أكرم القصاص - علا الشافعي

عادل السنهورى

برلمان.. وليس مسرحة سياسية

الأحد، 10 يناير 2016 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم كل ما شاهدناه قبل الانتخابات البرلمانية وقبل انعقاد جلسة البرلمان الافتتاحية من «مسرحة سياسية»، وألاعيب حزبية بعضها أثار نوعا من الكوميديا المنتظرة فى البرلمان المقبل وما سوف يشهده من «حركات وتصريحات» مثيرة لشهية رسامى الكاريكاتير فى مصر، وبعضها مثير للأسى والخوف على البرلمان الأهم والأخطر فى تاريخ مصر، إلا أن هناك بصيص أمل وتفاؤل ولو بقدر ليس بالكثير أن يتحمل أعضاء البرلمان الجديد المسؤولية بعد حصولهم على العضوية ويتحمل أمانة الصوت والاختيار من الناخب ليكون معبرا عنه وعن قضاياه وهمومه وأحلامه وطموحه، وليكون صوتا للشعب الطامح إلى تحقيق أهداف ثورته فى العيش الكريم والعدالة الإنسانية والاجتماعية، وتحويل هذه الأهداف إلى تشريعات وقوانين ملزمة للحكومة.

اليوم ينعقد البرلمان الجديد بعد طول انتظار ما بين متفاءل باستكمال المرحلة الثالثة من الاستحقاق السياسى تيمنا بالرئيس وتفاؤلا به، وبين متشكك ومتخوف من عدم إجراء الانتخابات وانعقاد البرلمان. ولكن خالف الرئيس ظن المرجفين والمتشككين والمتخوفين وتمت خارطة الطريق السياسى بالاستحقاق الثالث والأخير، كبداية لمرحلة العمل والبناء والإنجاز.

لدينا دائما حالة تربص بأى شىء يخالف ما كنا نتمناه، وبدلا من التريث فى الحكم على الأشياء نسارع بالضغط على معاول الهدم وبث مشاعر اليأس والإحباط المسبق والمعد سلفا من محترفى المعارضة الزائفة وأصحاب السيوف الخشب على خيول الوهم. البديهى أن المعارضة العقلانية والموضوعية والصوت الآخر العاقل هو أمر مطلوب، بل ضرورى وحيوى، فى أى مرحلة سياسية لكن بأى توجه وبأى منهج.

لا ننكر أن لدينا مخاوف من البرلمان الجديد ونوابه، فالمقدمات والشواهد التى سبقت الانتخابات والبرلمان من انقسامات وانسحابات ومشاحنات وملاسنات واشتباكات واتهامات وتصريحات عنترية بشرت بما هو مقبل، وأشاعت مناخا من عدم الثقة فى إمكانية قيام البرلمان الجديد من أداء دوره الوطنى ومسؤولياته الجسيمة تجاه الشعب. فالجميع انشغل بالتحالفات والتنسيق بعيدا عن إعلان البرامج الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية. فلم نر جبهة أو تحالفا أو قائمة تطرح على الناس برنامجها للبرلمان المقبل، وافتقدت الأحزاب ميزة أساسية فى التواصل مع الناس، ففقدت بريقها القديم وخاصة الأحزاب التى كان من المفترض أن تكون فرس الرهان فى ظل شعارات العدالة الاجتماعية.

ومع ذلك هناك أمل فى أن يقدم البرلمان الجديد وجوها جديدة وفرسانا برلمانية مقبلة، فالبرلمان لا يمكن اختزاله فى 5 أو 10 أو 20 نائبا هم أبطال الشباك البرلمانى، وإنما هناك آخرون لم نعرفهم بعد ولم نر أداءهم البرلمانى، فهناك متغيرات كثيرة وتركيبة جديدة فى البرلمان، فهناك 39 نائبا قبطيا بينهم 24 نائبا كانوا مرشحين على قائمة «فى حب مصر»، و12 آخرين فازوا بنظام الفردى، اضافة إلى المعينين، وبهذا تصبح نسبة النواب الأقباط فى برلمان 2015، الأعلى فى تاريخ البرلمان.

كما أن عدد الشباب من الفئة السنية 25-45 عاما بلغ عددهم 61 وهى نسبة كبيرة مقارنة مع البرلمانات ومجالس الشعب السابقة وهى كتلة لا يستهان بها، ثم هناك 89 سيدة لأول مرة فى تاريخ مصر السياسى، وهى كتلة كبيرة إذا توحدت تصبح أكبر من أى حزب وتستطيع إحداث نوع من الحيوية السياسية تحت القبة.

إذن لسنا مع المصادرة وإطلاق التعميمات والآراء المسبقة والمعولبة على البرلمان المقبل. فلأول مرة هو برلمان بلا حزب حاكم، وأو حزب للرئيس، أو حزب للجماعة. ولذلك نتفاءل بمن لم يظهروا على «مسرح البرلمان» قبل أن يزاح الستار وتبدأ الفصول الحقيقية التى تدار من الداخل وليس من الخارج، كما جرت العادة فى المجالس السابقة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة