"الإرهاب يعيد نفسه فى الفيوم".. تصاعد العنف بالمحافظة يعيد للأذهان "الشوقيون".. التنظيم فى التسعينيات خاض حربًا ضد الدولة.. واليوم اغتيالات رجال الشرطة تتكرر.. وإسلاميون: لا فرق بين الإخوان والشوقيين

الأحد، 09 أغسطس 2015 08:00 ص
"الإرهاب يعيد نفسه فى الفيوم".. تصاعد العنف بالمحافظة يعيد للأذهان "الشوقيون".. التنظيم فى التسعينيات خاض حربًا ضد الدولة.. واليوم اغتيالات رجال الشرطة تتكرر.. وإسلاميون: لا فرق بين الإخوان والشوقيين الطفلة جاسى
كتب كامل كامل وأحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تصاعدت خلال الفترة القليلة الماضية الأحداث الإرهابية فى محافظة الفيوم، واغتالت أيدى الإرهاب الطفلة "جاسى" ابنة أحد ضابط الشرطة، ثم استطاعت وزارة الداخلية تصفية 5 من الجماعات الإرهابية، ولم تمر ساعات وردت الجماعات الإرهابية باستهداف سيارة ترحيلات، مما أسفر استشهاد شرطى وإصابة 3، كل ما سبق يعيد للأذهان المعارك التى حدثت بين الدولة وجماعة "الشوقيين" فى محافظة الفيوم.

أحداث قرية "كحك" بمركز أبشواى


تنظيم "الشوقيين" لمن يعرفه سمى نسبة إلى شوقى الشيخ، الذى عرفته وسائل الإعلام بأحداث قرية "كحك" بمركز أبشواى فى محافظة الفيوم عام 1990م، ولم يكن "شوقى" مجرد مهندس مدنى تتلمذ على الشيخ يوسف البدرى فى السبعينيات أيام كان يدرس الهندسة فى جامعة حلوان، فقد كان لشوقى ميول أخرى اختلفت عن شيخه البدرى، فشوقى الذى انحدر من أسرة كبيرة ومعروفة فى "أبشواى" إحدى قرى محافظة "الفيوم"، تعرف على طارق الزمر فى منطقة الهرم وانضم عن طريقه لتنظيم الجهاد، وظل شوقى على ولائه لتنظيم الجهاد حتى بعدما دخل السجن فى سبتمبر 1981 وخرج من بعد اغتيال السادات بشهور عديدة.

ودخل "شوقى" السجن مرة أخرى فى الثمانينيات وأصبح نزيلاً فى سجن استقبال طرة، وفى السجن تعرف على بعض دعاة وأقطاب مجموعات التوقف والتبين ودار بينه، وبينهم نقاش متكرر نتج عنه أن تخلى شوقى الشيخ عن عقيدة تنظيم الجهاد، وتبنى عقيدة جديدة اشتقها هو بنفسه من عقائد مجموعات التوقف والتبين، وهى عبارة عن عقيدتهم كاملة لكنه أدخل عليها تعديلا مفادها أنه مادام أمر التوقف هذا بدعة، فإنه عليه ألا يتوقف بل يبادر بالحكم بكفر من خالف عقيدته دون توقف، وبعدها لو اعتنق عقيدته فإنه يدخل الإسلام من جديد.

شوقى الشيخ لم يكن مستوعبًا لمفاهيم الإسلام الصحيحة، فكان تربة خصبة للشطط الفكرى، ولم تكمن خطورته فى شططه الفكرى فقط، بل إن خطورته الأكبر تمثلت فى قدرته على التأثير، خاصة فى مجال الحيز الجغرافى الذى كان يعيش وينشط فيه وهو مركز أبشواى والقرى المحيطة به، لقد كان شوقى الشيخ زعيماً حركياً ويتمتع بكاريزما حتى أنه نجح فى تجنيد ما يزيد على الألف شاب للفكر الجديد، الذى كان شوقى الشيخ نفسه نجح فى التروج له.

المزج بين حمل السلاح والتكفير


ولقد مزج شوقى بين فكرة حمل السلاح ضد الحكومة التى تعلمها أيام عضويته لتنظيم الجهاد، وبين فكرة تكفير من ليس معه، وأدى ذلك لتسلحه هو والعديد من أتباعه وقيامهم بالعديد من الأعمال المسلحة التى سرعان ما أفضت لمواجهة واسعة بينهم وبين الشرطة أثر قتل شوقى الشيخ لخفير نظامى واستيلائه على سلاحه الحكومى.

وقتل شوقى الشيخ فى هذه المواجهات فى قرية كحك بأبشواى فى الفيوم عام 1990م، وكأن شوقى كان هو الصمام لعنف الشوقيين إذ اندلع بعد موته عنف الشوقيين بأشد ما يكون وزاد من عنفهم أن بعض قادة الجهاد، مثل نزيه نصحى راشد، قد رأوا أن تسليح الشوقيين بالقنابل اليدوية أمر مفيد لاستنزاف قوة الحكومة، وبالتالى فقد أمدوا الشوقيين بكل القنابل التى استعملوها فى صراعهم المسلح ضد الشرطة طوال الفترة الممتدة من عام 1990م وحتى 1994م، عندما التأم شمل أغلب قادة الشوقيين وأعضائهم داخل السجون ليخرجوا منها عام 2006.

وارتكب الشوقيون العديد من الأعمال المسلحة ضد الشرطة والمتعاونين معها، ولكن أكثر أعمالهم كانت السطو المسلح على محلات ذهب مملوكة لمسيحيين، وكانوا يبيعون الذهب المسروق غالبًا لتجار مسيحيين أيضًا، ممن يتعاملون فى الذهب المسروق بأقل من ثمنه ثم يشترون به سلاحًا، كما ينفقون منه على معيشتهم، حيث كانوا هاربين من الأجهزة الأمنية ويعيشون متخفيين.

وكانت معظم اشتبكاتهم مع الشرطة تحدث عندما تحاصر الشرطة مجموعة منهم وتحاول القبض عليهم، واتسمت هذه الاشتباكات بشراسة منقطعة النظير مستخدمين الأسلحة الآلية والقنابل اليدوية، وارتكز فكر التنظيم على تكفير الحاكم والمجتمع والدعوة إلى الخلافة الإسلامية بالقوة، من طريق إثارة الرأى العام وارتكاب جرائم هدفها إفقاد المواطنين ثقتهم بمؤسسات الدولة.

الشوقيون اعتبروا أنفسهم فى حالة حرب مع أهالى القرية الذين اتهموهم بالكفر


واعتبر الشوقيون أنفسهم فى حالة حرب مع أهالى القرية الذين اتهموهم بالكفر، فالذى لا يحتك بهم هو من وجهة نظرهم "كافر مسالم"، والذى يحتك بهم "كافر محارب"، وموَّل التنظيم عملياته من سرقة الدراجات النارية والسيارات أولاً، ثم اتجه إلى السطو المسلح على محلات الذهب خصوصاً التى يمتلكها الأقباط استناداً إلى الفتوى التى أطلقها الشيخ وأحل فيها الأموال، ما عدا أموال أعضاء التنظيم، باعتبار الآخرين كفاراً.

بدوره قال طارق أبو السعد، القيادى السابق بجماعة الإخوان، إنه لا فرق بين فكر جماعة الإخوان والشوقيين، لذلك يستمر نفس النهج الذى تشهده محافظة الفيوم من أعمال عنف وقتل، موضحًا أن الإخوان تكرر نفس سيناريو الشوقيين.

وأضاف أبو السعد، لـ"اليوم السابع"، الإخوان استخدمت نفس أسلوب الشوقيون من العنف والقتل والاستحواذ على المساجد، موضحًا أن الدولة استطاعت هزيمة الشوقيين فى محافظة الفيوم، وكذلك انتصرت على إرهاب الإخوان، لافتًا إلى أن ما حدث للطرفين – أى الإخوان والشوقيين – رسالة أن العنف والقتل والإرهاب لن يأتى بنتيجة.

نقل معاركها ومواجهاتها إلى قلب المحافظات


فيما قال هشام النجار الباحث فى شئون حركات الإسلامية: "الفيوم جزء من مشهد عام حالياً يشمل محافظات كثيرة مثل القاهرة والجيزة والشرقية وبنى سويف، بالإضافة إلى الفيوم، وهذا له أسباب تنظيمية وميدانية تتعلق بالأزمة وحالة الضعف والهزائم التى تلقتها تلك التنظيمات فى سيناء، مما يدفعها لنقل معاركها ومواجهاتها أو جزء كبير منها إلى قلب المحافظات، لإنهاك الأجهزة الأمنية وتشتيت جهودها من جهة، ولتقليل الضغط عليها فى سيناء وسحب أجهزة الأمن إلى أماكن أخرى من جهة أخرى".

وأضاف "النجار": "أيضاً هناك إلى جانب البعد الميدانى والتنظيمى بعد فكرى لكون هذه المناطق الجغرافية تحديداً أرضاً مهيئة ومعدة مسبقاً لاحتواء ونمو وعمل هذه الخلايا والتنظيمات المسلحة، والقيام بأعمالها الإرهابية، سواء فى استهداف مؤسسات الدولة ومصالحها ومرافقها الحيوية أو استهداف رموزها السياسية والأمنية والإعلامية والقضائية".

وتابع: "على سبيل المثال نجد الجيزة بيئة خصبة، ونجد تمركزاً لأجناد مصر تحديداً وكثافة لعمليات هذا التنظيم الإرهابية هناك، وهذا يعود لأن الجيزة أعدت لذلك مسبقاً بنشاطات حازمون والجبهة السلفية القطبية، التى كانت الجيزة أحد أهم مناطقهم، وحازمون والجبهة السلفية هما نواة وبنية أجناد مصر، كذلك الفيوم على سبيل المثال التى تعتبر أحد معاقل السلفية الجهادية والجماعات التكفيرية التاريخية، وظل نشاط رموز هذه الجماعات الفكرى فيها حتى وقت قريب".












مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة