على الكشوطى يكتب: the heart of the sea عناصر فنية متميزة وقصة منحوتة

"إذا حاولت أن تصنع عملاً فنياً متميزاً يعيش بين الناس فيجب عليك ألا تشبه أحدا".. تلك المقولة لم يأخذها صناع فيلم the heart of the sea عين الاعتبار، ففى الوقت الذى قام فيه النجم كريس هيمسورث بالعمل على نفسه ليفقد 15 كيلو من عضلات جسده المميز، لم يعمل باقى صناع العمل بجد مثلما قام كريس، فضاع تعبه هباء ووصم صناع العمل أنفسهم بنحت واحد من أهم الأعمال السينمائية الحديثة وهو فيلم life of pi، فالعملان تدور أحداثهما فى إطار كاتب روايات وقصص يجلس مع بطل الفيلم ليتعرف منه على قصة مأساوية عاشها البطل فى مغامرة لن يعيشها كثيرون فى مياه المحيط وينقلها فى كتاب.

المشاهد لفيلم life of pi سيجد عناصر مشتركة كبيرة من العملين، أولهما البيئة الطبيعية للفيلم وهو المحيط، إلى جانب أن بطل المغامرة هو الرواى لأحداثها بعد نجاته، إضافة إلى أن البطل الرئيسى فى العمل هو النمر فى فيلم life of pi، وفى فيلم the heart of the sea الحوت هو أيضا بطل العمل ومحور أحداثها.

ولا يستطيع أحد أن ينكر أن فيلم the heart of the sea حمل العديد من العناصر المتميزة سواء على مستوى الصورة والإخراج وأداء الممثلين والموسيقى التصويرية أيضا، إلا أن استخدام الحوت فى الفيلم لم يكن بالقدر المقنع للمشاهد الذى لم تصل له مشاهد الرعب والخوف الذى من المفترض أن تنتابه أثناء مشاهدة الفيلم، لذا جاءت مشاهد الصراع مع الحوت فاترة إلى حد كبير، لكن ربما يشفع لصناع العمل الحالة المأساوية التى عاش فيها المشاهد مع أبطال العمل بعد ضياع كل المؤن وقيامهم بأكل لحوم زملائهم من البحارة بعد وفاتهم نتيجة عوامل الجوع والضعف الشديدة التى وضعوا فيها، لكن فى النهاية الوجبة التى كان من المفترض أن يقدمها الفيلم من المغامرة والتشويق اختزلت فقط فى الصراع مع الحوت وفرد المخرج مساحات شاسعة من المشاهد لرصد حالات الجوع والضعف، والتى فى أغلب الأوقات رصدها فيلم life of pi مع الصبى بطل الفيلم بطريقة أفضل وأكثر واقعية.