نقاد وروائيون:الروايات الدينية فاشلة وأصحابها ضيقوا الأفق

الجمعة، 11 سبتمبر 2015 09:00 م
نقاد وروائيون:الروايات الدينية فاشلة وأصحابها ضيقوا الأفق الدكتور عبد المنعم تليمة
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ظهر مؤخرًا فى الوسط الأدبى ما يطلق عليه الرواية الدينية، أو الرواية الأخلاقية، حيث صدرت عدد من الروايات ذات الصبغة الدينية، فتجد كل شخصياتها ذات نزعة دينية وأخلاقية يحملون رسالة ما صريحة نحو الإلتزام الدينى والأخلاقى، مثل روايات "المنتقبة الحسناء" و"اكتشفت زوجى فى الأتوبيس" و"يوميات شاب عادى" وكذلك رواية "رافى بركات" للداعية عمرو خالد التى قال عنها إنها رواية ممتلئة بالأخلاق، وفى هذا الصدد أكد عدد من النقاد، والروائيين أنه لا يوجد فى الأدب ما يسمى بالرواية الدينية أو الأخلاقية، وأن هذا مصطلح خاطئ، يعبر عن مفاهيم ضيقة للأدب والفن بصفة عامة.

عبد المنعم تليمة:التصنيفات الضيقة للأدب تضر به


وقال الناقد الدكتور عبد المنعم تليمة، أستاذ الأدب والنقد العربى بجامعة القاهرة: لا يوجد فى الفن أبدًا ما يسمى دينى أو أخلاقى، لأن الفن يعبر عن الحياة فى شمولها، وليس من المنطقى أن نجد شخصيات رواية ما كلها ذات نزعة دينية، لأن هذا فنيًا خطأ.

وأضاف الدكتور عبد المنعم تليمة، أنه يستحيل تصنيف الفن أو الأدب هذه التصنيفات الضيقة، لأنها تضر بالفن، وتجعله مرتبطًا إما بأيدلوجية ضيقة، أو مناسبات عارضة، فى حين أن الفن يعكس الجانب الروحى عند الإنسان وصلته بالطبيعة والمجتمع.

وأوضح الدكتور عبد المنعم تليمة، أن المجتمع المصرى فى مرحلة استثنائية مرتبكة، ولذلك فعلينا توقع أى شىء، فنتوقع الفنان ضيق الأفق الذى يقف عند المغزى الأخلاقى، والعيب والحرام، دون أن يقدم أدبًا حقيقيًا.

أمانى فؤاد: الرواية عمل خاضعة لمنطق الفن، وليس منطق الفكر


وقالت الدكتورة أمانى فؤاد: لا يوجد تصنيف للأدب يضم الرواية الأخلاقية أو الدينية، لأن الفن عمومًا إبداع موازى للحياة، وليس بالضرورة أن يكون محاكاة لها، لكنه انعكاس لها، يعلو عليها أحيانًا بغرض تصوير أجزاء من الحياة تخضع لمنطق الفن، وتساءلت: هل الحياة تحتمل الأخلاق فقط، موضحة أن سلوك البشر فيه الأخلاقى واللا أخلاقى، وهذا دور الفن أن يلتقط الصورة كاملة.

وحول بعض الروايات التى صدرت مؤخرًا وتحمل صبغة دينية وأخلاقية قالت: الفن يقاس فنيًا، ويقدر بجودته، وليس بأفكاره، لأن الرواية عمل فنى خاضعة لمنطق الفن، وليس منطق الفكر، ولذلك فالمعيار هو كيفية توظيف الفكرة فنيًا.

وأضافت الدكتورة أمانى فؤاد، يمكن أن تعالج الرواية بعض السير لشخصيات دينية، مثل كتاب "الفتنة الكبرى" لطه حسين، الذى تناوله بطريقة فنية، ولم يلتزم فيه بالواقع الدينى، أو ما نقل عن الدين، أما ما يشاع بأن هناك أدب دينى، أو إسلامى أو مسيحى، فهذا خطأ، لأن الأدب إنسانى وعالمى، لا يحتمل التصنيف على أساس الانتماءات.

وأكدت الدكتور أمانى فؤاد، أنه عادة لا نجد إبداعات للجماعات الدينية لأن عقولهم غير قادرة على فعل الإبداع ذاته، حيث يمكنهم النقل فقط، لكنهم غير قادرين على فعل الإبداع ذاته، لأن عقولهم جامدة، والإبداع فعل روح وموهبة مع عقل، وبالضرورة العقل، ولذلك لا نجد فى انتاجهم رؤية فنية لها قيمة، ولذلك فهذا التصنيف فلسفته فى الأساس غير صحيحة.

عبد الوهاب الأسوانى:كلمة أدب أخلاقى معيبة وروايته فاشلة


وقال الروائى عبد الوهاب الأسوانى، إن الرواية بطبيعتها تعكس الحالة الاجتماعية والسياسية والأفكار السائدة فى المجتمع، ولما كان الإخوان المسلمين انتشروا فى المجتمع بالذات فى المناطق الشعبية يخطبون فى المساجد، فلابد أن تعكسهم الرواية وأن تصورهم.

وأضاف الروائى عبد الوهاب الأسوانى، أن كلمة رواية أخلاقية أو أدب أخلاقى، كلمة معيبة، لأن الرواية لابد أن تعكس أخلاق المجتمع، وشخصياته المتناقضة، وأن الشخصيات الشريرة أو السيئة فى الرواية فهى تصل برسالة ما للقارئ، لأنها بذلك تحارب الشر، فتكون رواية نحو أخلاق أفضل دون أن تعلن عن نفسها، أما لو أظهرت هذا، وكانت بطريقة مباشرة فهى رواية فاشلة.


موضوعات متعلقة..


الأحد..مؤتمر صحفى لإعلان تفاصيل مهرجان سماع بقبة الغورى










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة