مواهب أتلفها الهوى.. النجوم يعتزلون ثم يتطرفون ثم يندمون

الأحد، 23 أغسطس 2015 07:00 ص
مواهب أتلفها الهوى.. النجوم يعتزلون ثم يتطرفون ثم يندمون فضل شاكر
كتب أحمد أبو اليزيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تذكرت تحليلا بسيطا من صديق لبنانى يعيش فى الخارج منذ سنوات عندما تطرقنا إلى مسألة تطرف بعض نجوم الفن فى اعتزالهم فوصف لى أن حالهم حال بعض من يعيشون فى الخارج فى بلاد مستوى المعيشة فيها مرتفعا للغاية، والمواطن يعيش فيها عيشة كريمة وأن كل ما يتمناه يجده ومتاح، واختصر هذا الصديق المسألة من وجهة نظره فى تحليله البسيط أن هذا التطرف ينال الإنسان المسالم جدا والنقى بدرجة تفوق غيره، بل أنه شخص أكثر من طيب وهنا يكون من السهل اختراق هؤلاء الأشخاص وتبديل عقولهم من الناحية الفكرية والمادية.

فى السطور التالية سنستعرض بعضا من نجوم الفن الذين اعتزلوا الحياة الفنية، ومنهم من اكتفى بالاعتزال وآخرون تطرفوا وصدموا جمهورهم ليس فى الشكل والصورة وإنما فى الفكر.

فضل شاكر هو أحدث هذه الأسماء وأكثر من صدم جمهوره ومحبوه فيه، فهو لم يكتف باعتزاله الفن فى 2012 وإنما كانت الصدمة فى أن أجمل صوت رومانسى وعاطفى لا يشبه إحساسه أحد يتحول إلى شخص يرافق من هم متهمون بالقتل والإرهاب وعلى رأسهم أحمد الأسير الملقب بالشيخ السلفى، وهو جعل فضل هو أيضًا متهم بالتبعية بالقتل، اعتزال فضل كان وراءه الدافع الدينى ونية الاعتزال كانت موجودة لديه منذ فترة، وكان ينقصه فقط توقيت اتخاذ القرار، حيث عاش فضل فى سنواته الأخيرة صراعا داخليا مع نفسه، لشعوره بالتقصير تجاه دينه فى ظل ما يملكه من نزعة دينية واضحة فى شخصيته ويعرفها عنه المقربون منه، وكانت أيامه الفنية الأخيرة شاهدة على ذلك، حيث اختفى تقريبا عن الساحة الفنية واختفت معه حفلاته ومهرجاناته التى يشارك فيها، وبدأ يظهر كثيرا فى الجلسات الدينية، والتقطت له أكثر من صورة وهو يطلق لحيته ويستمع للمحاضرات والخطب الدينية فى المساجد، وكان ذلك مؤشرا على أن لحظة الاعتزال قد قاربت، وقرار الاعتزال هو أمر يعود لصاحبه لكن أن يصاحبه ما صاحب وأن يأخذ هذا الاعتزال شكل التطرف حسب ما وضحت بعض الصور والفيديوهات عن فضل شاكر فهنا الصدمة والبحث وراء حل لغز تحول أمير الرومانسية فضل من النقيض إلى النقيض جعله يخسر صورته ويخسر الكثير من جمهوره الذين تمنوا أن يبقى بالنسبة لهم أمير القلوب والعشاق، رغم رغبته الحالية والصادقة فى العودة لحياته الطبيعية نادما على ما سبق.

وظهر الداعية الإسلامى والفنان المعتزل وجدى العربى أمام منصة رابعة العدوية، للمطالبة برجوع المعزول محمد مرسى، فى مشهد غريب له وهو يرفع شعار خاص "أنا فنان"، والأخرى أنا "ضد الانقلاب". ويرى العربى فى جميع تصريحاته السابقة وموقفه الواضح ضد الفن والفنانين بعد اعترافه لانتمائه لجماعة الإخوان المسلمين، وهى صورة انتشرت على موقع التواصل الاجتماعى له، مما أدى إلى السخرية من موقفه المضاد تجاه الفن. وهو يدعى بتقديم رسالته الفنية على أن يكون الفن تحت ستار الدين والسنة، ومن ضمن تصريحاته أيضا التى قالها إن الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، هو من عهد الصحابة، وأتى لقيادة البلاد، مشيرا إلى أنه حفيد ابن عمر بن الخطاب، وعمر بن عبد العزيز، مشددا على أنه أحد الصحابة. وذلك خلال كلمته التى ألقاها أمام مئات الآلاف من المشاركين فى مليونية الشرعية والشريعة أمام جامعة القاهرة، لقد بدأ وجدى العربى فى التمثيل والظهور فى أعمال فنية كثيرة فى أدوار مساعدة وليست بطولة مطلقة ولكنها مؤثرة ولها دور رئيسى فى قصة العمل الفنى. بعد أن اتجه إلى الالتزام أكثر وأكثر مثلما فعلت عائلته من قبله، لم يختر أن يعتزل الفن كما فعل كثيرون بل اختار أن يكمل مسيرته الفنية، ولكن بالتزام وأن يقدم أعمالا فنية تنشر الوعى الأخلاقى والإسلامى لدى الأمة وتهتم بقضاياها، إلى أن فاجئنا بصورته الدينية المخلوطة بالسياسة تعطى انطباعا سيئا لدى الناس.

الفنان المعتزل محمد العربى وهو الشقيق الأكبر لوجدى العربى ومتزوج من الفنانة المعتزلة هناء ثروت، وقد اكتفى محمد العربى بالاعتزال فى نهاية الثمانينيات والابتعاد تماما عن أى ظهور فنى وإعلامى، حيث قام بدور البطولة فى مسرحية "ولد وجنينة" إخراج شاكر عبداللطيف واتيحت له كافة الفرص كى يكشف عن موهبته خاصة فى بداياته مع أبو سيف وباستثناء فيلم "الرسالة" و"حمام الملاطيلى" فليست هناك نقطة يتم الالتفات إليها فى مسيرته.

مجدى إمام الذى تحول من فنان إلى داعية إسلامى حيث اعتزل الفن نهائيا فى أوائل التسعينيات واختار طريق الدعوة حيث لم يبعد عن الكاميرات والأضواء، وإنما اتجه لتقديم برامج دينية على قناة "اقرأ" منها فى رحاب البيت و"رحماء بينهم"، إلى جانب ذلك يعمل مجدى فى مجال الديكور حيث يملك مكتبا لذلك، وقد اشتهر مجدى إمام فى أدواره فى مسرحية "عروسة تجنن" مع إسعاد يونس وأفلام "الإنس والجن" مع عادل إمام و"الأسطى المدير" وغيرها.
حمدى حافظ الفنان الذى اعتزل الفن حيث أخذ يفكر فى القرار بعد تردده على منزل الشيخ شعوره بالنفور عبدالحميد كشك، الذى أنصت باهتمام إلى دروسه ومواعظه، فبدأ ورفض أداء مشاهد تمثيلية معينة، ليعتزل التمثيل بعد مشاركته فى مسلسل "عمر بن عبد العزيز" فى أوائل التسعينيات، وقد اشتهر حمدى بأدوار الشاب المستهتر حيث مثل فى أفلام "شلة المراهقين" و"هذا أحبه وهذا أريده" و"وداعا إلى الأبد" ومسلسلات "ليالى الحلمية" و"الوسية".

الفنان الموهوب صاحب المشوار الفنى القصير محسن محيى الدين ورغم ذلك المشوار إلا أنه ترك علامة فنية مضيئة، اعتزال محسن محيى الدين حسب ما صرح سابقا كان له أسبابه الخاصة، بالإضافة إلى إعادة تقييم حياته ومحاولة تقربه إلى الله أكثر حيث اعتزل فى بداية التسعينيات، ومن جديد عاد محسن وذلك فى مسلسل "فرق توقيت" حيث ظهر فى دور والد تامر حسنى، ومسلسل "المرافعة" فى شخصية رجل ملتزم بتعاليم الدين الإسلامى، وكان من الممكن وحسب ما توقع الكثيرون لو استمر محيى الدين فى الفن لأصبح ممثلا مهما خاصة وأنه يملك الكثير من الصفات والمؤهلات الفنية ومنها قدرته على الرقص والاستعراض إلى جانب وسامته، وليس أدل كم ذلك سوى مشاركته فى أفلام يوسف شاهين ومنها "إسكندرية ليه" و"حدوتة مصرية" و"الوداع يا بونابرت" و"اليوم السادس"، أما المسرح فتكفى مسرحية "سك على بناتك" ورقصته الشهيرة مع شيريهان.

حنان ترك اعتزلت الفن تماما فى 2012 وأعلنت ذلك على الهواء بمكالمة على الهواء فى برنامج نيشان، من قبلها اتخذت حنان قرارا بالحجاب الذى مثلت به فى أكثر من عمل منها "الأخت تريز" "نونة المأذونة"، وفى الأعوام القليلة التى تلت اعتزالها انحصرت الأضواء عن حنان واختفت أخبارها حتى عادت للظهور سريعا بخبر ارتباطها وزواجها من محمود مالك الذى يقال إنه الشقيق الأصغر للقيادى الإخوانى حسن مالك، وهو ما تم نفيه من الجانبين وصرحا بطريقة غير مباشرة أن الأمر لا يتعدى مسألة الصداقة، ولم تمر فترة طويلة حتى سافرت حنان إلى أمريكا لتلد مولودتها "مريم"، وارتبطت أيضا حنان بالدكتور محمد يحيى أحد الأصدقاء المقربين من الدعاة المعروفين وأسفر هذا الزواج عن ابنها "محمد"، كما انضمت حنان إلى منظمة الإغاثة الإسلامية التى أصدر مجلس الوزراء الإماراتى بيانا بأنها يصنفها كجماعة إرهابية، وافتتحت كافيه للمحجبات فقط ومشروع كوافير خاص للمحجبات فقط، كل ذلك كان بمثابة الألغاز حول حنان ترك وميولها بعد اعتزالها الفن وزيجاتها الأخيرة والحياة الجديدة التى أصبحت تعيشها.

فى النهاية هناك شعور بأن الفنان بالتحديد دون غيره يعيش صراعا داخليا وهو صراع لا يشعر به إلا صاحبه وقد يلاحظه الآخرون لكنهم لا يفهمونه، وهو صراع قد تطلق عليه صراعا بين الخير والشر بين الإيمان والكفر بين الصدق والكذب.. إلخ، فالنية لا يطلع عليها سوى الله.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة