أكرم القصاص - علا الشافعي

أكرم القصاص

القناة و«عمر» وأمل بدون عداد

السبت، 08 أغسطس 2015 07:43 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان شكل الاحتفال بقناة السويس معبرًا عن الحدث، وكانت فرحة وبهجة كثيرين جدًا من الشعب تعبيرًا عن تفهم وثقة فى أننا نستطيع أن نعبر إلى حال أفضل، وحتى بعض الغاضبين والمحبطين غالبًا بلا بدائل لم يستطيعوا كتم إعجابهم بفكرة ومشروع قناة السويس الذى يقدم الأمل، وهو شعور لا يمكن قياسه أو حسابه بالعداد، وربما لهذا كان مشهد الطفل «عمر» المصاب بالسرطان، والذى اصطحبه الرئيس السيسى على يخت المحروسة فى الافتتاح معبرًا، وسط تفاصيل تمت ببراعة.

الطفل «عمر» مصاب بالسرطان، طلب لقاء الرئيس والمشاركة فى حفل الافتتاح، استجاب الرئيس فى لفتة تكررت مرات، فعلها ببساطة مؤثرة فى الضمير العادى، وليس ضمير العمق المحايد.

بدا «عمر» فرحًا وهو يحمل العلم ويرتدى الملابس العسكرية، متحديًا مرضه، بعض الأطباء ربما يقولون إن الحالة النفسية المرتفعة لـ«عمر» تساعد فى الشفاء، والتفاؤل والأمل والفرح والحب والتشجيع تقوى المناعة، وهى أشياء لا تباع ولا تشترى، ويصعب قياسها.

وهو نفس ما بدا من حالة فرح قوية ورغبة لدى الكثيرين جدًا من المصريين فى أن يشعروا بالفرح والأمل، ومن هؤلاء ناس عاديون، لا يجيدون فنون الكلام والكتابة والاستعراض، ولايمتلك بعضهم صفحات شخصية يمكنهم فيها ممارسة التعالى على ما يجرى، والتعامل بحياد بارد مع أوضاع تحيط بهم.. رأينا فقراء ربما يعرفون أنهم لن يستفيدوا من مشروع مثل القناة الجديدة، لكنهم فرحوا من قلوبهم مثل «عمر»، الطفل الذى رافق الرئيس.

هؤلاء فرحوا دون أن يسألوا عن ثمار فورية، ولو سألتهم فسوف يقولون إنهم يعرفون العقبات والمشكلات، لكنهم خرجوا مع آلاف ليحتفلوا فى الشوارع، وهم ليسوا من المقربين لكنهم ينخرطون وهم يصدقون ما يجرى، ولديهم أمل تمامًا مثل «عمر» الذى يأمل فى أن يشفى تمامًا ويصبح ضابطًا أو طبيبًا أو شخصًا ناجحًا.

وهؤلاء المحتفلون تعرضوا طوال عام كامل لخطب وتدوينات تشكك وتتعالى، تصرخ وتسب وتنشر اليأس، لكن كل هذا يتراجع أمام ضوء يتحركون نحوه، ليسوا من المنافقين أو المطبلين، لكنهم مواطنون يسعون على أرزاقهم، ما الذى يشجعهم على ممارسة الفرح؟، إنه الأمل، الفريضة الغائبة التى تساعد «عمر» على الصمود والانتصار، فى معركته مع السرطان، ولا يمكن الاستهانة بالأمل حتى لو كنا غير قادرين على قياسه.

قناة السويس الجديدة كانت ترجمة لمشروع استعادة الأمل، ومن يراها قفزة أو خطوة أو توسعة أو تفريعة يرى فيها ترجمة لإرادة، ونجاحًا يضاعف الفرح حتى لو لم يستطيعوا قياسه، فهو يشحن ضمائرهم ليساعد على مزيد من الخطى والأمل.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة