد حكومة النحاس وأصدر قرارا بتعطيل الحياة البرلمانية فى مصر، وأمر بإغلاق أبواب البرلمان بالسلاسل وإطلاق النار على المتظاهرين وحاصرت قوات الجيش جميع الشوارع المؤدية للبرلمان.
 
وجاء مصطفى النحاس، واخترق الحصار بسيارته ومن خلفه النواب ليصلوا إلى مقر البرلمان المغلق أبوابه بالسلاسل، وإذا بويصا واصف يتقدم الصفوف وبصفته رئيسا للبرلمان، ويأمر بتحطيم السلاسل وفتح الأبواب.
 
كان ويصا واصف باشا فى مقدمة الصفوف ضد فتنة الإنجليز الطائفية بين المسلمين والمسيحيين، وتحمل فى سبيل ذلك إهانات من البعض ولقبوه بـ«يهوذا الاسخريوطى».
 
وفى 27 مايو 1931، ودع شعب مصر جثمان ويصا واصف من منزله بالجيزة، وتزاحم المسلمون والأقباط فى حمل نعشه وسط هتافات «لن ننساك ياويصا.. لن ننساك يامحطم السلاسل... بلغ الظلم لسعد ياويصا».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة