محمد فودة

محمد فودة يكتب.. خالد عبدالعزيز يقود حملة لـ«تصحيح مسار» العمل الشبابى

الأربعاء، 19 أغسطس 2015 09:46 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ما يقوم به الآن المهندس خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة، من مشروعات قومية تستهدف تطويرًا شاملًا لمنظومة العمل الشبابى والرياضى، وفى مقدمتها مراكز الشباب المنتشرة فى المدن والقرى والنجوع بجميع أنحاء مصر، والطفرة الهائلة فى الأندية الرياضية، وإعادة الاعتبار للألعاب الرياضية- يمثل نقلة نوعية فى هذا المجال تدعو إلى الفخر، وتنبئ بأننا نسير فى الطريق الصحيح نحو مستقبل أفضل للأجيال المقبلة، وذلك لسبب بسيط، هو أن مراكز الشباب- وللأسف الشديد- كانت إلى وقت قريب أشبه بالقنابل الموقوتة القابلة للانفجار فى أى وقت، حيث تحولت فى غفلة من رقابة الدولة إلى تجمعات موبوءة لـ«تفريخ» الإرهابيين، فقد استغلتها بعض التيارات المعادية للدولة فى الترويج لأفكارها المناهضة للنظام، والتى تحض على الفكر المتطرف، وذلك حينما كانت تلك المواقع الرياضية خالية تمامًا من تقديم أى أنشطة رياضية.

وهو ما يدعونى إلى القول بأن ما يقوم به خالد عبدالعزيز الآن يشبه إلى حد كبير تلك الحرب التى تخوضها الدولة ضد الإرهاب والتطرف، حيث نراه لا يقوم فقط بـ «تنظيف» مراكز الشباب التى كانت مرتعًا لتلك البؤر الإرهابية، إنما أيضًا «تجفيف منابع هذا الإرهاب»، والقيام بإغلاق الباب بـ«الضبة والمفتاح» أمام تلك التيارات التى تسمى بـ «الإسلام السياسى»، والتى كانت تجد فى هؤلاء الشباب «الضائع» صيدًا ثمينًا يشكلونه بسهولة حسب ما يريدون، بل يحركونهم بالريموت كونترول.

وهنا تكمن قدرة خالد عبدالعزيز الحقيقية على وضع حل جذرى لمشكلة مزمنة كانت تمثل عقبة أمام تحقيق أى تنمية فى المجتمع، وذلك بنجاحه فى توفير جميع الإمكانات التى تجذب هؤلاء الشباب نحو ممارسة الأنشطة الرياضية داخل مراكز وبيوت الشباب، ليس هذا فحسب، بل إنه وجه أيضًا بتقديم المزيد من الأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية التى تسهم بشكل كبير فى تشكيل وجدان الشباب فى هذه السن الحرجة، من أجل خلق جيل جديد مرتبط ارتباطًا وثيقًا بوطنه، وهو ما انعكس بكل تأكيد بالإيجاب على المجتمع ككل نتيجة تلك الخطة التى اعتمدت فى الأساس على تسخير جميع منشآت الوزارة لعقد لقاءات وحوارات مفتوحة مع الشباب، بالإضافة إلى عدد من الأنشطة والبرامج التى تخدم النشء والشباب لأهم المشكلات والقضايا الراهنة التى تشغل الشباب المصرى بما يعكس اهتمام الدولة بالشباب، وتمكينه سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا بكل ما يمثلونه من أمل فى المستقبل.

ومركز شباب الجزيرة خير مثال على تلك الطفرة التى أحدثها وزير الشباب والرياضة فى سعيه الدؤوب نحو تطوير منظومة العمل الشبابى، فهذا المركز بلغت قيمة أعمال تطويره نحو 280 مليونًا، والحق يقال فإنه لم يتردد لحظة فى الإقدام على تلك الخطوة لإيمانه بالقاعدة التى تقول «إنشاء ملعب يغلق مستشفى ويغلق سجنًا»، فهو على قناعة تامة بأنه حينما يكون هناك مكان يستوعب طاقات الشباب فإن هذا الشاب أو ذاك لن يجد مبررًا للانجراف نحو الجريمة، ومادام أصبح سويًا فلا يمكن بأى حال من الأحوال أن تقوده قدماه نحو السجن، ونفس الشىء ينطبق على المستوى الصحى، فالرياضة تقى صاحبها من الإصابة بالأمراض، وبالتالى سيكون بعيدًا تمامًا عن المستشفيات، هكذا يسير خالد عبدالعزيز فى فلسفة تطوير المواقع الرياضية بتحويلها إلى منارات تشع حضارة ورقيًا.

وإذا كان الفضل يرجع إلى الرئيس الراحل عبدالناصر، صاحب فكرة إنشاء المركز، فإن التاريخ سيظل يذكر أيضًا الرئيس عبدالفتاح السيسى، لأنه هو من أعاد له الحياة، بالتوجيه بتطويره بعد 60 عامًا، ليؤكد من جديد أن الشباب فى القلب، وهم الحاضر والمستقبل، وليصبح المركز بحق واحدًا من أكبر وأهم مراكز الشباب على مستوى الجمهورية وأقدمها وأعرقها على الإطلاق، بعد أن استعاد بريقه ورونقه من جديد، وتم تحويله على أيدى رجال الإدارة الهندسية للقوات المسلحة خلال 365 يومًا إلى «تحفة فنية جمالية رياضية» لا مثيل لها فى الشرق الأوسط، ولا تخطئها عين المشاهد، وكل من يمر على كوبرى أكتوبر فى قلب القاهرة.

وتكمن قيمة مركز شباب الجزيرة فى هذا الكم الهائل من الإنشاءات التى تمثلت فى المبنى الإدارى والاجتماعى، ومبنى الحاسب الآلى، وإنشاء 5 ملاعب لكرة القدم بالأبعاد القانونية وفقًا للاشتراطات والضوابط الدولية، منها ملعبان من النجيل الطبيعى، إضافة إلى ثلاثة ملاعب من النجيل الصناعى، وإنشاء سبعة ملاعب خماسية بالنجيل الصناعى، وأربعة ملاعب ترتان، وإنشاء ثمانية ملاعب للتنس مجهزة لاستضافة بطولات التنس المحلية والدولية، وإنشاء ملعبين لكرة السلة، وملعبين لكرة اليد، وإنشاء ملعب لذوى الاحتياجات الخاصة، بالإضافة لإنشاء مناطق مخصصة للأطفال والعائلات، وتشمل منطقة التزلج والدراجات ومنطقة الكافيتريات، وإنشاء مسرح مكشوف لعرض مختلف العروض المسرحية الثقافية والفنية، فضلًا على إنشاء ثمانية مبانٍ جديدة بمساحة إجمالية 5000 متر مربع، دون الاعتداء على المساحات الخضراء، حيث أنشئت جميعها تحت كوبرى أكتوبر، وتتضمن مبنى خدمات التنس، وصالة السلة، وقاعة للمؤتمرات، وصالة معارض، وغرف تغيير ملابس، ومبانى الأمن والإدارة، إضافة إلى تطوير حمام السباحة الأولمبى، وإنشاء حمام سباحة للأطفال، وكذلك تطوير ملعب الهوكى، وأربعة ملاعب إسكواش إضافة إلى ملعب زجاجى

واستوقفتنى خطة التطوير الشامل للمواقع الرياضية المنتشرة فى جميع المحافظات، والتى ربما تصل تكلفتها إلى ثلاثة مليارات جنيه لتطوير مراكز الشباب، والأندية الرياضية، والمدن الشبابية، ومراكز التعليم المدنى، والاستادات الرياضية، وبيوت الشباب، ومراكز التنمية الشبابية والرياضية، والمنتديات، وحمامات السباحة، وأهم ما فى هذه المسألة يتمثل فى أن إنجاز هذه المشروعات يتم فى زمن قياسى، وبجودة عالمية فى التصميم والتنفيذ، وبأسعار مناسبة، حيث إن كل ذلك جاء بالتعاون مع القوات المسلحة التى استخدمت أحدث وأرقى وأجود الخامات والعمالة الفنية الماهرة لتحقيق خطوات إيجابية ملموسة فى إطار رؤية شاملة، وخطة متكاملة تم وضعها لتطوير البنية الأساسية الشبابية والرياضية فى مختلف محافظات الجمهورية.

لقد وضع خالد عبدالعزيز يده على أمر فى غاية الأهمية، يتمثل فى ضرورة إعلاء شأن قيمة العمل الجماعى، فقد قال لى إنه يعلم جيدًا أن تطوير البنية الأساسية الرياضية والشبابية أمر ضرورى وحيوى للارتقاء بالشباب فى ظل ممارسة الأنشطة المختلفة، ولكن هذا الأمر يستلزم معه التعاون مع الوزارات المختلفة، ومؤسسات المجتمع المدنى، وشركات القطاع الخاص الكبرى، ووسائل الإعلام المختلفة، للعمل على اكتشاف المواهب الفنية والثقافية والعلمية بين أوساط الشباب، وتنمية المهارات البشرية، والتركيز على التدريب الفنى والتكنولوجى لتأهيلهم لسوق العمل، والمساهمة فى تطوير وتحديث الخطاب الدينى بما يتلاءم مع روح العصر، ورفع درجة الوعى ضد خطورة تعاطى وإدمان المخدرات، والإصابة بالأوبئة المستوطنة وطرق الوقاية منها، والتوعية بأزمة الزيادة السكانية وخطورتها على الأجيال المقبلة.

ولم تكن الرياضة بعيدة عن اهتمامات وزير الشباب والرياضة، فنجده فى الوقت ذاته يعطى قطاع الرياضة نفس الاهتمام، فهناك 20 حمام سباحة معظمها فى محافظات الصعيد، ومركز التعليم المدنى بمدينة دمياط الجديدة فى مجتمع عمرانى جديد وواعد، كما سيتم افتتاح أفضل مركز لتدريب المنتخبات القومية فى الشرق الأوسط، وهو المركز الأولمبى بالمعادى بعد تطويره وتحديثه، إلى جانب الانتهاء من المرحلة الثالثة من تطوير الملاعب بمراكز الشباب بإنشاء 739 ملعبًا جديدًا، لنكون بذلك قد تجاوزنا 2500 ملعب، وتبقى مرحلتان يتم الانتهاء منهما فى نهاية 2016 للوصول إلى 4000 ملعب فى 4000 مركز شباب فى المدة من 1/10/2013 حتى 31/12/2016 وهى أقل من 40 شهرًا، بمعدل متوسط 100 ملعب كل شهر.

أعتقد أن وزارة الشباب والرياضة خلال المرحلة المقبلة ستقع على عاتقها مهمة كبرى، تتمثل فى تجربة الانتخابات البرلمانية التى نحن مقدمون عليها الآن، فقد علمت أن الوزارة تقوم حاليًا بحركة دؤوبة لشرح الدستور والتوعية به فى جميع محافظات مصر، وتنمية روح الولاء والانتماء لدى الشباب والفتيات، وتوفير وضع اقتصادى كريم للفتاة المنتجة، وتمكينها اقتصاديًا واجتماعيًا فى المجتمع، وتنفيذ قوافل تعليمية ودينية وبشرية وسياسية فى مختلف المحافظات، خاصة لأبناء الصعيد.

لن أكون مبالغًا إذا قلت إن ما يقوم به خالد عبدالعزيز الآن هى مرحلة إعادة تصحيح مسار لقطاع الرياضة والشباب على حد سواء.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة