د.عبدالجواد حجاب يكتب: شريان الخير

الخميس، 06 أغسطس 2015 08:16 ص
د.عبدالجواد حجاب يكتب: شريان الخير قناة السويس الجديدة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إنها قناة السويس شريان الحياة وشريان الخير لمصر والعالم كله، فى البدء كانت فكرة تحولت إلى حلم فى رأس المهندس الفرنسى فردناند ديليسبس والذى جال فى دول العالم ليؤسس الشركة العالمية برأسمال دولى لإنشاء قناة تربط بين البحرين، لتختصر رحلات التجارة الدولية الطويلة حول رأس الرجاء الصالح .

فى البدء كانت فكرة مرتبطة بالأطماع الاستعمارية والحملة الفرنسية على مصر، وبدأ الحفر عام 1859 ولمدة عشر سنوات ليحتفل العالم بافتتاحها عام 1869 وكانت السفينة النسر أول سفينة تعبر القناة وعلى متنها الملكة أوجينى زوجة إمبراطور فرنسا.

الشعب المصرى العظيم حولها من فكرة استعمارية إلى أسطورة مصرية فعمليات الحفر تمت بأيادى وسواعد المصريين، حفروها بأظافرهم ومعداتهم البدائية، وكانت وسيلة مواصلاتهم الجمال، وقام المصريون بهذا العمل الجبار فى صحراء تجرى فيها الرمال بماء عذب للشرب إلا بعض الآبار، نعم حفرها الأجداد وهو تحت سوط العطش.

الشعب المصرى العظيم حولها من فكرة استعمارية إلى أسطورة تحررية، وقام الزعيم الخالد جمال عبدالناصر بتأميم الشركة العالمية لتكون شركة مساهمة مصرية فى أكبر تحدى للفكرة الاستعمارية عام 1956 وما نتج عنه من عدوان ثلاثى لدول الاستعمار القديم.

الشعب المصرى العظيم وأبناؤه من خير أجناد الأرض عبروا القناة وحرروها من براثن اليهود عام 1973، وتم إعادة فتحها فى احتفال آخر عام 1975 بعد غلقها 8 سنوات.

وبعد ساعات قليلة يحتفل المصريون ومعهم العالم كله بافتتاح رافد جديد أضافه المصريون إلى شريان الحياة فى وقت قياسى وبأموال مصرية خالصة.

قناة السويس قناة عمران حولت المنطقة الصحراوية الجرداء إلى منطقة عمران بها ثلاث مدن كبيرة على ضفتها الغربية ومدن آخرى على ضفتها الشرقية، وآلاف القرى على الجانبين وفتح نهر النيل الخالد ذراعية لمنطقة القناة ليمارس المصريون إبداعاتهم فى كل المجالات الزراعية والصناعية والعلمية والتجارية.

ما زالت القناة تغذى مصر بأفكار العمار والإعمار وما زال أمامنا مشوار طويل للاستفادة من شريان الحياة، مازال بناء الكبارى والأنفاق والموانئ يحتاج منا المجهود الجبار لربط وادى النيل بأرض الفيروز، وإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة وترسيخ فكرة الحائط البشرى الذى يحمى بوابة مصر الشرقية.

إنها الفرحة العظمى، إنه الإنجاز الأكبر لتتويج كفاح المصريين، والذى بدأ بالحفر ثم التأميم ثم التطوير، والذى أعقبه تطوير وما زال أمامنا طريق طويل من التطوير.

غدا سنحتفل ونهدى العالم شريان الخير لمصر والعالم أجمع تحت حماية أبطال قواتنا المسلحة الباسلة، وتحت إدارة وقيادة رموز العزة وأصحاب الإرادة الصلبة.

تحيا مصر.......العزة لشعب مصر.....النصر لجيش مصر








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة